العالم ينتظر جائحه جديدو«حياة 100 مليون شخص في خطر».. «المرض X».
وباء وراء وباء، وحرب فيروسات لن تنتهي ،وكأن العالم على شفا حفرة من الموت، فالأخبار المفجعة لم تتوقف يوما عن الانتشار في أدنى الأرض وأقصاها، كما لم تتوقف الفواجع على الفيروسات التي تتحور دون سابق إنذار مما تسبب في إرباك الناس والحكومات.. يوم بعد يوم، يتم الإعلان عن ظهور فيروسات جديدة تهدد سلامة البشر في العالم، كانت بدايتها منذ سنتين تقريبا بفيروس كورونا المستجد، الذي ظهر هكذا على حين غفلة وبدون أي مقدمات وانتشر في العالم انتشار النار في الهشيم، ليفتح الباب لانتشار العديد من الفيروسات الأخرى، كانت أخرها فيروس جدري القرود وأنفلونزا الطماطم.
ويبدو أن حرب الفيروسات لن تنتهي وكأنه كتب على العالم مأساة الأوبئة المتلاحقة التي تحارب البشر، حيث حذر خبراء في بريطانيا من احتمال ظهور جائحة جديدة رمزوا إليها “المرض X”، داعين إلى تعزيز الاستعداد لمواجهة هذه الإمكانية، خاصة بعد العثور على بقايا فيروس شلل الأطفال في مياه الصرفي في مناطق متفرقة في العاصمة البريطانية للمرة الأولى منذ 40 عاما، فهل نحن نعيش في عصر الوباء؟
ما هو “المرض X”؟
المرض X، هو اسم عنصر كيميائي نائب، استخدمته منظمة الصحة العالمية في فبراير 2018، للتنبؤ والتمثيل به لأي مرض أو وباء دولي جديد خطير، ويكون سببه عامل ممرض غير معروف، ومن المتوقع انتشاره في المستقبل.
وعلى الرغم من أن “المرض X”، هو مجرد اسم افتراضي، ولكنه قد يكون مميتا ويؤدي إلى دمار العالم، حيث إنه يعتبر نوعا من أنواع الأمراض الجديدة التي قد تتسبب في تهديد الحياة، وهو مرض غالبا ما ينتقل من الحيوانات إلى البشر.
وضمت منظمة الصحة العالمية، المرض X، إلى قائمة المراجعة السنوية لعام 2018 لمخطط البحث والتطوير، حيث طورت المنظمة تلك القائمة لتطوير البحث والأمراض الجديدة التي تشكل مخاطر على الصحة العامة.
وظهر “المرض X” خلال الفترة الماضية على شكل مرض الحمى الصفراء وأنفلونزا الطيور، وفيروس جدري القرود، وكذلك على شلل الأطفال، والتهاب الكبد الوبائي، وحمى لاسا.
يذكر أنه جرى اكتشاف حالة يشتبه في إصابتها بـ” المرض X”، بجمهورية الكونغو، في العالم الماضي، وذلك من خلال وجود أعراض مبكرة من الحمى النزفية على امرأة في الثلاثينيات من عمرها، حيث توقع الأطباء أن تكون تلك الأعراض للمرض X، والذي يمثل مرض جديد خطير غير معروف.
جائحة جديدة على غرار الطاعون
كانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت في العالم الماضي، من وباء جديد قادم قد يكون على مستوى الموت الأسود، الذي قتل ما يقارب 75 مليون شخص بين عامي 1347 و 1353، واعتقد العلماء أن الوباء القادم سيكون بسبب أمراض حيوانية المنشأ، تحدث عندما تأتي العدوى من الحيوانات إلى البشر.
ومن المحتمل أن ترجع العوامل الكامنة وراء انتشار الفيروسات الجديدة والحالية إلى الاقتصاديات المتنامية للدول غير المتطورة سابقا، والنمو السكاني، وزيادة التجارة في الحياة البرية، وانتقال الإنسان إلى الأدغال والغابات.
100 مليون شخص قد يموتون في موجة واحدة
الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، يؤكد أن المرض X ، يلقن درسا للبشر في احترام الخصم مهما كان، فهناك 100 مليون من البشر قد يموتون في موجة واحدة من الفيروس، وهناك الكثير من الأمراض الفتاكة التي قد تظهر في المستقبل وتهدد البشرية.
وتظهر هذه الفيروسات، لعدة أسباب، وهي:
تغير المناخ
احترار الأرض
تغير الأنماط الحياتية للإنسان.
عدم التوازن في النظم البيئية.
زيادة التلوث، بسبب السلوكيات البشرية الخاطئة.
زيادة التفاعل بين القوارض والقرود والمجتمعات البشرية جعل فيروسات الحياة البرية تهدد البشر.
عوامل ظهور الفيروسات
وهناك الكثير من العوامل التي تمهد لموت الملايين، ومنها، غياب التثقيف الصحي، والاستهزاء بطرق الوقاية من الأمراض المعدية، وانتشار الحروب والمجاعات وسوء التغذية، وغياب أو ندرة أو عدم فعالية بعض الأدوية المضادة للميكروبات الجديدة أو المستجدة، وعدم وجود تطعيمات تقي من الأمراض المستقبلية الغامضة.
ويعتبر المرض X، العدو الخفي لمنظمة الصحة العالمية، يترع على قائمة التنبيه لأنه غامض لمسبب غير معروف، ويسبب تهديدات إذا تحور الفيروس، وهناك الكثير من الفيروسات التي ظهرت وتحورت، وتشكل خطرًا على الأمن القومي لأنها يمكن نشرها أو نقلها بسهولة من شخص لآخر، مما يؤدي إلى معدلات وفيات عالية، ففيروس الجدي تسبب في قتل 300 مليون من البشر، والطاعون قتل 75 مليون، وفيروس كورونا الذي قتل أكثر من 6 مليون حتى الآن.
طرق انتقال العدوى
تكون طرق انتقال العدوى، من خلال ملامسة الأغذية أو الأدوات المنزلية الملوثة ببول القوارض أو برازها الحاملة للفيروس، ويمكن أن تنتقل العدوى أيضًا من شخص إلى آخر، في المختبرات، أو المستشفيات التي تفتقر إلى تدابير كافية للوقاية من العدوى ومكافحتها، ولابد من الإبلاغ عن أي فيروس يظهر من خلال متابعة الحالات المرضية في المستشفيات.
فيروس كورونا يطابق مرض X
ويوضح الدكتور عبد العظيم الجمال، أستاذ الميكروبيولوجي و المناعة بجامعة قناة السويس، أن منظمة الصحة العالمية، أكدت أن فيروس كورونا المستجد، يطابق معالم مرض “X” الغامض، و من الممارسات الشائعة أن يسمى أحد الأمراض الناشئة، مثل فيروس كورونا المستجد الذي حُدّد مؤخرا، بالمرض “X”، حيث تعامل علماء الأوبئة مع المرض “X” في الماضي، وتعلموا من تجربتهم السابقة لتحسين وتعزيز طرق الكشف ومراقبة مسببات الأمراض غير المعروفة”.
كما حذر مؤسس شركة “مايكروسوفت” الملياردير بيل غيتس، من أوبئة قد تكون أسوأ بكثير من جائحة كورونا، داعيا الحكومات لرصد المليارات لمكافحة المرض العالمي المقبل، وقال إنه في حين أن “أوميكرون” و”دلتا” من فيروس كورونا بين أكثر المتحورات انتقالا على الإطلاق، فقد يضطر العالم لمواجهة أمراض تتسبب بمستويات أعلى بكثير من الوفيات والمرض الشديد.
وأضاف أن أولويات العالم غريبة، والأمر متروك لأصحاب الأعمال الخيرية وحكومات الدول الغنية لإصلاح التفاوت في توفر اللقاحات، والكثير من الابتكارات للتحضير لوباء المستقبل قد تكون مفيدة أيضا في حل المشكلات الصحية العالمية الحالية، مثل ابتكار لقاح ضد فيروس نقص المناعة المكتسب والمزيد من اللقاحات الفعالة ضد السل والملاريا.
ويؤكد الدكتور عبد العظيم الجمال أستاذ الميكروبيولوجي و المناعة بجامعة قناة السويس، أنه لابد من إتباع الإجراءات الاحترازية خلال الفترة القادمة بعد كل هذه التحذيرات العالمية من احتمالية حدوث وباء جديد يهدد البشرية، وتشمل أهم الإجراءات الاحترازية، ما يلي:
الالتزام بالتباعد الاجتماعي.
ارتداء الكمامة.
تجنب الأماكن المغلقة أو المزدحمة أو التي تنطوي على مخالطة لصيقة.
مقابلة الناس في الخارج.
تنظيف اليدين جيدا بانتظام باستخدام مطهر اليدين، أو بالماء والصابون.
تجنب لمس العينين والأنف والفم.
تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، بثني المرفق أو باستخدام منديل ورقي.
أهمية ارتداء الكمامة
من المعروف أن الفيروسات، قد تنتشر بسهولة من شخص لآخر عندما يسعل الشخص الذي يحمل الفيروس أو يعطس، ويمكن أن تستقر قطيرات الجهاز التنفسي على أفواه الأشخاص القريبين أو أنوفهم، وبالتالي يمكن استنشاق القطيرات الموجودة في الهواء التي تحتوي على الفيروس إلى داخل الرئتين، وبالتالي فإن ارتداء الشخص السليم أو المصاب للكمامة يقلل كثيرا من خطر العدوى و انتشار الفيروس.
يحتاج الشخص سبع ساعات على الأقل من النوم يومياً، فالنوم القليل يضعف جهاز المناعة ليصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، والأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات يصابون بنزلات البرد أربع مرات أكثر من الأشخاص الذين يحصلون على قسط كاف من النوم.
وينصح بعدم استعمال أي أجهزة إلكترونية قبل ساعة من موعد النوم، كما ينصح بالنوم في الظلام لتحفيز إنتاج هرمون النوم “ميلاتونين”.
ممارسة الرياضة بانتظام.
تناول الأغذية الصحية و الفواكه.
البعد عن القلق والضغوط.