جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 3″

الدكرورى يكتب عن جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 3″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 3″

ونكمل الجزء الثالث مع جابر بن عبد الله الأنصاري، وقد أختلفت الروايات حول زمان وفاة جابر بن عبد الله، فقيل أنه مات سنة ثلاثه وسبعين من الهجرة، وقيل سنة أربعة وسبعين من الهجرة، وقيل سنة سبعة وسبعين من الهجرة، وقيل سنة ثمانى وسبعين من الهجرة، وكان عمره أربعة وتسعين سنة، وقيل أنه رضى الله عنه قد عمي آخر عمره، وصلى عليه أبان بن عثمان بن عفان والي المدينة المنورة وقتها، وقد دفن بقباء، وقيل أنه أوصى ألا يصلي عليه الحجاج بن يوسف الثقفي، إلا أن الأرجح أن وفاته كانت سنة ثمانى وسبعين من الهجرة، فالصحابى الجليل جابر بن عبد الله، وهو الإمام الكبير، المجتهد، الحافظ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، الأنصاري السلمي، من بني سلمة بن الخزرج، يكنى أبا عبد الله، وقيل أبو عبد الرحمن، وقيل أبو محمد، ، وكانت أمه أنيسة بنت عقبة بن عدي، وتجتمع هي وأبوه في حرام، وقد ذكره الذهبي عن أنه عاش بعد عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهم أجمعين، بأعوام، وكان آخر أصحاب النبي سنة ثلاثه وسبعين من الهجرة، موتا بالمدينة، وقيل آخرهم سهل بن سعد، كما أنه آخر من مات بالمدينة المنورة ممن شهد بيعة العقبة، وقد أخذ الحسن المثنى بعمودي سريره في جنازته، وقد عرف جابر بن عبد الله بحسن خلقه، وكرمه، وكف بصره، وحفظه للسنن، وقد أسلم جابر بن عبد الله مبكرا.

فلقي من عطف النبي صلى الله عليه وسلم وحنانه الكثير، حيث كان يسأله عن حاله، ويوجهه للخير، كما كان جابر بن عبد الله من الستة الذين شهدوا العقبة حينما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند العقبة نفرا من الأنصار كلهم من الخزرج، وهم أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس، وعوف بن الحارث بن رفاعة وهو ابن عفراء، ورافع بن مالك بن العجلان، وقطبة بن عامر بن حديدة، وعقبة بن عامر بن نابي، وجابر بن عبد الله، حيث دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فأسلموا، ثم عادوا إلى المدينة فبدؤوا بالدعوة إلى الإٍسلام حتى انتشر، وعرف جابر بن عبد الله بحرصه على الجهاد، حيث أراد شهود غزوة بدر وأحد، إلا أن والده منعه.

حيث تركه لرعاية إخوته وعندما استشهد والده في غزوة أحد سارع للخروج إلى الجهاد، حيث شارك في إحدى وعشرين غزوة، فشهد الخندق، وبيعة الرضوان، وبلغت الأحاديث في مسنده ألف وخمسمائة وأربعين حديثا، حيث اتفق له الشيخان على ثمانية وخمسين حديثا، وانفرد له الإمام البخاري بستة وعشرين حديثا، بينما انفرد له الإمام مسلم بمائة وستة وعشرين حديثا، وعمل جابر بن عبد الله أيضا كمفتى للمدينة، حيث جمع موسى بن علي بن محمد الأمير فتاوي جابر، ونشرها في كتاب تحت عنوان جابر بن عبد الله وفقهه، وقد تزوج جابر في السنة الثالثة للهجرة من ابنة عمته سُهیم بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر، قبل غزوة ذات الرقاع.

وأنجب منها عبد الرحمن، ومحمد، ومحمود، وعبد الله، وعقيل، وعن جابر بن عبد الله قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع ، مرتحلا على جمل لي ضعيف بمعنى أنه كان جمله ضعيف، وكان لجابر بن عبد الله وجمله موقف رائع مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، جعلت الرفاق تمضي، أي تسبقني، وجعلت أتخلف عنهم لأن جمله ضعيف، إذا شاب يركب جملا ضعيفا في طريق العودة تخلف عن أصحابه، حتى أدركني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتفقد أصحابه جميعا وهذا من رحمته على أصحابه.