عبد الله بن الأرقم ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن عبد الله بن الأرقم ” جزء 2″

بقلم/ محمـــد الدكـــروى

ونكمل الجزء الثانى مع عبد الله بن الأرقم، وكان عبد الله بن الأرقم يسكن المدينة وهو ابن الأرقم بن أبي الأرقم بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وعن عبد الله بن الزبير قال أن النبي صلى الله عليه وسلم، استكتب عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث، وكان يجيب عنه الملوك وبلغ من أمانته عنده أنه كان يأمر أن يكتب إلى بعض الملوك فيكتب ويختم ما يقرأه لأمانته عنده واستكتب أيضا زيد بن ثابت وكان يكتب الوحي ويكتب إلى الملوك أيضا فلم يزل كذلك حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر الصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل أبو بكر إلى عبد الله بن الأرقم بيت المال فلم يزل كذلك حتى قبض أبو بكر وتولي الخلافة عمر بن الخطاب وكذلك ولاه بيت المال.

حتى قتل ثم تولى الخلافة عثمان بن عفان رضى الله عنهم أجمعين ولكن عثمان عزل عبد الله بن الأرقم عن الكتابة وبيت المال، وجعلها إلى زيد بن ثابت، فأما النبي صلى الله عليه وسلم، فكان إذا غاب ابن الأرقم وزيد بن ثابت واحتاج صلى الله عليه وسلم، أن يكتب إلى أمراء الأجناد والملوك أو يكتب لإنسان كتابا أمر من حضر أن يكتب، وقد كتب عمر وعلي وزيد والمغيرة بن شعبة ومعاوية وخالد بن سعيد بن العاص وغيرهم ممن سمي من العرب، وعن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه قال، قال عمر بن الخطاب، كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب فقال لعبد الله بن الأرقم الزهري، أجب هؤلاء فأخذ عبد الله فأجابهم ثم جاء بالكتاب فعرضه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال “أصبت ”

قال عمر، فقلت رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما كتب فما زالت في نفسي حتى ولي عمر فجعله على بيت المال، وعبد الله بن الأرقم، كانت السيدة آمنة بنت وهب أم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، هى عمة أبيه الأرقم، وأمه أميمة بنت حرب بن أبي همهمة بن عبد العزي الفهري، وقيل هى عمرة بنت الأوقص بن هاشم بن عبد مناف، وقد أسلم عام الفتح، وروى مالك قال بلغني أنه ورد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كتاب فقال ” من يجيب عنه؟ فقال عبد الله بن الأرقم أنا، فأجاب، وأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعجبه وأنفذه، وكان عمر حاضرا فأعجبه ذلك من عبد الله، حيث أضاف ما أراده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما ولي عمر استعمله على بيت المال.

وقيل أن عبد الله بن ألأرقم قد عمي قبل وفاته، وعن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الأرقم، قال، أقيمت الصلاة، فأخذ بيد رجل فقدمه، وكان إمام القوم، وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ” إذا أقيمت الصلاة ووجد أحدكم الخلاء فليبدأ بالخلاء ” رواه شعبة والثوري، وقد أنجب عبد الله بن الأرقم، ولده عمر وكانت أمه هى السيده خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث، وأنجب بنته زينب وكانت أمها أم ولد من أهل اليمامة سوداء، وقد أطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بخيبر خمسين وسقا، وقال عمر بن الخطاب فى حقه، ما رأيت أحدا أخشى لله منه، وكان عمر يستسلف من بيت المال، فإذا خرج العطاء جاءه عبد الله بن الأرقم فيتقاضاه فيقضيه، وقال عمر لحفصة.

لولا أن ينكر عليّ قومك لاستخلفت عبد الله بن الأرقم، فلما تولي عثمان بن عفان أَقرّ عبد الله بن الأرقم على بيت مال المسلمين، فكان يستسلف منه ثم يقضيه كالذي كان يصنع عمر بن الخطاب، ثم اجتمع عند عثمان مال كثير، وحضر خروج العطاء، فقال له عبد الله بن الأرقم، أدى المال الذي استسلفت، فقال له عثمان بن عفان ما أنت وذاك، إنما أنت خازني، فخرج عبد الله بن الأرقم وأخبر عبد الرحمن بن عوف بما قاله له عثمان، فخرج عبد الرحمن فدخل على عثمان فقال، لئن كان المال لك إن في عبيدك لمن كان يخزن لك، وإن كان المال للمسلمين فإنما عبد الله خازن المسلمين وأمينهم، ثم خرج مغضبا وقال لعبد الله بن الأرقم، اردد إِلى الناس مفاتيحهم.