الدكرورى يكتب عن منهيات شهر رمضان ” جزء 12″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
منهيات شهر رمضان ” جزء 12″
ونكمل الجزء الثاني عشر مع منهيات شهر رمضان، فالصيام يمثل تحديا بالنسبة للأطفال لا سيما إذا كانت ساعات الصيام طويلة، لذا قم بتشجيع أطفالك على الصيام فى أيام العطلات ونهايات الأسبوع بمجرد أن يصلوا لسن البلوغ لكي يستعدوا لاستقبال أول رمضان لهم، وضع معهم خطة رمضانية وكافئهم عند الصيام في البداية وشجعهم على القيام بالأنشطة التي من شأنها أن تشعرهم بروح رمضان مثل تعليمهم فضائل وأهمية الصيام، وصنع بطاقات معايدة رمضانية وتقويم تقوم فيه بشطب أيام الصيام بحيث يمثل كل يوم مفاجأة ما لهم، مثل هدية أو حلوى أو شوكولاتة، وكذلك مكافأتهم بالكلام الحلو العذب على سلوكهم الجيد، فإن شهر رمضان هو فرصة عظيمة للأهل للتقرب من أبنائهم والاستماع لهم، وتشجيعهم على الصيام ومساعدة المحتاجين، وقضاء المزيد من الوقت معهم.
وحل مشاكلهم، فكم أتوق يا رمضان إلى الرقود بين حناياك فتضمنى رحمات الله كما تضم الأم ابنتها العروس فى ليلة زفافها، رمضان يا شهر الخيرات، إنك الشهر الذى تتنزل به الرحمات، ها نحن الآن نرسم الأشواق العظيمة في داخلنا إليك ونحاول ألا نحترق بلظاها، كيف لى أن أطوى الدقائق بسرعة حتى يحين اللقاء بك يا شهر رمضان الكريم، ذابت روحى على أوقات السّحر عندما كنا نجتمع وعائلتى تحت ظل رمضان، وكيف لى أن أستعيد تلك الأيام، فيا رمضان ها نحن نقف على أعتاب الانتظار ككل عام، وها نحن نقف في كل عام وفى عيوننا حرقة الشوق إليك وقلوبنا تخفق كقلوب الطير خائفة ومشتاقة ومنتظرة، وإن من الأخطاء أيضا هو الغفلة عن تعويد الأولاد على الصيام من الصغر، وتعهد الأولاد وتدريبهم على العبادات الواجبة من الصغر مما أمر به الدين خاصة “الصلاة، والصيام”
كما بيّنه العلماء، فيؤمر الصبى بالصلاة لسبع سنين، ويضرب عليها لعشر، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبرت الربيع بنت معوذ رضي الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم أرسل غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار ” من أصبح منكم مفطرا فليتم بقية يومه، ومن أصبح منكم صائما فليصم، فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبه من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام إعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار” رواه البخارى ومسلم، فيغرس في الصغير حب الصيام، والتعود عليه بالترغيب في ثوابه، والثناء على الممتثل به مع إمكانية التدرج فيه خاصة مع طول النهار وشدة الحر، فهذا يصوم إلى ما بعد الظهر، وذاك إلى العصر حتى يصل به الأمر تدريجيا إلى صيام اليوم كله بحسب القدرة، وللأسف فإن أكثر المجاهرين بالفطر فى رمضان من العصاة إنما اعتاد الفطر من صغره.
ولم يُدرب عليه، ويسأل عنه فاستثقله، وإن ومن الأخطاء هو الانشغال بالمبادرة إلى الطعام والشراب عند سماع أذان المغرب فلا يردد المرء الأذان مع المؤذن، وفي الحديث المرفوع فى الصحيحين ” إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن” رواه البخارى ومسلم، فيضيع على الصائم ثواب الترديد، والكثيرون يتركون صلاة المغرب فى المسجد فى جماعة، في رمضان بحجة تناول الإفطار، وهذا خلاف هديه صلى الله عليه وسلم، فيتناول الصائم ما يذهب عطشه، ويسد جوعه، ويصلى فى جماعة المسجد، ويعود لبيته فيستكمل طعامه وشرابه، فينال ثواب الجماعة مع ما فى ذلك من إراحة معدته، والتدرج بها على ألا يملأ معدته بالطعام فيثقل عليه قيام الليل، والاجتهاد بالعبادة فيه، وإن من الأخطاء أيضا هو ترك الركعتين السنة البعدية بعد صلاة العشاء وهي سنة مؤكدة فى رمضان وغيره.
والكثيرون يصلون العشاء، ثم يقومون لصلاة التراويح فلا يصلوا ركعتى سنة ما بعد صلاة العشاء، ويغفلون عنها طوال شهر رمضان، مع مواظبتهم عليها في غير رمضان، وكذلك من الأخطاء في صلاة التراويح، هو حمل المأمومين للمصاحف ينظرون فيها متتبعين فيها ما يقرأ الإمام بهم في الصلاة، فيترك المصلي ما أمر به من وضع يده اليمنى على يده اليسرى فى الصلاة، كما في الحديث عن سهل بن سعد رضى الله عنه قال ” كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى فى الصلاة، قال أبو حازم، لا أعلمه إلا ينمى عن ذلك إلى النبى صلى الله عليه وسلم ” رواه البخارى، وينشغل بحمل المصحف ووضعه، وتقليب صفحاته، والواجب عليه الاستماع والإنصات لقراءة الإمام، والانشغال بتدبر وفهم ما يسمع، ومما يحتاج لتصحيحه قولهم “رمضان كريم”