الدكرورى يكتب عن الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 6″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 6″
ونكمل الجزء السادس مع الإسلام هو الدين الشامل، وهذا أبو ذر الغفارى رضى الله عنه لما أسلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم “ارجع إلى قومك غفار، فأخبرهم حتى يأتيك أمرى” فقال والذى نفسى بيده لأصخن بها بين ظهرانيهم “ويقصد قريش” فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، ثم قام القوم فضربوه حتى أضجعوه وأتى العباس فأكب عليه فاستتقذه منهم ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه فأكب العباس عليه فاستنقذه منهم ” رواه البخارى ومسلم، ونقل ابن هشام أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا يوما فقالوا والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهموه؟
فقال عبد الله بن مسعود أنا، قالوا إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه، قال دعونى فإن الله سيمنعنى قال فغدا ابن مسعود رضى الله عنه حتى أتى المقام في الضحى، وقريش في أنديتها، ثم قرأ ” بسم الله الرحمن الرحيم ” رافعا صوته ” الرحمن علم القرآن” ثم استقبلها يقرؤها، فتأملوه، فجعلوا يقولون ماذا قال ابن أم عبد؟ قالوا إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد، فقاموا إليه، فجعلوا يضربونه في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا في وجهه، فقالوا له هذا الذي خشينا عليك، فقال ما كان أعداء الله أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها، قالوا لا، حسبك، قد أسمعتهم ما يكرهون.
فبهذه الشجاعة في قول الحق الإسلام انتصر، وبهذه الجبال الشوامخ الدين انتشر، وليس بالخضوع والخنوع، والانحناء عند أول هبة ريح، وإننا اليوم لفي أمس الحاجة لمثل هذه الشجاعة في الصدع بكلمة الحق، وبيان أن عزة المسلمين في دينهم، وليس في قوانين غيرهم، وأن حضارة الغرب ما هي إلا بريق زائل، وسحابة صيف عن قريب تقشع، فتكشف عن وجهها العنصري، المعادي لشريعة الإسلام، وإن هناك وسائل تعين المسلم على الثبات على الحق ، فمن وسائل الثبات على الحق هو الإقبال على القرآن الكريم، فهو حبل الله المتين، فهو عصمة لمن امسك به، ومنجاة لمن عمل به، ومما يعين على الثبات على الحق التزام شرع الله والعمل به.
وكان سفيان الثورى رحمه الله يقول لإبراهيم بن أدهم ” يا إبراهيم، اسأل الله تعالى أن يقبضنا على التوحيد” ومما يعين على الثبات على الحق ذكر الله تعالى، ومما يعين على الثبات على الحق اعتقاد أن النصر للحق وللمسلمين لا محالة، وأن المستقبل للإسلام، ومما يعين على الثبات على الحق هو صحبة العلماء والأتقياء والصالحين، الذين يدلون على الخير ويحذرون من الشر، فكن شجاعا فى قول الحق، وكن شجاعا قوى القلب ، ولا تخف من التوجسات والزوابع، وتوكل على الحي القيوم، واعلم أن الثبات على المبادئ والقيم من أهم الأمور التى تجعلك شخصا قويا في حياتك لا جبانا وخصوصا فى قول الحق، وإن الشجاعة في قول الحق يعني أنك إنسان قوى الإيمان برب العالمين.
فبالحق قامت السموات والأرض، بالحق ينتشر الخير في البلاد، ويعم الأمن ويسعد العباد، بالحق تصفو النفوس وتسود المحبة وتجَمل الحياة، ويقول عمر بن الخطاب الزم الحق ينزلك الله منازل الحق، يوم لا يقضى إلا بالحق والسلام، فقل الحق ولو على نفسك كى تصل إلى طوق النجاة من هلاك نفسك وهلاك أمتك من قول الباطل، فما أسهل الكلام في حياة الناس اليوم فى الشارع والمنتديات وعلى المنابر وفي وسائل الإعلام وفى الفضائيات, وعبر الإنترنت والصحف وفى الدواوين وفى المناسبات والمحافل والاجتماعات, الكل يتكلم ويتحدث فى كثير من أمور الحياة, ولكننا اليوم وفى كثير من مجالات الحياة أصبحنا نفتقد كلمة الحق.