الدكرورى يكتب عن الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 7″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الإسلام هو الدين الشامل ” جزء 7″
ونكمل الجزء السابع مع الإسلام هو الدين الشامل، ولكننا اليوم وفى كثير من مجالات الحياة أصبحنا نفتقد كلمة الحق, فلا تكاد تجد بين هذا الكم الهائل من الكلام كلمة الحق وقول الحق, وأصبح الكذب والنفاق والمجاملة وطمس للوقائع وتزوير الحقائق وتحريف الكلم عن مواضعه هو لغة العصر وشعار الزمان عند كثير من أبناء هذه الأمة, رجالا ونساء إلا من رحم الله, الأمر الذى أدى إلى ضياع الكثير من القيم والأخلاق, وبسبب ذلك ساءت الكثير من العلاقات الاجتماعية, وضاعت الكثير من الحقوق وحدث الظلم بأبشع صورة، وتعلمت الأجيال الخوف والجبن وتجرعت ثقافة الخنوع والضعف والاستكانة, وتسلط العدو وغيرها من المساوئ.
فأين كلمة الحق على مستوى البيت والوظيفة؟ وأين كلمة الحق فى مؤسساتنا وإعلامنا ؟ لماذا أصبحت كلمة الحق مفقودة فى حياتنا؟ ولماذا أصبح الكثير يتاجر بكلمة الحق ولو على حساب دينه وقيمه وأخلاقه ووطنه وأمته؟ ولقد أمرنا الله تعالى بالحق وقول الحق وبين فى كتابه أن الحق قامت به السموات والأرض وأنه لا ينفع غير الحق وأن الباطل إلى زوال، وكلمة الحق المطلوب قولها هي الكلام الحقيقي الصادق الذي ينفع الله به بلا مجاملة أو نفاق أو رياء, وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كلمة الحق وقول الحق من أعظم الجهاد فى سبيل الله وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم قول كلمة الحق، في الرضا والغضب، فقد ثبت في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم.
فى دعائه “اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحينى ما كانت الحياة خير لى، وتوفنى إذا كانت الوفاة خيرا لى، اللهم إني أسألك خشيتك فى الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفذ، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك، من غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين” رواه النسائي والحاكم، وإن المتاجرة بكلمة الحق والعدول عنها إلى الباطل والنفاق والمجاملة ليست من سلوكيات المسلمين، ولا من صفاتهم, وإنما هى صفات أمم غضب الله عليها.
ولعنها من المجرمين, وإن واقعنا اليوم يشهد بأن هناك خلل وضعف وتهرب من قول كلمة الحق, بل هناك من يتاجر بها فسفكت الدماء فى بلاد المسلمين وانتهكت الأموال والأعراض, وحدث الشقاق والنزاع وحدث الخلافات بين أفراد هذه الأمة, واستطال المسلم في عرض أخيه وماله ودمه, وبهذا السلوك تم تبرير ظلم الظلمة وتجبر الطغاة وتغييب الحق والعدل, ولماذا يلجأ المرء إلى المتاجرة بكلمة الحق والسكوت عن قولها, هل خوفا من الموت وطلبا للحياة؟ فأنها بيد الله تعالى, أم من أجل حفنة من المال؟ أم طمع في منصب أو جاه؟ فإن ما عند الله خير وأبقى, ثم إن قول كلمة الحق لا يقرب من أجل ولا يحرم من رزق, فيقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم.
” ألا, لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده، فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق، أن يقول بحق، أو يذكر بعظيم ” رواه أحمد، وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم “لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه أو شهده أو سمعه” وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يحقرن أحدكم نفسه، قالوا يارسول الله كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال صلى الله عليه وسلم يرى أمرا لله عليه فيه مقال ثم لا يقول فيه، فيقول الله عز وجل له يوم القيامة ما منعك أن تقول في كذا وكذا فيقول خشية الناس، فيقول فإياى كنت أحق أن تخشى” رواه ابن ماجة، وقد توعد الله تعالى الذين لا يقولون الحق ويعدلون عنه إلى غير بعذاب شديد.