مصر يا اخت بلادي يا شقيقه !…
بقلم / يسرية محمد الحسن
مصر يا اخت بلادي يا شقيقه !
كتب الله علي شعبي وادي النيل
ومنذ ان خلق الارض ومن عليها
التحانن والتحابب والمصير الواحد
المشترك ومنذ عهود اجدادنا القدماء
والعظماء كانت بلاد وادي النيل شعبا
واحدا شمال وجنوب الوادي وجسد
ذلكم كله التاريخ توثيقا علي جدران
المعابد الفرعونيه القديمه والاثار
النوبيه التي عثر عليها كبار علماء
الاثار في العالم
فحدثنا التاريخ القديم لبلاد وادي النيل عن ذلكم كله سيما التداخل والانصهارات الشعبويه بين الشمال والجنوب وحتي ملوكنا القدماء من لدن بعانخي وتهارقا واماني شيخو وغيرهم ممن حكموا بلاد وادي النيل وحتي تخوم بلاد الشام ، فكانت مصر القديمة او طيبه وبلاد الجنوب النيلي ممالك واحده وشعوبا واحده في عصرنا الحديث ورغم حدود البلدين الجغرافيه ظل شعبي وادي النيل شعبا واحدا لايعترف بالحدود ولا تجزئه الوادي !
من اجمل فترات العمر الغض تلك التي ضمتنا فيها جدران مدارس البعثه التعليمه المصريه بالسودان فقد حرصت الشقيقه مصر علي المشاركه والمساعده في العمليه التعليميه لابناء جنوب الوادي فعمرت مدن السودان الكبري بمدارس البعثات التعليميه المصرية وعلي امتداد القطر وهنا في الخرطوم كانت تتمركز اغلبها وسط الخرطوم وخرجت اجيالا واجيال بعد مواصله تعليمهم حتي جامعه القاهره فرع الخرطوم والتي شهاداتها العلمية المتعدده في مختلف التخصصات تعادل شهادات جامعه القاهره الام المدرسه النموذجية الابتدائية المصرية المختلطة كانت بداية مراحلي التعليمية وان انسي لن انسي اليوم الاول لي بها والحصة الاولي في السنه الاولي فقد اتيت متأخره شهرا كاملا وذلك نسبة لاصابتي بمرض (البرجم ) الذي يصيب الاطفال في هذه السن دخلت الفصل جميلة ورشيقه قيام جلوس اخذت الطباشور ورسمت علي السبوره خمسة خطوط تحت بعضها البعض وعلي يسار السبوره رسمت مفتاح صول ( عرفته فيما بعد ) !
رسمت ابله امال اشكالا علي هذه الخطوط الخمسة والتفتت الينا وقالت…. احنا هنراقع مع بعض الدرس اللي فات …. !
وانا بكل حواسي معها وقد ادهشني ما رسمته علي السبوره ولم افهمه !
اخذت الابله المسطره بيدها اليمين وعلي راحه يدها اليسري اخدت تخبط خبطات سرية وبطرف عينيها تنظر الي السبوره وتقول.. تا تي تا فا تي تا تي تا فا تي في تا .. ! ونظرت الي التلاميذ وقالت مين يلا اللي هيجي هنا ويؤولي المسطره ااالت ايه !!
صنن الفصل كله وبما انني كنت مركزه معها جيدا وبكل حواسي رفعت اصبعي قالت لي. …. او افي ! اسمك. ايه. رديت عليها يسريه نظرت في ورقه امامها علي الطاوله وقالت مش انتي التلميذه الجديده ؟
اومات لها براسي صمتت وقالت لي وريني المسطره قالت ايه يا فاطمه !!! استغربت اول مره اعرف فيها ان اسمي فاطمه !
وبسبابه يدي اليمني والوسطي معا وعلي راحه يدي اليسري رددت لها ما قالته بالضبط! ودهشت جدا حين قالت بعلو صوتها سأفولها !! برااافوو ونادتي لجوارها وقالت لي ان اسمي مكتوب امامها في الورقه فاطمة وسالتني بعض الاسئلة من ضمنها ان كنت تلقيت دروسا في الموسيقي من قبل فاجبتها بالنفي. طلبت مني عند ( حصة الافطار ) ان ااتي اليها في صاله الموسيقي..
وقد كان ذهبت الصاله وبحنو بالغ ويدها علي كتفي اخبرتني انني سانضم للفرقه الموسيقيه التابعة للمدرسه طرت فرحا من كلامها واخذت تستعرض امامي الالات الموجوده وتضغط باصبعها علي كل واحده. لاسمع النغمات !
طلبت منا ان اختار ايها لتعلمني كيفيه العزف عليها فاخترت اله الاكورديون وككل البدايات صعب علي بدايه وبعد مضي فتره قصيره اصبحت االفه تماما وحفظت مفاتيحه وكيف استعمل الجزء اليسار ليدخل الهواء وتخرج الانغام !
فريق البلابل الموسيقي وهي الفرقه الموسيقيه للمدرسه كانت تضم اطفالا اخرين مصريين. وسعوديين وخليجيين وشوام. كان فريقا يتكون من 11 عازفا وعازفه نعزف اناشيد الصباح للطابور المدرسي ونشارك في فعاليات وحفلات النادي الرياضي المصري
كان صباح يوم وكاعدتنا نهرع الي صاله الموسيقي كل لياخذ الته لاعتلاء المسرح لطابور الصباح فجاءني وبكل عنجهيه وتكبر بل وازدراء يحاول ان يأخذ مني الاكورديون قائلا لي انه لي وينظر الي نظرات استحقار لم يخطئها قلبي الصغير !
رفضت ان اعطيه اياه وتشاجر معي ووصفني بان مثلي في بلادهم هي ( عبده )!!!
بكيت بحرقه وتمسكت باحقيتي في الاله مع دخول الابله التي استفسرت الامر ووبخته بشده وقامت بطرده من صاله الموسيقي وبكل الحنو والامومه والحب اخذت تمسح دموعي بيديها الجميلتين وتهدأ من روعي بقوله… معليش يا فاطمه يلا بأاه اسكتي انتي لانك شاطره ماتزعليش اهو انا حاطلب باباه واكلمه…. وطبعت قبله علي خدي… !! ان انسي لن انسي مدرستي النموزجيه الإبتدائية ولن انسي ابلله امال مدرسه الموسيقي المربيه والمعلمه العظيمه التي كان الفضل من بعد الله يرجع لها فبي تعلمي فيما بعد العزف علي عدد من الالات الموسيقيه المصريون الشعب الذي لا يعترف بالعنصريه ولا يمارسها تحيه الاعماق لمصر وشعب مصر وابله امال التي احتوت طفولتي وردت لي اعتباري…… مصر يا اخت بلادي ياشقيقه ….