تدشين مركز دراسات النقوش والخطوط التاريخية بمؤتمر كلية آثار الفيوم
كتبت أمل محمد أمين
تدشين مركز دراسات النقوش والخطوط التاريخية بمؤتمر كلية آثار الفيوم
شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثالث لكلية الآثار بجامعة الفيوم، الإعلان عن تدشين مركز دراسات النقوش والخطوط التاريخية بالكلية، بمساهمة كريمة من سمو الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، سفير فوق العادة للثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”, التابعة لجامعة الدول العربية.
وفي كلمتها بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي يعقد بالتنسيق مع ملحقية التعليم وعلوم التكنولوجيا بسفارة الإمارات بالقاهرة، في الفترة (23- 25 مايو)، أعربت سمو الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، عن سعادتها بالمساهمة في تأسيس مركز دراسات الكتابات والنقوش التاريخية في كلية الآثار بجامعة الفيوم، داعية الله العلي العظيم أن يكون المركز منارة فاعلة وخالدة تضئ مسيرة طلاب العلم والباحثين.
وقالت سمو الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، في كلمتها التي ألقاها نيابة عن سموها سعادة الأستاذ عيسى يوسف، مدير إدارة الآثار والتراث بهيئة الشارقة للآثار: نتطلع دائماً إلى تأكيد مكانة وعراقة إرثنا الثقافي من خلال مشاريع ثقافية مشتركة لتوطيد أواصر العلاقات بين دول وطننا العربي، وذلك مع إعلان المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم برنامج السفارة الثقافية.
وأشارت سمو الشيخة إلى أن مشاركتها بالمؤتمر تهدف أيضًا إلى التعريف عن الموقع الإلكتروني “بوابة النقوش العربية”، وأنه واحد من أهم مشاريع السفارة الثقافية لدولة الإمارات العربية لدى “الألكسو”، والتى بدورها ستساهم في رفع مستوى ومشاركات الموقع.
وتقدمت سمو الشيخة اليازية بالشكر والعرفان لاهتمام كلية الآثار بتنظيم فعالية تعنى وتهتم بالمورث الثقافي العربي الذي يتباهى به كل عربي، وتسعى إلى خلق التوعية بأهمية دراسة وحفظ وتوثيق تاريخنا وآثارنا، واختتمت سموها كلمتها بالقول: كلنا طموح أن نواصل بنجاح خطط ومشاريع الحفاظ على ثقافتنا وموروثنا.
وفي كلمته أشاد الأستاذ الدكتور عاطف منصور عميد كلية الآثار بجامعة الفيوم ورئيس المؤتمر، بالمساهمة الكريمة من سمو الشيخة اليازية في إنشاء هذا المركز الفريد الذى سيتم وضع حجر الأساس له، والإعلان عن الشعار الخاص به من خلال حفل علمي سيتم تحديده لاحقا، مشيرًا إلى أنه سيكون الأول من نوعه بين الجامعات المصرية.
وشهد المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان “التكنولوجيا والرقمنة في حفظ وتوثيق وصيانة الآثار” عرضا لبعض التجارب المهمة على المستوى العربي والدولي، وهى بوابة النقوش العربية التي أشارت لها سمو الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان في كلمتها، والتجربة الثانية الإمارات والتي أشار إليها الأستاذ عيسى يوسف في محاضرته الافتتاحية حول هيئة الشارقة في رقمنة المواقع والقطع الأثرية، في حين كانت التجربة الثالثة حول المشروع المصري الألماني المشترك مع جامعة ماربورج وجامعة الفيوم والعديد من المنظمات والهيئات غير المصرية وذلك من خلال الكلمة التي ألقتها الدكتورة هالة نيابة عن الأستاذ الدكتور البرشت فوس رئيس قسم الدراسات العربية والإسلامية بجامعة ماربورج بألمانيا.
كما شهد المؤتمر، الذي يعقد بالتعاون بين “كلية الآثار بالفيوم وجامعة ماربورج بألمانيا، ووزارة السياحة والآثار المصرية، إلقاء العديد من الكلمات التي أشادت بعنوان الدورة الثالثة من المؤتمر وهو “التكنولوجيا والرقمنة في حفظ وتوثيق وصيانة الآثار”، وذلك في ظل التوجه المصري والعربي والعالمي نحو التحول الرقمي للحفاظ على التراث والآثار باعتباره إرثا تاريخيا وحضاريا، وهو ما أكد عليه الأستاذ الدكتور ياسر مجدي حتاتة رئيس جامعة الفيوم والأستاذ الدكتور عرفة صبري نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث.
وأشار الأستاذ الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، بتوجه المنظمة إلى التحول الرقمي في كثير من منظماتها، وأكد الأستاذ الدكتور محمد الكحلاوي رئيس المجلس العربي لإتحاد الآثاريين العرب ضرورة الاندماج في هذه الظاهرة العالمية.
وأكدت سعادة الشريفة/ نوفة بنت ناصر، رئيس جمعية أصدقاء الآثار والتراث الأردنية، ضرورة الاستفادة من الرقمنة في حفظ التراث على ألا يؤثر ذلك على السياحة فضلا عن توخي الحذر في كل ما ينشر على المنصات الإلكترونية من معلومات حرصا على هوية التراث العربي.
يذكر أن فكرة البوابة الرقمية للنقوش الصخرية العربية، جاءت تحت رعاية كريمة من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح بدولة الإمارات العربية المتحدة، كواحدة من الأفكار الطموحة لأناسي للإعلام، والتي تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة في الوطن العربي والعالم، لمواصلة سلسلة المشاريع المبتكرة، والهادفة من أجل التأصيل للهوية العربية وربط الإنسان بأرضه وتاريخه، وذلك في ظل تحديات العصر الحديث الذي كان له أثر لا يستهان به في محاولة طمس الهوية العربية والانتماء لدى أبناء الشعوب العربية.
وتعد “بوابة النقوش العربية” بمثابة مكتبة إلكترونية موثقة متخصصة تجمع ما يزيد عن 150 نقش من أهم الاكتشافات الخاصة بالنقوش الكتابية العربية المحفورة على الصخور والأحجار، والمنتقاة من قبل نخبة من العلماء والباحثين من دولة الإمارات العربية المتحدة، وأكثر من 7 دول في الوطن العربي.
وتوفر البوابة الرقمية مكاناً واحداً متميزاً لكل المهتمين والباحثين في علم الكتابات والنقوش الصخرية العربية، وسيمكنهم الموقع من الاطلاع على صور عالية الجودة لأهم النقوش (المناظر والكتابات)، بالإضافة إلى الرسم الخطي لتسهيل عملية الاطلاع والقراءة لتلك النقوش، وذلك بطريقة سهلة وتفاعلية. كما أن الموقع يتيح فرصة للاطلاع على معلومات عن طبيعة الأماكن التي عثر فيها على هذه النقوش.