الأحكام الفقهية للصيام ” جزء 16″

الدكروري يكتب عن الأحكام الفقهية للصيام ” جزء 16″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الأحكام الفقهية للصيام ” جزء 16″

ونكمل الجزء السادس عشر عن الأحكام الفقهية للصيام، وكذلك ما حكم السباحة للصائم؟ فإنها تكره السباحة للصائم لأنه يخشى دخول الماء إلى الجوف عن طريق الأنف أو الأذن أو الفم، وعندها يفطر، ورمضان شهر التسبيح وليس السباحة، وأيضا ما حكم بلع الريق للصائم؟ وهو أنه يجوز للصائم أن يبتلع ريقه لأن في الاحتراز عنه مشقة، وتنطع فى الدين، وقد نهينا عن التنطع، ورفع الله عنا المشقة والحرج، ولكن هل يفطر من جمع ريقه فابتلعه؟ فإنه لا يفطر من جمع ريقه ثم ابتلعه، لكن هذا عبث لا معنى له، وأيضا هل يبطل صوم من استعمل دواء الغرغرة؟ فهو إذا نزل الدواء إلى جوفه أفطر، وإذا لم ينزل لم يفطر، لذا ينبغي الاحتراز عنه في نهار رمضان، وأيضا ما حكم ابتلاع النخامة للصائم؟ وهو إذا تعمد الصائم ابتلاع النخامة أفطر لأن من الممكن الاحتراز عنها.

وإذا غلبته لم يفطر، ثم هى قذر ينبغي التوقي عنه، وأيضا هل القيء في نهار رمضان يفطر؟ وهو من الأسباب المفطرات تعمّد القيء فمن تقيأ عمدا أفطر، وإن غلبه القيء لم يفطر إن لم يرجع شيء من القيء إلى الجوف، وإلا فيفطر، لقول النبى صلى الله عليه وسلم “من ذرعه القيء وهو صائم فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض” رواه البخارى، وكذلك لو احتاج إلى القيء للتداوى بإخبار طبيب، هل يجوز له التقايؤ، وهل يعد مفطرا؟ فإنه من احتاج إلى أن يتقيأ ففعل فلا إثم عليه، لكنه يعد مفطرا، وعليه إمساك بقية النهار إن استطاع، وأن يقضي ذلك اليوم، وأيضا هل التجشؤ يبطل الصوم؟ وهو أن التجشؤ لا يبطل الصوم، لكن إذا خرج من الجوف شيء يجب أن يلفظه وأن يتمضمض بعده ليطهر فمه، فإن عاد منه شيء إلى الجوف مع القدرة على لفظه أو بلع ريقه قبل غسل فمه فقد أفطر.

وهل يؤثر إجراء عمليات التنظير في نهار رمضان على صحة الصيام؟ وهو إن إجراء عمليات التنظير في نهار رمضان سواء عن طريق الفم أو الأنف أو القبل أو الدبر يفسد الصيام، وعلى من أجريت له أن يمسك بقية اليوم لحرمة الشهر الفضيل، ويقضى ذلك اليوم بعد رمضان، وهل يؤثر الفحص الداخلى للمرأة على صيامها؟ وهو أن الفحص الداخلى للمرأة يبطل الصيام لأنه يشتمل على دخول جسم إلى الجوف أثناء الصوم فيبطله، وهذا ما نص عليه الفقهاء فى كتبهم، ويجب على المرأة عندئذ الإمساك عن المفطرات بقية اليوم لحرمة شهر رمضان، وقضاء هذا اليوم بعد رمضان، ويجب تجنب هذا الفحص فى رمضان وغيره إلا لضرورة لأنه لا يجوز الاطلاع على العورة إلا للضرورة، وعند الضرورة تذهب المرأة إلى طبيبة مسلمة، فإن لم تجد فإلى طبيبة كتابي

فإن لم تجد فإلى طبيب مسلم عدل ثقة مأمون، وأيضا هل يؤثر استعمال التحاميل والحقن ومراهم البواسير الشرجية على صحة الصوم؟ فإن الحقن الشرجية أو التحاميل في أحد السبيلين من المفطرات لقول ابن عباس رضي الله عنهما “إنما الفطر مما دخل وليس مما خرج” رواه البيهقى، فتعميمه فى الداخل يدل على أنه مفطر سواء كان مطعوما أو غير مطعوم لأن غير المطعوم له صورة الطعام، وينبغي استعمالها قبل الفجر أو بعد الإفطار، أما إذا احتاج إليها استعملها ويبقى ممسكا ويقضي ذلك اليوم، وأيضا ما حكم الإبر العضلية، وهل تفسد الصيام؟ فإن الحقن العلاجية الجلدية والعضلية لا تعتبر من المفطرات لأنها لم تدخل إلى الجوف من منفذ مفتوح، أما الحقن الوريدية المغذية فإنها تفطر لأنها مثل الطعام والشراب من حيث المعنى، وأيضا ما حكم إبرة الأنسولين؟

فهو إن إبرة الأنسولين لا تفطر لأنها تحت الجلد وغير نافذة للجوف، وأيضا ما حكم استعمال الدهون المرطب للبشرة مثل الكريمات فى نهار رمضان؟ وهو أن استعمال الدهون المرطب للبشرة لا يفطر لأنه لا يدخل إلى الجوف، وما يصل منه إلى ما تحت البشرة يصل من منفذ غير مفتوح وهي المسامات، ما حكم التطيب أو التعطر للصائم؟ فإن التطيب للصائم لا يفطر، لكن تركه أولى لأن الصيام تقشف وهذا ترفه، وأيضا ما حكم سحب الدم من الصائم في نهار رمضان؟ فإن سحب الدم من الصائم غير مفطر لأنه يشبه الحجامة، وقد احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم، ثم إن سحب الدم مما خرج وليس مما دخل، ولا يفطر ما خرج، لقول ابن عباس رضي الله عنهما “إنما الفطر مما دخل وليس مما خرج” ولكن يكره ذلك للصائم إن لم يكن له حاجة، لأنه قد يضعف الصائم عن الصيام فيفطر.