أب جاحد يعذب ابنته حتى الموت
#مصر_الآء
قام زوج عقب انفصاله عن
زوجته بالحرص على أن يظل
أطفاله فى حضانته، خشية أن
تتزوج طليقته، ويقوم رجل
غريب بتربية أطفاله، كما كان
يريد أن يربي أبناءه على ما
تربى هو عليه من عادات أهل
الصعيد وتقاليدهم التى لا
تفارقهم أينما حلوا، فعلى الرغم
من أن خالد يقيم بمحافظة
القليوبية، إلا أنه يتمسك
بأصوله الصعيدية، وعادته وتقاليده، بل ولهجته أيضا،
ويحث أطفاله على الاقتداء به،
وعدم التأثر بعادات وتقاليد جيرانهم.
استطاع الأب خلال ثلاث
سنوات مرت على انفصاله عن
زوجته، في جعل أطفاله صورة
متطابقة منه، رافضًا أن يفتح
لهم المجال للانفتاح على العالم
المحيط بهم، بل كانت تلح على
خاطره فكرة العودة إلى موطنه
الأصلي بمركز طما، ليكون
بجوار أهله ومعارفه، ولكن
ظروف عمله بمحافظة
القليوبية جعلته يؤجل هذه
الفكرة، لعله يستطيع تحقيقها فى يوم من الأيام.
كان الأب يخرج إلى عمله يوميا تاركا أطفاله الصغار في رعاية أختهم آلاء، والتى لم يتجاوز عمرها الثانية عشرة عاما، ولكنها حلت محل والدتها في القيام بكافة الأعباء المنزلية، إلى جانب رعاية إخوتها الصغار، مما ألقى على عاتقها عبئًا تنوء عن حمله الجبال، فهى ما زالت طفلة صغيرة تريد أن تعيش طفولتها أسوة بقريناتها في مثل سنها، وترى أنه من الظلم أن تتحمل تبعات انفصال والديها، وظروفها الأسرية السيئة، ولم يكن أمامها سوى الصبر وطاعة والدها والامتثال لأوامره.
لم تدر الطفلة الصغيرة أن رعايتها لأشقائها الصغار ستكون سببا في شقائها، بل إنها ستكون فى يوم من الأيام ضحية قيامها بدور الأم رغما عنها، ذلك الدور الذى فرضه عليها والدها، حتى لا يفسح المجال أمام طلقيته في الحصول على حضانة أبنائه.
لم يقتصر دور آلاء على القيام بواجباتها المنزلية فقط، بل كانت تخدم أشقاءها الصغار وتساعدهم على تغيير ملابسهم، كما كانت ترى أمها تفعل قبل أن تفارقهم، وفي يوم الحادث طلب منها شقيقها أحمد البالغ من العمر ثماني سنوات، أن تساعده في تغيير ملابسه الداخلية، وشاء حظها العاثر أن يدخل عليهما والدهما الغرفة فجأة، ويشاهدها وهى تداعب شقيقها الصغير خلال تغيير ملابسه، فتبادر إلى ذهنه أنها تفعل فعلًا خادشًا للحياء، مما جعله يستشيط غضبًا، ولم يمهل الفتاة فرصة لكى تبرئ نفسها، بل اندفع كالثور الهائج نحوها، ممسكا بسلك كهربائي غليظ، وانهال به ضربا عليها، وكلما زادت صرخاتها ازداد عنفا وقسوة، ولم يرحم بكاءها، وتوسلاتها إليه بأن يكف عن ضربها، بل إنه لم يرحم بكاء إخوتها الصغار، وهم يشاهدون أختهم تعذب بلا رحمة، حتى سقطت على الأرض جثة هامدة، وقد فارقت الحياة.
لم تحرك وفاة الطفلة مشاعر الأب الجاحد، بل إنه عقد العزم على العودة إلى بلدته بمركز طما، ودفنها في مقابر الأسرة، ظنا منه بأنه فعل الصواب وتخلص من ابنته قبل أن تجلب له العار.
عقب عودة الأب القاتل إلى مركز طما، أراد أن يستخرج تصريح دفن لنجلته، إلا أن الإصابات التى بها أوقعت به في قبضة رجال الأمن.
تم القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأخطرت النيابة فصرحت بدفن الجثة، وطلبت تحريات المباحث لمعرفة ظروف وملابسات الواقعة، وباشرت التحقيق.
كان اللواء محمد شرباس مساعد وزير الداخلية، مدير أمن سوهاج، قد تلقى بلاغا من العميد وائل منصور، مأمور مركز شرطة طما، يفيد تلقيه بلاغا من مستشفى طما المركزي، بوصول “آلاء. خ” 12 سنة طالبة بالصف الأول الإعدادي، وتقيم بمحل إقامة والدها بدائرة قسم الخصوص محافظة القليوبية، جثة هامدة.
تم تشكيل فريق بحث ضم العميد على العمارى رئيس مباحث المديرية، والرائد أحمد تعليب رئيس مباحث مركز طما، بإشراف اللواء محمد زين مدير إدارة البحث، لكشف ملابسات الواقعة، وبالفحص وسؤال والدتها “إيمان. ب” 34 سنة مطلقة، وتقيم بدائرة المركز، أفادت بأنها مطلقة منذ 3 سنوات، وأن نجلتها المجني عليها وأشقاءها يقيمون طرف والدهم “خالد. م” 37 سنة عامل، ويقيم بدائرة قسم الخصوص بمحافظة القليوبية، وله محل إقامة بدائرة المركز، واتهمته بالتعدى على نجلتهما بالضرب والتسبب في وفاتها.
تم ضبط المتهم بمواجهته اعترف بارتكابه للواقعة، لمشاهدته للمجنى عليها تداعب شقيقها أحمد 8 سنوات، تلميذ، أثناء مساعدته في استبدال ملابسه الداخلية، مما دفعه للقيام بالتعدي عليها بالضرب المبرح، مستخدماً في ذلك سلك كهرباء، حتى فارقت الحياة، عقب ذلك قام بنقلها من محل إقامته بمحافظة القليوبية، إلى محل إقامته الثاني بدائرة مركز طما، لدفنها بمقابر الأسرة.
بتوقيع الكشف الطبي على الجثة بمعرفة مفتش الصحة، أفاد بوجود إصابات بالجثة عبارة عن “كدمات وسحجات متفرقة بالجسم”، ولا يمكن الجزم بسبب الوفاة، ومرور حوالى 12 ساعة على وفاتها، ويشتبه أن يكون سبب الوفاة جنائياً.
حرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة فصرحت بدفن الجثة، وطلبت تحريات المباحث لمعرفة ظروف وملابسات الواقعة، وباشرت التحقيق.