اليوم الذكرى ال 77 لافتتاح متحف “جاير آندرسون” بالسيدة زينب
يعد متحف جابر أندرسون الموجود في «بيت الكريتلية» بحي السيدة زينب، من أهم المتاحف الخاصة التي أقيمت في القرن العشرين؛ نظراً لما يضمه من آثار إسلامية نادرة تنتمي إلى العصر المملوكي والعصر العثماني، إضافة إلى فخامة المبنى وجمالياته المعمارية.
وصلت شهرته لندن دون أن نعرف عن جماله شئ
يتكون المتحف من بيتين هما ( بيت محمد بن سالم ؛ وبيت أمنة بن سالم )
ويربط بينهم ممر صغير ويجاوره مسجد أحمد بن طالون.
“يرجع تاريخ إنشاء البيتين إلي القرن السادس عشر الميلادي” أي في العصر المملوكي وبدأيات العصر العثماني.
ويتميز بجمال العمارة وسعتها ؛ حيث يتكون المنزل الأول الذي كانت تمتلكه أمنة بنت سالم من 17 قاعة، إضافة إلى المدخل، كما توجد بالمنزل أماكن للسقيا وأماكن لطهي الطعام. كما توجد قاعة للولادة، وكانت تفد إليها نساء المنطقة، مع العلم أن جابر أندرسون الذي اشترى البيت كان طبيباً في الجيش الإنجليزي، ثم أحيل على التقاعد، وكان عاشقاً للآثار، وظل يقيم في هذا المنزل لأربع سنوات بدأت عام 1938 وحتى 1945، وخلال هذه الإقامة جمع مجموعة من الآثار النادرة من الصين والهند وإيران ودول القوقاز وأسيا الصغرى وأوروبا، ومنحه الملك فاروق لقب الباشاوية عام 1943.
*زخارف ونقوش : من أشهر قاعات المتحف القاعة الدمشقية، التي اكتست جدرانها وسقفها بالخشب الذي أُتي به خصيصاً من سوريا، وهذه الجدران مملوءة بالزخارف والنقوش النباتية والهندسية، وتزينها أيضاً أبيات من “قصيدة البردة” للإمام البوصيري في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهناك القاعة التركية التي تتميز بجمال آثارها، ويوجد بها صالون خشبي كانت تملكه أسرة محمد علي، إضافة إلى كرسي العرش الذي جلس عليه الخديوي إسماعيل عند تنصيبه للحكم في مصر. أما قاعة السلاملك الخاصة بالرجال فتتكون من إيوانين وهي مفروشة بالوسائد والطقاطيق الخشبية ذات الزخارف المتعددة والجميلة والمطعمة بالصدف والعاج، كما توجد بالقاعة مجموعة من الصناديق الخشبية المزخرفة والمطعمة بالعاج، وصممت قاعة الحرملك والخاصة بالنساء، على طراز خاص ؛ فنوافذه تطل على فناء البيت من خلال مشربيات صنعت من الأرابيسك، واستخدم أندرسون هذه الغرفة حين سكن البيت .
وأكد مفتش آثار منطقة بن طولون الأثرية، أن المتحف يضم مجموعة من المقتنيات الأثرية المهمة ومنها سيف بنصل طويل وبزخارف نباتية، يرجع تاريخه إلى العصر الأموي، ويوجد به أيضاً غدارتان صنعتا من الحديد المكفت بالذهب والفضة، وتمت زخرفتهما بزخارف نباتية، كما يوجد بالمتحف عدد من الأواني الزجاجية المحلاة بالذهب والفضة والتي يرجع تاريخها إلى العصرين المملوكي والعثماني.
وأضاف: يضم المتحف كذلك مجموعة من التحف الأثرية التي جمعها أندرسون من كثير من دول العالم، فهذا الرجل لم يدخر جهداً في تنظيم البيتين ولم يبخل بإنفاق المال على شراء الأثاث والتحف من البيوت الأثرية في مصر وغيرها من القطع الفنية التي تنتمي إلى العصور الإسلامية المختلفة ومعها قطع فنية من الصين وإيران والشرق الأقصى، وأوصى أندرسون بتحويل المنزل إلى متحف بعد وفاته، وهذا ما قامت به مصلحة الآثار العربية والتي جعلت منه متحفاً يحمل اسم جابر أندرسون عام 1945. كما يضم المتحف بعض المتعلقات الشخصية لأندرسون
اليوم الذكرى ال 77 لافتتاح متحف “جاير آندرسون” بالسيدة زينب
يحتفل، اليوم، متحف جاير آندرسون بحي السيدة زينب، بذكرى مرور 77 عاما على افتتاحه والذي يوافق 17 يوليو من كل عام.
وأوضح الاستاذ مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، أنه احتفالا بتلك المناسبة سوف ينظم المتحف، غدا، معرضا للحرف التقليدية لعرض 100 قطعة فنية من نتاج الورش الحرفية التي نظمها لمتحف خلال الستة أشهر الماضية.
و أضاف أن تلك الورش استهدفت 100 سيدة من السيدات المعيلات وخريجات الجامعة لتدريبهن وتعليمهن مجموعة من الحرف الفنية والتي تنوعت ما بين ورش الزجاج المعشق، ومجسمات الخرز، والماركتري، والطباعة على المنسوجات، ومن المقرر أن يستمر لمدة أسبوع.
وأشارت مرفت عزت مدير عام المتحف، أن متحف جاير آندرسون يتكون من منزلين يرجع تاريخ إنشائهما إلى العصر العثماني خلال القرنين 16 و 17 الميلادي، وقد تم ربطهما بكوبري في أوائل القرن 20.
ويتكون المتحف من 29 قاعة من أشهرها الهندية، الصينية، والدمشقية، وكل منها تحتوي على أثاث من نفس طراز اسم القاعة. كما يضم المتحف مجموعة قاعات تتبع عمارة المنزل منها الحرملك، الرجال الشتوية والصيفية، والاحتفالات، بالإضافة إلى مجموعة من القاعات المستحدثة مثل قاعتي أبواب الكريتلية وروائع الكريتلية.
تجدر الإشارة إلى أن المنزل الأول أنشأه عبد القادر الحداد، عام (1041هـ/ 1631م)، أما المنزل الثاني فقد أنشأه محمد بن سالم بن جلمام الجزار عام (947هـ/ 1540م). ويعتبر هذان المنزلان مثال للمنازل المصرية خلال العصور الإسلامية ويجمع المنزلين عناصر العمارة في العصرين المملوكي والعثماني، واشتهر كلاهما باسم “بيت الكريتلية”، نسبة إلى آخر أسرة أقامت بهما حيث كانت أحد الأسرات الوافدة من جزيرة كريت.
وفي عام 1935م تقدم الضابط الإنجليزي جاير آندرسون باشا بطلب إلى لجنة حفظ الآثار العربية بأن يسكن في البيتين ويقوم بترميمهما وتأثيثهما وعرض مجموعته الأثرية التي ترجع إلى عصور وحضارات مختلفة منها مقتنيات فرعونية وإسلامية، فضلا عن مقتنياته التي تنتمي إلى بلدان متنوعة مثل الهند، الصين، تركيا، إيران، إنجلترا، ودمشق على أن يصبح هذا الأثاث ومجموعته من الآثار ملكًا للشعب المصري بعد وفاته أو حين يغادر مصر نهائيًا، ويتم تحويل المنزلين لمتحف يحمل اسم جاير أندرسون. وقد وافقت لجنة حفظ الآثار العربية على هذا الطلب وتم تحويل البيتين إلى متحف باسم جاير آندرسون في 17 يوليو 1943م.
#المتاحف #جاير_آندرسون #الآثار