الدكرورى يكتب عن الطريق إلى الإنحراف ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع الطريق إلى الإنحراف، وقد اهتم الإسلام بالصحة النفسية والروحية والذهنية، واعتبر أن من أهم مقوماتها التعاون والتراحم والتكافل، وغيرها من الأمور التي تجعل المجتمع الإسلامي مجتمعا قويا في مجموعه وأفراده، وفي قصص القرآن الكريم ما يوجه إلى مراهقة منضبطة تمام الانضباط مع وحي الله عز وجل، وقد سبق الرسول صلى الله عليه وسلم الجميع بقوله “لاعبوهم سبعا وأدبوهم سبعا وصادقوهم سبعا، ثم اتركوا لهم الحبل على الغارب” وقد قدم الإسلام عدداً من المعالم التي تهدي إلى الانضباط في مرحلة المراهقة، مثل الطاعة، بمعنى طاعة الله، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وطاعة الوالدين ومن في حكمهما.
وقد أكد القرآن الكريم هذه المعاني في وصية لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه قال كما جاء فى سورة لقمان” يا بنى لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم” وأيضا فإن هناك الاقتداء بالصالحين، وعلى رأس من يقتدي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فالإقتداء به واتباع سنته من أصول ديننا الحنيف، قال الله عز وجل كما جاء فى سورة الأحزاب ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا” كما اعتبر الإسلام أن أحد أهم المعالم التي تهدى إلى الانضباط في مرحلة المراهقة وهو التعاون والتراحم والتكافل لأنه يجعل الفرد في خدمة المجتمع، ويجعل المجتمع في خدمة الفرد، و الدليل على ذلك ما رواه أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال” مثل المؤمن كمثل الجسد إذا اشتكى الرجل رأسه تداعى له سائر جسده” ولم ينس الإسلام دور الأب في حياة ابنه، وكذلك تأثير البيئة التي ينشأ فيها الفتى في تربيته ونشأته، فقد روي في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصرانه أو يمجّسانه” وإن من الأشياء التي نوصي عليها ونؤكد عليها في هذا الزمن هو قضية الإنترنت، فإن قضية الإنترنت الآن من القضايا الخطيرة والشائكة لأنها تنتشر، وقالوا إن تأثيرها في العالم سيكون أكثر من تأثير اختراع التلفيونات في الثلاثينات، وأكثر من تأثير اختراع التلفزيون في الخمسينات، فإنه على صعيد الأخلاق والفضيلة.
والعفة أيضا هدم عجيب جدا، حيث قيل أنه يوجد في الإنترنت تقريبا نصف مليون موقع جنسي، أى خمسمائة ألف موقع جنسي، ينضم يوميا إلى الشبكة أكثر من مائة موقع جديد، وهذه المواقع فيها كما تقول الدراسات والتصنيفات لأن بعض محركات البحث مثل ياهو، دوت كم، يصنف المواقع الموجودة، وفي الإنترنت أيضا مواقع اقتصادية واجتماعية، ولكنها واحد في المائة، بل ما يوصل واحد في المائة، لكن ثمانين في المائة من مستعملي الإنترنت يذهبون إلى الواحد في المائة، ثمانون في المائة من رواد الشبكة يذهبون إلى واحد في المائة، وهذا له أضرار كبيرة على الأطفال، وهذه الأشياء سيكون لها أضرار بالغة، وقد وصلت الآن في المقاهي.
وهذا سائل يسأل ويقول مع كثرة الفتن في هذا الزمان، فكيف نستطيع أن نتحكم في أولادنا إذا ذهبنا إلى أقاربنا الذين لديهم من المنكرات ما الله به عليم؟ فإنه لا بد نناصح الأقرباء يعني ما هو بس نحن ما نقرب على الشر وكيف نحتمي من الشر، لماذا لا نكافح الشر نفسه ونعمل أشياء تؤدي إلى القضاء على مصدره، ولذلك تكون العملية أجدى بكثير لنا ولهم، فنصح وبيان آثار هذه الأشياء الخطيرة، وتعد المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة التي تتسم بالتجدد المستمر، والترقي في معارج الصعود نحو الكمال الإنساني الرشيد، ومكمن الخطر في هذه المرحلة التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى الرشد.