فُـهّـمًوٌهّـأّ فُـلَعٌبًوٌهّـأّ
فُـکْسِـبًوٌهّـأّ…
بقلم إيمان الشيخ
ربما يستغرب البعض من عنوان
مقالى ولكن ولتهدأ أنفسهم فلا
مجال للإستغراب وإذا عُرِفَ
السبب بطل العجب والعنوان
صحيح أقصد كل نقطة على
كل حرف فيه حقا فهموها
فلعبوها فكسبوها، ولكن ما
هى؟! هى اللعبة، أى لعبة؟! لعبة
الحياة، لعبة الإقتصاد، لعبة
البيزنس كما نقول فى اللغة
الدارجة، كيف؟؟ لنرى..
خرج علينا منذ فترة قصيرة
شاب بكليب غاية فى الإسفاف،
كليب يدعوا للإشمئزاز والله
الذى لا إله إلا هو بمجرد أن
نظرت واستمعت لثوانى منه إلا
وأجدنى أغلق هاتفى مستغفرة
ربي، الكليب تقريبا وإن لم أكن
مخطئة كان بعنوان (مهرجان
شيماء إرجعى ماتخافيش)إلهى
ترجع المية فى زور كل اللى
شاركوا فيه هههههه.. وحقيقة
أن الفيديو ليس له علاقة بالدين أو يقترف ذنب، ولكنه يقترف عيب، يقترف جريمة فى حق الذوق العام، ليس هذا موضوعى ولا هذا ما أردت أن أتحدث عنه فمهرجان شيماء لا يستحق ثانية من وقتى واللوم على المصنفات الفنية التى تسمح بمثل هذا الهراء، حديثي عن من فهم اللعبة وعرف من أين تؤكل الكتف فأكلها وملأ فمه منها، فبينما نحن منقسمين منا من يستمع لشيماء ومنا من يستنكر ومنا من يضحك ومنا من يندد هناك من إستغل الوضع وسارع ليستفيد، نعم الصين عندما وجدت أن الأغنية أخذت وضع التريند وأنها سَمَعَتْ فى السوق المصرية خرجت علينا بلعبة على شكل بطة أطلقت عليها إسم شيماء لتغزو السوق المصرية وثمنها مائة وستين جنيها مصريا ، نعم 160جنيه مصرى، هل وصل إليكم ما أقصد ؟! ما أريد أن أقوله أنه هناك من يراقب ويتلصص وينتهز الفرصة ليحولها مكسب يصب فى خزانته ونحن جالسين لا يتحرك لنا ساكن،إنها الصين ياسادة، الصين التى كلما تحدثنا عن إرتفاع عدد سكان مصر يخرج علينا من يقول أن الصين تعدى عدد سكانها مليار نسمة، أقول وأنا فى قمة الحسرة أن تعداد الصين تجاوز المليار وربعمائة ألف نسمة بقليل ولكنهم خفاف يتحركون لا يضيعون وقت يعملون منذ نعومة أظافرهم فالهاتف الذى تحمله فى يدك وإن حدث له عطلا تذهب إلى كبرى مراكز الصيانة لإصلاحه يصنعه شاب ربما لا يتجاوز السادسة عشر من عمره إنها الصين ياسادة، الصين التى ورغم أن التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا المستجد من المفترض أن تكون أكثر حدة في الصين، بؤرة تفشي الوباء، إلا أن الصين تأتي على رأس أكبر الدول الصناعية في العالم وقبل الولايات المتحدة الأميركية التي جاءت في المركز الثاني.
هل رأيتم كيف أن العنوان فى مكانه وأقصد كل حرف فيه أليس معى حق عندما قلت أنهم فهموها فلعبوها فكسبوها؟! حقا فهم من الشعوب التى لا تضيع وقت ولو ثانية واحدة بلا فائدة، الصين عندما يأتى شهر رمضان لا تمنع المسلم من الصيام ولكنها تجعله فى أجازة عن العمل لأنها ليست فى حاجة لموظف نائم أو غائب عن الوعى ولو لدقيقة واحدة، الصين التى عندما أرادت أمريكا أن تضربها فى مقتل فرفعت عنها بعض خدمات المحمول هبت واقفة لم تستسلم والأن تصنع برنامجا خاصا بها وقريبا يكون الهاتف الصينى أغلى من الهواتف العالمية،الصين من الدول التى لا تعترف بالهزيمة ولا تعترف بالهزل ولا تضيع وقت فى مهازل فهى حقا تستحق التقدير وقريبا سنجد عبارة صنع فى الصين محض للفخر لكل من يحمل المنتج الذى طُبِعَت عليه، فحقا هى دولة تعرف من أين تؤكل الكتف ألف تحية ليس لها فقط ولكن لكل دولة عاملة تتطلع لغد أفضل مهما رأت من صعوبات.
أخى القارئ حديثي عن نقطة محددة وهى عدم الإهتمام بسفاسف الأمور وعدم الوقوف والعالم يتحرك فإن وقفنا فالأرض تدور والرحى لا ترحم تأخذ فى طريقها كل ثابت ليقف مكانه من يهرول مع الأرض فهكذا أصبح العالم لا مكان فيه لمتكاسل أو متهاون أو ضعيف، إدرس اللعبة وأعرف أين مخابئها وكيف تدار حتى تفوز فى نهايتها، تحرك، إنظر لمن سبقك واستفد من تجربته ولا تقف مكانك تبكى على حضارتك التى كانت، كن أنت، أصنع حاضرا مبهرا كما كان الماضى مبهر.