جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 7″

الدكرورى يكتب عن جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 7″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

جابر بن عبد الله الأنصاري ” جزء 7″

ونكمل الجزء السابع مع جابر بن عبد الله الأنصاري، وأن رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رسالتان، رسالة قولية وقد أعطانا سنة افعل ولا تفعل، ورسالة عملية وهى طريقة معاملته لأصحابه، ومعاملته لهم، وتواضعه لهم، وخدمته لهم ، وهذا هو منهج لنا أيضا، فينبغي أن نقلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في محبتنا، وفي تواضعنا، وفي خدمتنا لمن حولنا، وقد روى عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له ” ألا أخبرك أن الله كلم أباك كفاحا، فقال ” يا عبدي، سلني أعطك” قال ” أسألك أن تردني إلى الدنيا، فأقتل فيك ثانيا”، فقال ” إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون ” قال ” يا رب، فأبلغ من ورائي” فنزلت الآية الكريمة.

” ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ” وكما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأخت عبد الله فاطمة بنت عمرو وهي تبكيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تبكيه أو لا تُبكه، ما زالت الملائكة تُظله بأجنحتها، حتى رفعتموه” ووالد جابر، هو عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه، وهو إنما بلغ هذه المنزلة الكريمة، بما منّ الله به عليه من إيمان قوي، وعمل صالح، ومبادرة بالخيرات، وجهاد في سبيل الله، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، فقد كان رضي الله عنه من السابقين الأولين، ومن أهل العقبة، ومن أهل بدر، ومن النقباء، واستشهد يوم أحد، فقد خرج من بيته مجاهدا في أول من خرج، وبادر للقتال.

وما كان أحبه إلى نفسه، حبا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وجهادا في سبيله، ورغبة فيما عند الله من الخير والفضل والثواب، وزهدا في الدنيا، وقد كان ترك خلفه تسع بنات، ودَينا عليه، فوثق بما عند الله من الفضل والعوض والخلف الحسن، واستخلف الله على ابنه وبناته، فاستحق من الله بفضله ورحمته سبحانه، ما أنعم به عليه، من هذه المنزلة العظيمة، وهذه المنقبة الكريمة وقد روى جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبي بكر الصديق وأبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل والزبير بن العوام، وخالد بن الوليد وطلحة بن عبيد الله وعبد الله بن أنيس وعمار بن ياسر وأبي بردة بن نيار وأبي حميد الساعدي.

وأبي سعيد الخدري وأبي قتادة الأنصاري وأبي هريرة وأم شريك وأم كلثوم بنت أبي بكر وأم مالك الأنصارية وأم مبشر الأنصارية، رضى الله عنهم أجمعين، وأما عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه، في عمل من أعمال الصحابة مع نبيهم صلى الله عليه وسلم، وهم جياع، وعلينا أن ننظر إلى هؤلاء الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، كيف عانوا ما عانوا لنصرة الدين، وكيف ذاقوا ألم الجوع، وصبروا عليه ابتغاء وجه الله الكريم، إنها قصة جابر بن عبد الله التي يرويها رضى الله عنه فيقول “إنا يوم الخندق نحفر، فعرضت كدية شديدة، أى صخرة صعبة الكسر، فجاءوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا، هذه كدية عرضت في الخندق؟

فقال صلى الله عليه وسلم أنا نازل، ثم قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول، فضرب فعاد كثيبا أهيل، فقلت يا رسول الله ائذن لي إلى البيت؟ فقلت لامرأتي، رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم، شيئا ما كان في ذلك صبر، فعندك شيء؟ قالت عندي شعير وعناق، فذبحت العناق، وطحنت الشعير، حتى جعلنا اللحم في البرمة، ثم جئت النبي صلى الله عليه وسلم، والعجين قد انكسر، والبرمة بين الأثافي، قد كادت أن تنضج، فقلت طعيم لي، فقم أنت يا رسول الله، ورجل أو رجلان، قال كم هو؟ فذكرت له، قال صلى الله عليه وسلم، كثير طيب، قال، قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي”