الدكرورى يكتب عن الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 4″
ونكمل الجزء الرابع مع الإسلام هو الدين الشامل، ولو أن كل منا قام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما آلت الأمور إلى ما أصبحنا عليه الآن، ونخشى إن لم يتداركنا الله برحمته أن يعمنا الله بعقاب من عنده، يعم الصالح والطالح، فقد قالت زينب ابنة جحش فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” نعم، إذا كثر الخبث ” رواه البخارى ومسلم، فعلى كل منا أن يؤدى ما في مقدوره، وليعلم أنه موقوف بين يدى الله تعالى غدا فسائله عما فعله وهو عز وجل الذى سيحاسبه يوم القيامة عما فعل أو ضيع، ويجب أن نخشى إن استمر حالنا بعدم قول الحق، بل ووقوفنا مع أهل الباطل، أن يستبدل بنا ربنا غيرنا.
ليكونوا لكلمة الحق أهلا وناصرا ومؤيدا، فإن كلمة الحق هى قذيفة ربانية في وجه الباطل، تزلزل كيانه، وتحطم أركانه، وتقهره وتهلكه، والحق ناطق ساحق ماحق، والباطل مخبط مخلط زاهق، فعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال دخل النبى صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ستون وثلاثمائة صنما، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول ” جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا” رواه البخارى، والحق وإن ناوأه المناوِئ، وكاد له الكائد، وحاول أن يمكر بأهله الماكر، وأراد أن يطمس صورته، فإنه سيأتي يوم يقول فيه من كان على ذلك الباطل ” الآن حصحص الحق ” وسيعترف بأنه كان على باطل وضلال، فإن كلمة الحق كالمطر النازل من السماء.
حيث تسيل به الأودية، وتفيض به العيون، وتسقى به الأرض بعد موتها، وينتفع بها الخلق منافِع شتى، وأما الباطل فلو كان كثيرا كثيفا، فمآله إلى زوال وسفال واضمحلال، وإن كلمة الحق ما كانت تقال لتقمع، بل لكي يظهر أثرها ويسطع، ويزهق الباطل ويقلع، ولئن ابتلى صاحبها فلا بد له من أصدقاء صدق يدافعون عنه، ولا يبقونه لظلم السجّان، ولا لطغيان السلطان، ولا لتجاهل الأصحاب والخلان، وتأمل في حالة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حينما كان يعرض الإسلام على القبائل والوفود، ويطلب منهم نصرتهم، وذلك لأن كلمة الحق عزيزة، وصاحبها عزيز، فلا بد من نصرته وحمايته، فالحق لا بد له من قوة تحميه، وتزيح العقبات والعراقيل التي تواجهه.
وكلمة الحق ما هي إلا جرأة نفسية، وقوة داخلية، يدفعك إيمانك الصادق لكي تقولها، بكل ثبات وإباء، ورسوخ وشموخ، وانتماء لها واستعلاء، تشعرك بأنك حر في زمن كثر فيه العبيد، حيث انطلقت من عقال العبودية لساحة وباحة الحرية فهنيئا لك، وإن كلمة الحق تحتاج لأشخاص يقولونها ويقولون بها، ويثبتون عليها ولا يتراجعون عنها لأنها حق، والحق لا رجعة فيه، وكلمة الحق إن صدرت عن رجل أكبره الناس بها واحترموه وقدروه، فما بالك إن صدرت عن المرأة، فتحية كبيرة لنساء قائلات بالحق كن فيه أجرأ من الرجال، وكلمة الحق لها ضريبة اشتكى منها كثير ممن قالها، وهي بعد كثير من الناس عن قائلها، إما خوفا مما سيحصل لهم من أذى السلطان أو الناس.
أو أن كثيرا من الناس لا يعجبهم الصدع بالحق لأن لسان حالهم كلسان حال من قال “ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين” ومما جاء عن أبى ذر الغفارى رضى الله عنه قوله ” وما زال بى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر حتى ما ترك الحق لى صديقا ” فكلمة الحق ثقيلة على النفس، ولهذا لا يتحملها إلا القليل، لكن إن أرضيت بها الرحمن، فسيجعل لك من بعد عسر يسر، فكلمة الحق قد تكون سهلة ميسرة إن كانت لا تغضب من قلتها أمامهم، لكنها مُرة للغاية إن قلتها أمام من تظن أنهم سيأبونها ويعرضون عنها، ويثنون أعطافهم نكاية بصاحبها، لكن حسبك أن تقرأ ما قاله الصحابي الجليل أبو ذر الغفارى رضي الله عنه عندما قال أمرني خليلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع “