جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 4″

الدكرورى يكتب عن جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 4″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 4″

ونكمل الجزء الرابع مع جابر بن عبد الله الأنصاري، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتفقد أصحابه جميعا وهذا من رحمته على أصحابه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما لك يا جابر لماذا أنت متخلف عن الركب ؟ قلت يا رسول الله أبطأ بي جملي هذا، قال فأنِخه، وأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم جمله، وأنخت جملي ثم قال أعطني هذه العصا من يدك ففعلت، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخس بها الجمل نخسات أي وخزه بها، ثم قال اركب، فركبت، فانطلق جملي، والذي بعثه بالحق صار جملي يجاري ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحدث معي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال جابر كان أبي أول قتيل قتل من المسلمين يوم أحد.

وقد قتله سفيان بن عبد شمس أبو أبي الأعور السلمي، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهزيمة، وقالوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم أحد ” ادفنوا عبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح فى قبر واحد” ويقال إنما أمر بذلك لما كان بينهما من الصفاء، فقال صلى الله عليه وسلم، ادفنوا هذين المتحابين في الدنيا، في قبر واحد، ويقال إنهما وجدا وقد مثل بهما كل المثل، فلم تعرف أبدانهما، وكان عبد الله بن عمرو رجلا أحمر أصلع ليس بالطويل، وكان عمرو بن الجموح رجلا طويلا، فعرفا ودخل السيل عليهما، وكان قبرهما مما يلي السيل فحفر عنهما وعليهما نمرتان، وعبد الله قد أصابه جرح في يده، فيده على جرحه.

فأميطت يده عن جرحه فانثعب الدم فردت إلى مكانها فسكن الدم، وقال جابر فرأيت أبي في حفرته، فكأنه نائم، فقيل له، أفرأيت أكفنته؟ فقال إنما دفن في نمرة خمر بها وجهه، وعلى رجليه الحرمل، فوجدنا النمرة كما هي والحرمل على رجليه على هيئته، وبين ذلك ست وأربعون سنة، فشاورهم جابر في أن يطيب بمسك، فأبى ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أقبل جابر بن عبد الله رضي الله عنه على الجهاد من أول فرصة واتته، واختلف في بداية جهاده فقال بعضهم شهد بدرا، وقيل لم يشهدها، ولكن الأثبت مارواه مسلم عن جابر أنه قال ” لم أشهد بدرا ولا أحد منعنى أبى ” ولقد منعه أبوه من الخروج إلى بدر وأحد، واستأثر بذلك الخروج لنفسه.

وترك جابرا الشاب لأخواته، ولما استشهد أبوه في غزوة أحد بادر إلى الخروج إلى الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعن جابر بن عبد الله قال ” فلما قتل عبد الله يوم أحد لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى غزوة قط” وقد كان لجابر رضي الله عنه باع طويل في الجهاد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فقيل أنه غزا اثنتا عشرة غزوة، وقيل ست عشرة غزوة، وقيل غزا ثماني عشرة غزوة، ولكن الصحيح ما ذكره الإمام مسلم عن جابر أنه قال ” غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة ” وكان لجابر بن عبد الله رضي عنهما بعض المواقف التي توضح قرب النبي صلى الله عليه وسلم منه.

من هذه المواقف عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال ” لما قتل أبى جعلت أكشف الثوب عن وجهه أبكى وينهونى عنه، والنبى صلى الله عليه وسلم، لا ينهانى، فجعلت عمتى فاطمة تبكى، فقال النبى صلى الله عليه وسلم، تبكين أو لا تبكين، ما زالت الملائكه تظله بأجنحتها حتى رفعتموه ” وعن جابر بن عبد الله قال ” ترك أبي عليه دينا من التمر فاشتد عليّ بعض غرمائه في التقاضي، فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقلت يا نبيّ الله، إن أبي أصيب يوم كذا وكذا وترك عليّ دينا من التمر، واشتد عليّ بعض غرمائه في التقاضي، فأحب أن تعينني عليه لعله أن ينظرني طائفة من تمره إلى هذا الصرام المقبل”