نبي الله يونس عليه السلام “جزء 1”

الدكرورى يكتب عن نبي الله يونس عليه السلام “جزء 1”

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

نبي الله يونس عليه السلام “جزء 1″

ذي النون وهو نبى الله يونس بن متى عليه السلام، ويتصل نسبه إلي ببنيامين وهو أخو نبي الله يوسف عليه السلام من أبيه وأمه، وذكر نبي الله يونس بن متى باسمه يونس في القرءان الكريم أربع مرات وهم في سورة النساء والأنعام ويونس والصافات، وذكر بوصفه ولقبه ذي النون، وصاحب الحوت في موضعين من سورتي الأنبياء والقلم، فقال الله تعالى في سورة الأنبياء” وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادي في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين” وكما قال الله تعالى في سورة القلم “فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادي وهو مكظوم، لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم، فاجتباه ربه فجعله من الصالحين”

وقد أرسل نبي الله يونس عليه السلام إلى أهل نينوى في الموصل العراقية ليدعوهم للتوحيد والهداية وإلى طريق الحق، وهو يونس بن متى بن ماتان بن سليمان، ويقال بأن متى اسم أمه وليس أبيه، ولكن هناك أقاويل فى ذلك والأوجب هو أبيه وكانت بعثته للنبوة في القرن الثامن قبل الميلاد أي قبل ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام، وكان قومه يعبدون الأوثان، ومن أشهر الأصنام التي عبدوها الصنم عشتار، كما عبدوا من دون الله تعالى ثورا مجنحا وهو يجمع بين الإنسان والحيوان فله رأس إنسان وجسم ثور وهو ذو خمسة أرجل، ويقال بأن نبي الله يونس عليه السلام، قد ولد في بلاد الشام في بلدة كفرا الجنوبية الواقعة في منطقة بنت جبيل في لبنان في القرن الثامن قبل الميلاد، ثم انتقل للعيش والإقامة في نينوى الواقعة على نهر دجلة باتجاه مدينة الموصل.

وقد لقب بذي النون، لأن النون هو الحوت وذي النون هو صاحب الحوت، أي الحوت الذي ابتلعه، ووُلد في كنف أسرة فقيرة فقد امتهن والده الاحتطاب وكان مصدر رزقه فيبيعه للناس، وكان رجلا زاهدا فقير الحال مؤمنا بالله تعالى، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى” رواه البخارى، وقد جعل الله تبارك وتعالى عبده يونس بن متى نبيا ورسولا وأرسله إلى أهل نينوى الذين كانوا في أرض الموصل بالعراق ليدعوهم إلى دين الإسلام ويعبدوا الله وحده، وكان أهل نينوى عددهم أكثر من مائة ألف، وكان قد دخلت فيهم الوثنية وانتشرت فيهم عبادة الأصنام وكان لهم صنم يعبدونه يسمى عشتار، فذهب نبي الله يونس عليه السلام إلى نينوى في العراق امتثالا لأمر الله عز وجل وليبلغ رسالة الله تعالي.

فدعا هؤلاء المشركين إلى دين الإسلام والتوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة الأصنام، فكذبوه وتمردوا وأصروا على كفرهم ولم يستجيبوا لدعوته، وظل نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام بينهم صابرا على الأذى يدعوهم إلى الإسلام ويذكرهم ويعظهم، ولكنه مع طول مكثه معهم لم يلقي منهم إلا عنادا وإصرارا على كفرهم ووجد فيهم آذانا صُما وقلوبا غلفا، وقيل أنه أقام فيهم ثلاثا وثلاثين سنة يدعوهم إلى الإسلام ولم يؤمن به خلال هذه المدة غير رجلين، ولما أصروا على كفرهم وعبادة الأصنام ووقفوا معارضين لدعوة نبي الله يونس عليه السلام، أيس يونس عليه الصلاة والسلام منهم بعدما طال ذلك عليه من أمرهم وخرج من بين أظهرهم ءايسا منهم ومغاضبا لهم لكفرهم قبل أن يأمره الله تعالى بالخروج.

وظن أن الله تعالى لن يؤاخذه على هذا الخروج من بينهم ولن يضيق عليه بسبب تركه لأهل هذه القرية وهجره لهم قبل أن يأمره الله تبارك وتعالى بالخروج، ومعني قوله تعالى “وذا النون” يعني يونس بن متى عليه السلام والنون، أي الحوت وأضيف عليه السلام إليه لابتلاعه إياه، وقوله تعالى “إذ ذهب مغاضبا” أي ذهب مغاضبا لقومه من أهل نينوى لأنهم كذبوه ولم يؤمنوا بدعوته وأصروا على كفرهم وشركهم وأبطؤوا عن تلبية دعوته والإيمان به بما جاء به من عند الله عز وجل، وكما أنه لا يجوز أن يُعتقد أن نبي الله يونس عليه السلام ذهب مُغاضبا لربه فهذا كفر وضلال ولا يجوز في حق أنبياء الله تعالي الذين عصمهم الله وجعلهم هُداة مهتدين عارفين بربهم أن يقال في حقهم هذا الكلام، فمن نسب إلى يونس عليه السلام أنه ذهب مغاضبا لله فقد افترى على نبي الله ونسب إليه الجهل بالله والكفر به.