ماذا تعرف عن مسجد القبلتين ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن ماذا تعرف عن مسجد القبلتين ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ماذا تعرف عن مسجد القبلتين ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثاني مع مسجد القبلتين، وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال ” صلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا مستقبلا بيت المقدس، وهو صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يتحول إلى الكعبة فكانوا في صلاة العصر وهو في مسجده صلى الله عليه وسلم فنزل عليه قول الله تعالى ” قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره” ومن حينها استقبل صلى الله عليه وسلم الكعبة في صلاته وفي دعائه صلى الله عليه وسلم، وكانت أول صلاة صلاها في مسجده صلى الله عليه وسلم، مستقبلا الكعبة صلاة العصر، فخرج رجل ممن صلى معه وكان يمر على المسجد ويقول للناس وهم يصلون.

أشهد بالله العلي العظيم أني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبل الكعبة فكانوا يستديرون في صلاتهم مستقبلين بيت الله عز وجل مطيعين لله ممتثلين أمره يقول جل وعلا ” ليس البرّ أن تولوا وجوهكم قِبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله” وقد تم بناء مسجد القبلتين في عهد النبي الكريم محمد صل الله عليه وسلم من العام الثاني للهجرة على يد بنو سواد بن غنم بن كعب، حيث تم بناءه في ذلك الوقت بإستعمال الطوب اللبن وسعف النخيل وجذوع النخيل، ومسجد القبلتين له أهمية تاريخية في التاريخ العربي والإسلامي، حيث إنه في هذا المسجد نزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم لتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة حيث كانت القبلة قبل ذلك هي بيت المقدس.

ويقع مسجد القبلتين في الأطراف الغربية من المدينة المنورة في منطقة بني سلمى والموجود على هضاب تسمى بحرة الوبرة على الطريق الشمالي الغربي بإتجاه المدينة المنورة طريق خالد بن الوليد عند التقاطع مع طريق سلطانة وهي المركز التجاري للمدينة وعلى مقربة من شارع الملك عبدالله من الجهة الغربية، ويشتهر مسجد القبلتين بأن لونه أبيض ناصع، فيما يتعلق بمساحة المسجد تبلغ قرابة أربعة ألاف مترا مربعا، ويعلو مسجد القبلتين قبتان، القبة الأولى بقطر ثمانية أمتار والقبة الثانية بقطر سبعة أمتار، وارتفاع يصل إلى حوالي سبعة عشر مترا لكل قبة، ويجب أن نعلم جميعا أن التسمية بمسجد القبلتين لا تختص بمسجد معين لكونه صُلي فيه إلى القبلتين.

 

 

 

 

فها هو مسجد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم صلى فيه إلى القبلتين، ومسجد قباء صُلي فيه إلى القبلتين، وسائر المساجد الموجودة في المدينة في ذلك الوقت صُلي فيها إلى القبلتين وبهذا نعلم أنه ليس هناك مسجد في المدينة يختص بفضيلة معينة لكونه صلي فيه إلى القبلتين، ولو كان هناك مسجد يختص بفضيلة لكونه صُلي فيه إلى القبلتين لكان أحق المساجد بهذه الفضيلة مسجد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقد صُلي فيه إلى القبلتين، لكن ليس هناك فضيلة تختص بمسجد لكونه صلي فيه إلى القبلتين.