الخليفة العباسي أبو العباس السّفاح “جزء 2”

الدكروري يكتب عن الخليفة العباسي أبو العباس السّفاح “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الخليفة العباسي أبو العباس السّفاح “جزء 2”

ونكمل الجزء الثاني مع الخليفة العباسي أبو العباس السّفاح، وحين توفي محمد بن علي، تولى الدعوة من بعده إبراهيم الإمام بن محمد، وكان ابن امرأة من حرائر العرب، وكاد الأمر أن يتم لولا أن كشفه مروان بن محمد الخليفة الأموي الأخير فقتل الإمام، وفر أبو العباس عبد الله السفاح وأخوه أبو جعفر المنصور إلى الكوفة، وكان إبراهيم الإمام قد أوكل الأمر إلى أبو العباس من بعده مع أنه أصغر من أبو جعفر المنصور، إلا أنه ابن امرأة حرة وهي ريطة بن عبيد الله بن أبي المدان الحارثي، وأبو جعفر ابن أمة بربرية، وقد بدأ محمد بن علي بتنظيم أمور الدعوة تنظيما دقيقا فلما توفى سنة مائة وخمسة وعشرين من الهجرة، صار الأمر لولده إبراهيم الذي سُمي باسم إبراهيم الإمام، وقد عمل إبراهيم على دفع الدعوة قدما، واستغل أولاده ودعاته أحاديث.

نسبت زورا إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهى تشير إلى أن الخلافة ستؤول إليهم، إلا أن أمر تلك الدعوة انكشف، وسيق إبراهيم إلى حران عاصمة آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد حيث قضى هناك، وكان قد أوصى بالزعامة قبل رحيله إلى أخيه أبو العباس عبد الله السفاح وطلب من جميع أفراد أسرته وأتباعه السمع والطاعة أبو العباس، وكما أوصاه أن ينتقل مع إخوته وأسرته إلى الكوفة التي كانت تعد معقل الشيعة الحاقدين على بني أمية، وقد ارتحل أبو العباس مع أسرته وأقاربه إلى الكوفة، وكان أحد كبار دعاتهم، واسمه حفص بن سلمان المعروف باسم أبي سلمة الخلال، في استقبالهم، فأنزلهم عند أحد شيعتهم في الكوفة، وذلك عام مائه واثنين وثلاثين من الهجره، وعندما تتالت انتصارات أبي مسلم الخراساني.

 

 

 

 

على عمال الأمويين، خرج أبو العباس يوم الجمعة في الثالث عشر ربيع الأول وصلى بالناس في مسجد الكوفة، وقد ألقى خطابا، أوضح فيه أحقية العباسيين بالخلافة، وافتخر بقرابته من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أثنى على أهل الكوفة، وندد ببني أمية واغتصابهم للخلافة، وكان منهكا وختم خطابه بقوله أنا السفاح المبيح، والثائر المنيح، وقد أكسبه ذلك لقب السفاح، ثم جلس وأكمل عمه داود مابدأه السفاح من خطاب، وقد خرج أبو العباس إلى القصر طلبا للراحة، ثم توجه بعدئذ إلى معسكر أتباعه فى حمام أعين، وكان قد كلف أخاه أبا جعفر أخذ البيعة من الناس، كما أناب عنه عمه داود بن علي في الكوفة، وأسند أمر قتال مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، إلى عمه عبد الله بن علي، الذي التقى بخصمه في معركة بمنطقة الزاب الأعلى وانتصر عليه.

 

 

 

 

وأخذ يلاحقه إلى عاصمته حران، فقنسرين، فحمص، فدمشق، فالفسطاط، وقد نشأت الدولة العباسية إثر دعاية كبيرة استمرت فترة ليست بالقصيرة وهى تقارب ثلث قرن تقريبا، وقد ضمت كل من عارض الأمويين، وكان شعارها هو الرضا من آل محمد عليه الصلاه والسلام، علما بأن نشوء الدولة العباسية كان بعد سقوط الدولة الأمويّة، وكان أبو العباس هو مؤسس الدولة العباسية هو أبو العباس عبد الله السفاح، وقام بالقضاء على أتباع الدولة الأموية باستثناء عبد الله الداخل مؤسس الدولة الأموية في الأندلس وقد كان أبو العباس محبا للأدب، وفي عهده بنيت القصور في منطقة الأنبار، كما أنه ثبّت أركان الدولة العباسية، وقد عُرف أبو العباس بالكرم، والوقار، والحياء، وحسن الخلق، وكما أنه كان يجب مجالسة ومسامرة الرجال والعلماء.

 

 

 

 

وكان يكافئ المغنين والشعرا، وقد ساد كل من العدل، والحرية في البلاد الإسلامية في الفترة التي حكم فيها أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، إذ إنه أمر بالعدول عن اضطهاد بني هاشم، وفي الفترة التي تولى فيها هشام الحكم أحسن إلى علي بن عبد الله بن العباس، وقربه إليه، كما أنه كان يتغافل عن الأمور التي كان يفعلها، من أجل الوصول إلى الخلافة، بالإضافة إلى أنه لم يتوقَع أن يشكل بنو العباس خطرا على بني أمية، وقد ذكر بعض الباحثين، والمؤرخين أن علي بن عبد الله بن العباس، هو أول من بدأ بتأسيس دعوة العباسيين، حتى تنتقل الخلافة إليهم، وقد أظهر رغبة في أن تصبح الخلافة عباسية، وجهر بما يتمناه، وعندما تولى العباس السفاح الحكم فقد بادر السفاح إلى تكليف صالح بن علي بملاحقة مروان وقتله، وقد تم له ذلك في عام مائه واثنين وثلاثين من الهجرة.