الدكرورى يكتب عن طلحه بن عبيد الله القرشي ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع طلحه بن عبيد الله القرشي، وكان لطلحة رضي الله عنه موقف بطولي في غزوة أحد حيث دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يمنع النبال أن تصل إلي النبي صلى الله عليه وسلم، فيجعل جسمه أمام النبال ويمنع السيوف أن تصل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فكان حائلا بين المشركين حتى لا يصلوا إلي النبي صلى الله عليه وسلم، مما أدى إلي قطع أصابعه وشلت يده, فقد روى البخاري في صحيحه من حديث قيس بن أبي حازم قال “رأيت يد طلحة بن عبيد الله شلا يوم احد لدفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد كسرت رباعيته وجرحت شفته وسال الدم على وجهه فجعل طلحة يكرُ على المشركين.
حتى يدفعهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم ينقلب إلي النبي صلى الله عليه وسلم ليرقي به الجبل” وروي الترمذي في سننه من حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه قال ” كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعان فنهض إلي صخرة فلم يستطع من الثقل والإعياء، فاقعد تحت طلحة وصعد بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى استوى على الصخرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لطلحة ” أوجب طلحة” أي وجبت له الجنة، وكان هذا ما قدمه الصحابى الجليل طلحة يوم أحد انه دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى يروى أنه كان في جسمه بضع وسبعين ضربة من الرماح والسيوف والنبال, ولما رأى المشركون سيهجمون على النبي صلى الله عليه وسلم.
حمله على كتفه حتى رفعه ووضعه على صخرة في الجبل حتى يحمي النبي صلى الله عليه وسلم حتى أن أبي أبكر الصديق رضي الله عنه، إذ ذكر يوم أحد قال ذاك يوم طلحة لما قدمه طلحة رضي الله عنه في ذلك اليوم، ولقد كان من صفاته رضي الله عنه الكرم والإنفاق والبذل حتى سمي طلحة الخير، وقد أسلم طلحة رضى الله عنه في بدايات الدعوة الإسلامية، فهو أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام، وقال طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه “حضرت سوق بُصرى فإذا راهب في صومعته يقول، سلوا أهل هذا الموسم، أفيهم أحد من أهل الحرم؟ قال طلحة بن عبيد الله، قلت نعم، أنا، فقال هل ظهر أحمد بعدُ؟ قال، قلت ومن أحمد؟ قال ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه.
وهو آخر الأنبياء، مخرجه من الحرم، ومهاجره إلى نخل وحرّة ، فإياك أن تسبق إليه، فقال طلحة بن عبيد الله، فوقع في قلبي ما قال، فخرجت سريعا حتى قدمت مكة، فقلت هل كان من حدث؟ قالوا نعم، محمد بن عبد الله الأمين تنبأَ، وقد تبعه ابن أبي قحافة، قال، فخرجت حتى دخلت على أبي بكر، فقلت له أتبعت هذا الرجل؟ قال نعم، فانطلق إليه فادخل عليه فاتبعه، فإنه يدعو إلى الحق، فأخبره طلحة بما قال الراهب، فخرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه بطلحة فدخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم طلحة رضي الله عنه وأَخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال الراهب، فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، ولم يشهد طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه غزوة بدر.
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وجَّهه هو وسعيد بن زيد رضي الله عنهما يتجسسان خبر العِير فانصرفا، وقد فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، من قتال من لقيه من المشركين، ولكنه شهد غزوة أحد وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال “هم الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض” وبعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه، خرج طلحة إلى البصرة مطالبا بالقصاص من قتلة عثمان بن عفان فقُتل في موقعة الجمل، فكان قتله في رجب سنة ست وثلاثين من الهجرة، وله أربع وستون سنة، وقيل اثنان وستون سنة.