الدكرورى يكتب عن الآباء والتفريط فى حق المجتمع ” جزء 6″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الآباء والتفريط فى حق المجتمع ” جزء 6″
ونكمل الجزء السادس مع الآباء والتفريط فى حق المجتمع، وأيضا اصطحبه في تجمعات الرجال وجلساتهم الخاصة بحل مشاكل الناس، ليعيش أجواء الرجولة ومسؤولياتها فتسمو نفسه، وتطمح إلى تحمل المسؤوليات التي تجعله جديرا بالانتماء إلى ذلك العالم، وأيضا شجّعه على ممارسة رياضة يحبها، ولا تفرض عليه نوعا معينا من الرياضة، واقترح عليه عدة هوايات، وشجّعه على القراءة لتساعده في تحسين سلوكه، وكذلك كافئه على أعماله الحسنة، وتجاهل تصرفاته التي لا تعجبك، وتحاور معه كأب حنون وحادثه كصديق مقرب، واحرص على أن تكون النموذج الناجح للتعامل مع أمه، وقم بزيارته بنفسك في المدرسة، وقابل معلميه.
وأبرز ما يقوله المعلمون عن إيجابياته، وكذلك اختيار الوقت المناسب لبدء الحوار مع الشاب، ومحاولة الوصول إلى قلب المراهق قبل عقله، وأيضا الابتعاد عن الأسئلة التي إجاباتها نعم أولا، أو الأسئلة غير الواضحة وغير المباشرة، وكذلك العيش قليلا داخل عالمهم لنفهمهم ونستوعب مشاكلهم ومعاناتهم ورغباتهم، أما مظاهر السلوك المزعج، فهي نشاط حركي زائد يغلب عليه الاضطراب والسلوكيات المرتجلة، واشتداد نزعة الاستقلال والتطلع إلى القيادة، وتعبير المراهق عن نفسه وأحاسيسه ورغباته بطرق غير لائقة من الصراخ، الشتم، السرقة، القسوة، الجدل العقيم، التورط في المشاكل، والضجر السريع، والتأفف من الاحتكاك بالناس، وتبرير التصرفات بأسباب واهية.
والنفور من النصح، والتمادي في العناد، وأما مدخل العلاج فهو تبصير المراهق بعظمة المسؤوليات التي تقع على كاهله وكيفية الوفاء بالأمانات، وإشغاله بالخير والأعمال المثمرة البناءة، وتصويب المفاهيم الخاطئة في ذهنه، ونفي العلاقة المزعومة بين الاستقلالية، والتعدي على الغير، وتشجيعه على مصاحبة الجيدين من الأصدقاء ممن لا يحبون أن يمدوا يد الإساءة للآخرين، وإرشاده لبعض الطرق لحل الأزمات ومواجهة عدوان الآخرين بحكمة، وتعزيز المبادرات الإيجابية إذا بادر إلى القيام بسلوك إيجابي يدل على احترامه للآخرين من خلال المدح والثناء، والابتعاد عن الألفاظ الاستفزازية والبرمجة السلبية وتجنب التوبيخ قدر المستطاع.
وإن تعرض المراهق إلى سلسلة من الصراعات النفسية والاجتماعية المتعلقة بصعوبة تحديد الهوية ومعرفة النفس يقوده نحو التمرد السلبي على الأسرة وقيم المجتمع، ويظهر ذلك في شعوره بضعف الانتماء الأسري، وعدم التقيد بتوجيهات الوالدين، والمعارضة والتصلب في المواقف، والتكبر، والغرور، وحب الظهور، وإلقاء اللوم على الآخرين، التلفظ بألفاظ نابية، وإن غياب التوجيه السليم، والمتابعة اليقظة المتزنة، والقدوة الصحيحة يقود المراهق نحو التمرد، ومن أسباب التمرد أيضا هو عيش المراهق في حالة صراع بين الحنين إلى مرحلة الطفولة المليئة باللعب وبين التطلع إلى مرحلة الشباب التي تكثر فيها المسؤوليات.
وكثرة القيود الاجتماعية التي تحد من حركته، وضعف الاهتمام الأسري بمواهبه وعدم توجيهها الوجهة الصحيحة، وتأنيب الوالدين له أمام إخوته أو أقربائه أو أصدقائه، ومتابعته للأفلام والبرامج التي تدعو إلى التمرد على القيم الدينية والاجتماعية والعنف، وأن علاج تمرد المراهق يكون بالسماح للمراهق بالتعبير عن أفكاره الشخصية، وتوجيهه نحو البرامج الفعالة لتكريس وممارسة مفهوم التسامح والتعايش في محيط الأندية الرياضية والثقافية، وتقوية الوازع الديني من خلال أداء الفرائض الدينية والتزام الصحبة الصالحة ومد جسور التواصل والتعاون مع أهل الخبرة والصلاح في المحيط الأسري وخارجه، ولا بد من تكثيف جرعات الثقافة الإسلامية.