الدكرورى يكتب عن طلحه بن عبيد الله القرشي ” جزء 10″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء العاشر مع طلحه بن عبيد الله القرشي، وقرأت قول الحق سبحانه وتعالى ” لا خير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس” ننهض في الإصلاح ممن أمر الله عز وجل وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصغير والكبير والذكر والأنثى، فهذا شأننا إلى معروف نأمركم به ونحضكم عليه ومنكر ننهاكم عنه ونحثكم على تغييره” فأتيا طلحة فقالا ما أقدمك، قال الطلب بدم عثمان، قالا ألم تبايع عليا، قال بلى، واللج على عنقي وما استقيل عليا إن هو لم يحل بيننا وبين قتلة عثمان، ثم أتيا الزبير فقالا ما أقدمك، قال الطلب بدم عثمان، قالا ألم تبايع عليا، قال بلى، واللج على عنقي وما استقيل عليا إن هو لم يحل بيننا وبين قتلة عثمان.
ورأى عثمان بن حنيف أن يمنعهم من دخول البصرة حتى يأتي الإمام علي بن أبي طالب، فقام طلحة ثم الزبير يخطبان في أنصار المعسكرين، فأيدهما أصحاب الجمل، ورفضهما أصحاب عثمان بن حنيف، ثم قامت السيدة عائشة رضى الله عنها تخطب في المعسكرين، فثبت معها أصحاب الجمل، وانحازت إليها فرقة من أصحاب عثمان بن حنيف، وجاء حكيم بن جبلة العبدي، وكان من قتلة عثمان، وسب السيدة عائشة، وكان لا يمر برجل أو امرأة ينكر عليه أن يسب السيده عائشة إلا قتله، فانتشب القتال، واقتتلوا قتالا شديدا، فقتل عددا ممن شارك في قتل عثمان قدر بسبعين رجلا، واستطاع الزبير وطلحة ومن معهما أن يسيطروا على البصرة، وتوجه الزبير إلى بيت المال.
وأخلى سبيل عثمان بن حنيف، وعندما وصل الإمام علي بن أبي طالب إلى ذي قار، فأرسل الرسل بينه وبين طلحة والزبير وعائشة، فأرسل القعقاع بن عمرو إليهم فقال للسيدة عائشة رضى الله عنها ” أي أماه، ما أقدمك هذا البلد؟ فقالت “أي بني الإصلاح بين الناس” فسعى القعقاع بن عمرو بين الفريقين بالصلح، واتفقا على الصلح، ولما عاد القعقاع إلى الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، وأخبره بما فعل، فارتحل الإمام علي بن أبى طالب، حتي نزل بحياهم، ولما نوى الرحيل قال “وإني راحل غدا فارتحلوا، ألا ولا يرتحلن غدا أحد أعان على عثمان بشيء في شيء من أمور الناس، وليغن السفهاء عني أنفسهم” فلما قال هذا اجتمع جماعة من قتلة عثمان كـالأشتر النخعي.
وشريح بن أوفى، وعبد الله بن سبأ، فقال الأشتر ” قد عرفنا رأي طلحة والزبير فينا، وأما رأي الإمام علي، فلم نعرفه إلا اليوم، فإن كان قد اصطلح معهم، فإنما اصطلح على دمائنا، وقال عبد الله بن سبأ، يا قوم إن عيركم في خلطة الناس، فإذا التقى الناس فانشبوا الحرب والقتال بين الناس، ولا تدعوهم يجتمعون، فأشعلوا القتال بين الطرفين، وحاول الصحابى الجليل طلحة بن عبيد الله إيقاف القتال، فأخذ يقول وهو على دابته “أيها الناس أنصتوا” فلم ينصت له أحد، فقال “أف، فراش النار، وذباب طمع” وقام كعب بن سور ومعه المصحف، وأخذ يناشدهم الفريقين للتوقف عن القتال حتى قتل، فأصاب طلحة سهما في ركبته، فقطع من رجله عرق النسا، فلم يزل دمه ينزف حتى مات.
فكان طلحة من أول قتيل، وقيل أن السهم أصابه في حلقه فقال فَقَال قول الحق من سورة الأحزاب ” بسم الله، قدر الله وما شاء فعل ” فكان مقتله سنة ست وثلاثين من الهجرة، ودُفن بالبصرة في قنطرة قرة، وهو ابن ستين سنة، وقيل ابن اثنتين وستين سنة، وقيل ابن أربع وستين سنة، وقد قيل في قتلة عدة روايات، وهو أن قاتل طلحة هو مروان بن الحكم، ومن هذه الروايات ما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء فقال”حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم، فوقع في ركبته، فما زال ينسح حتى مات، وقال أن مروان رمى طلحة بسهم فقتله، ثم التفت إلى أبان، فقال له قد كفيناك بعض قتلة أبيك، ولكن قيل أن هذه الروايه باطله ولا تصح.