الدكروري يكتب عن نبي الله إسماعيل عليه السلام “جزء 4”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله إسماعيل عليه السلام “جزء 4″
ونكمل الجزء الرابع مع نبي الله إسماعيل عليه السلام، وضع إبراهيم عليه السلام السكين على رقبة ولده ليحزها، فسُلبت السكين حدها كما سُلبت النار من قبل إحراقها، وجاءت البشرى فنودي إبراهيم عليه السلام، وقد ظهر هذا التصديق جليا واضحا فيقول تعالي ” فلما أسلما وتله للجبين، وناديناه، أن ياإبراهيم قد صدّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين، إن هذا لهو البلاء المبين” وأمر الله سبحانه جبريل عليه السلام فقلب السكين على قفاها، فلم تفعل شيئا، ثم رفع إسماعيل عليه السلام، وأتى بكبش كبير أضجعه موضعه، ونجى إسماعيل من الذبح، ويقول تعالي ” وفديناه بذبح عظيم، وتركنا عليه في الآخرين، سلام على إبراهيم، كذلك نجزي المحسنين” وماتت السيدة هاجر أم إسماعيل عليه السلام، وجاء إبراهيم عليه السلام، إلى إسماعيل عليه السلام.
بعد أن كان قد تزوج، فسأل امرأته عنه فقالت “خرج يبتغي لنا” وسألها عن هيئتهم وكيفية معيشتهم فأجابت “نحن بشر ونحن في ضيق وشدة” أي تقول له نحن في كرب وتعب وشقاء وأخذت تشكو له، فقال لها ” فإذا جاء زوجك فاقرئي عليْه السلام، وقولي له إذا جاء أن يغير عتبة بابه” ولما جاء نبي الله إسماعيل عليه السلام، سألها “هل جاءكم من أحد؟، قالت نعم، وقال كذا وكذا، فقال لها “ذاك أبي وأمرني أن أطلقك فالحقي بأهلك” وطلقها، وتزوج ثانية، ثم عاد إبراهيم عليه السلام، وسأل امرأة إسماعيل عليه السلام، الثانية نفس ما سأل الأولى فأجابت “نحن بخير وسعة” أي في سعادة وهناء ورخاء وأثنت على الله عز وجل صاحب النعم الوهاب، فقال لها “ما طعامكم؟” قالت “اللحم” قال “فما شرابكم؟” قالت “الماء” قال “اللهم بارك لهم في اللحم والماء”
وقال لها “فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، ومريه يثبت عتبة بابه” وعندما جاء إسماعيل عليه السلام، أخبرته بما جرى، فقال لها “ذاك أبي وأنت العتبة، أمرني أن أمسكك” ثم عاد إبراهيم عليه السلام، إلى إسماعيل عليه السلام، بعد مدة، ولاقاه ملاقاة الأب لابنه، وقال له يا إسماعيل، إن الله أمرني بأمر ” قال “فاصنع ما أمرك ربك، قال “وتعينني؟ قال “وأعينك” قال “فإن الله أَمرني أن أبني ها هنا بيتا ” وأشار إلى مكان مرتفع، وبدأ كل من إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، برفع قواعد البيت حتى ارتفع بناءه، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى نبيه إسماعيل عليه السلام، في سبعة من سور القرآن المجيد، هي على التوالي سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء، وسورة الانعام، وسورة إبراهيم، وسورة الأنبياء، وسورة ص.
والنبي الكريم إسماعيل عليه السلام ورد ذكره في سورة مريم في قوله تعالى “واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا” ونبى الله إسماعيل هو نطق بالعربيه وتزوج من قبيلة جرهم اللذين سكنوا بجواره وجوار امه ويعتبره النسابه ابو العدنانيون لان عدنان ولده فاذا اسماعيل هو ابو العرب المستعربه، وأن النبى الكريم محمد بن عبد الله رسول الإسلام صلي الله عليه وسلم، من نسل إبراهيم وإسماعيل وإنه قام ووالده إبراهيم ببناء الكعبة، وقد عاش مائة وسبعة وثلاثون سنة، وقد دفن بجوار والدته السيده هاجر، في مكة في المكان المسمى بحجر اسماعيل الداخل في الكعبه، ولم يستطع أحد إثبات أنه مدفون بالحجر المسمى بحجر إسماعيل وذلك لأن الحجر جزأ من الكعبة.
ولو كان حجر اسماعيل جزأ من الكعبة لكان ذكر المؤرخون بأنه دفن في داخل الكعبة، ولو كان حجر إسماعيل هو قبر إسماعيل لكان قد حرم على الناس المشي من فوق القبر، واذا كان قد أرسل إلى قوم أخرون فهذا يعني بأنه لم يدفن بمكة، ويترجح حسب المؤرخين المسلمين أنه أرسل إلى القبائل العربية التي عاش في وسطها، من قبائل اليمن، والعماليق، ولقد عاش نبى الله إسماعيل عليه السلام، فى شبه الجزيرة العربية، وساعدت مياه زمزم على سكنى المنطقة وتعميرها، وكبر إسماعيل عليه السلام وبلغ أشده وقتها رجع إبراهيم عليه السلام إلى مكة بعد مرور أعوام كثيرة ليبحث عن زوجته وولده إسماعيل وبعد معرفته مكانهما لقى ولده شب على الصلاح وحسن الخلق والطاعة وكان رجوع إبراهيم بأمر من الله وقال لولده إسماعيل إن الله أمرني أن ابني هنا بيتا.