توفى زوجها فوقفت أمام
ماكينة أخشاب لتعول
أبناءها..ليلى طاهر ست بـ100
راجل
ليلي اختارت العمل في مهنة
زوجها القاسية بعد وفاته
من هي ، ليلى طاهر أبو
محمود، سيدة
في العقد الرابع من العمر، من
محافظة دمياط، تستيقظ كل
يوم لتذهب في رحلة شاقة
سعيا وراء «لقمة العيش»، لا
تنتظر من أحد أن يعينها، فكل
ما تريده هو حياة كريمة
لأطفالها الثلاثة، بعد أن تركها
معينها الوحيد في الحياة
ليلاقي ربه، فكان عليها أن
تكون الأب والأم في آن واحد.
زوج ليلى كان يعمل في مهنة
شاقة (تهذيب قطع أخشاب
الأويما بماكينة آر تك)، وكأي
سيدة مصرية أصيلة، قررت أن
تستمر سيرة زوجها ويستمر
العمل في ورشته، فخاضت
بيديها الناعمتين مهنة يصعب
حتى على الرجال إتقانها، ولكن
بعزيمتها وإرادتها تفوقت، فهي
لن تنتظر عطفا من أحد حتى لو
كانوا الأقارب والأهل على أطفالها.
ترى «ليلى» أن طبيعة تلك
المهنة تحتاج إلى رجل وقوى
عضلية: «الحمد لله إلى حد ما
أقوم بعملي على أفضل ما
يكون، على الرغم من خطورة
تلك الماكينة المتمثلة في وجود
منشار يحتاج إلى تركيز وانتباه
قوى طوال الوقت حتى لا
أتعرض إلى أى إصابة»، مضيفة
أنه على الرغم من مصاعب
النزول إلى سوق العمل إلا أنه
أفضل من الجلوس في المنزل.
لم يكن أمام «ليلى» سوى أن
تبدأ حياتها من جديد وتستكمل
مسيرة زوجها: «كنت أريد
تربية أطفالي وأسخر كل
حياتى لخدمتهم، وأنا حريصة
كل الحرص على تعليمهم،
وتربيتهم على أن العمل ليس
عيبا، خصوصا أن ظروف عملي
شيء جديد وغريب على مواطني دمياط».
لا تملك سوى قوت يومها من
الورشة ويأتي عليها أوقاتا
تجلس في منزلها بلا عمل: «لأن
مهنتي مرتبطة بمهنة الأثاث،
لذلك أتأثر بحالة الرواج والركود
في السوق وخاصة في فصل الشتاء».
أي سيدة مثل ليلى تعمل في مهنة شاقة كهذه، من المؤكد أنها واجهت الكثير من التحديات والضغوطات الاجتماعية: «هناك من شجعني وهناك من رفض أن أعمل في مهنة مقتصرة فقط على الرجل، في الحقيقة من رفضوا عملي كانوا أكثر خاصة من أسرتي وأولادي».
ولكن لأنها سيدة مثابرة لم تدع الفرصة أمام أي شخص ليحبطها: «أحيانا أعمل من السادسة صباحًا وحتى الساعة الثانية فجر اليوم التالي، ولكن في أوقات ركود السوق لا أعمل سوى ساعتين في اليوم»، توجه ليلى رسالة إلى كل أم تكافح من أجل تربية أبنائها: «والله ربنا هيكرمنا ويفرحنا».