تعرف على تاريخ الموت الأسود.. ظهر في القرن الـ14 وأودى بحياة أكثر من 50 مليون شخص
لقد أصبحت الصين مصدره مزعج للعالم لظهور الأوبئة وخروجها من الصين كي يصدر إلى دول العالم كله.
لم يمر أكثر من شهرين على إعلان الصين حالة الطوارئ وإعادة فرض قيود صارمة في مقاطعتي بكين وشنغهاي لمنع تفشي فيروس كورونا مرة ثانية، حتى أعلنت السلطات الصحية بها عن تسجل أول حالة إصابة بفيروس جديد وهو الطاعون الدبلي أو الموت الأسود في منطقة نينغشيا بشمال غربي البلاد، وهي إحدى مناطق الحكم الذاتي لقومية هوي، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الصينية «شينخوا».
#تسجيلأولإصابةفي#الصينبالموت_الأسود
ورغم من تسجيل الصين لأول إصابة بمرض الطاعون البدلي أو ما يُعرف باسم الموت الأسود، إلا أنه بالبحث عن هذا المرض يتبين أن له تاريخ سابق مع البشرية بدأ في القرن الرابع عشر وأحدث بها خسائر بشرية واقتصادية فاضحة، وهو ما أثار حالة من القلق والفزع وسط الناس الآن بعد تسجيل الصين لحالة إصابة به، لذا يبحث العديد عن تاريخ الموت الأسود.
ذكرت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، في حديثها مع «BBC عربي»، أن مرض الطاعون الدبلي مستمر مع البشر منذ عدة قرون وقد جاء وقت وكان أكثر الأمراض إثارة للخوف والقلق في العالم، إلا أنه الآن لم يعد خطيرًا ويمكن التعامل معه بسهولة.
كما أضافت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية أن الطاعون الدبلي تسبب في مقتل حوالي خُمس عدد سكان لندن في أثناء فترة «الطاعون العظيم» عام 1665، بينما توفيَّ أكثر 12 مليون شخص في عمليات انتشار للمرض في الصين والهند خلال القرن التاسع عشر.
بينما أهم أعراض هذا المرض هي الحمى القوية، القشعريرة، الغثيان، الضعف وتورم العقد الليمفاوية في الرقبة أو تحت الإبط أو الفخذ، وأشارت المتحدة إلى أنه يمكن علاجه بالمضادات الحيوية، إلا أنه في حال تُرك دون علاج فقد يؤدي إلى الوفاة بنسبة 30-60 في المئة من الحالات المصابة.
وظهر الطاعون الدبلي لأول مرة في عام 1347، نتيجة لبكتيريا «اليريسينة الطاعونية»، إذ جاء إلى البحر المتوسط عبر السفن التجارية التي تنقل البضائع من مناطق متاخمة للبحر الأسود، ومن ثم بدأ ينتشر في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط، ونتيجة لتفشي العدوى الرهيب، وفقد تسبب هذا المرض اللعين وقتها في مقتل أكثر من 60٪ من سكان تلك المناطق، وأُطلق عليه «#الموت_الأسود»،
ظلت أصول هذا المرض مجهولة لسنوات طويلة ولا يعرف أحد كيف ومتى ظهرت بكتيريا «اليريسينة الطاعونية» المسببة لهذا المرض أو أين ظهرت بالتحديد، رغم تسببها في مقتل نحو 50 مليون من البشر، إلا أنه نجح فريق علماء بتخصصات متعددة من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في لايبزيج، وجامعة توبنجن الألمانية وجامعة ستيرلنج في المملكة المتحدة في الكشف عن أصول الموت الأسود، بعد أن حصلوا على عدة عينات ودرسوا جينومات تلك البكتيريا القديمة وتمكنوا من تتبُّع أصول الوباء إلى آسيا الوسطى.
أين توجد بكتيريا «اليريسينة الطاعونية»؟
ومن المؤسف أن الجائحة الأولى لمرض الطاعون الدبلي أو الموت الأسود استمرت قرابة الـ500 عامًا، راح ضحيتها خلالها أكثر من 50 مليون شخص، ثم تلتها الجائحة الثانية في أوائل القرن التاسع عشر، ورغم تأكيد الباحثون أن تاريخ بداية ظهور هذا المرض لا يمكن تحديده بدقة.
ومن المتوقع أن يكون قد حدث في وقتٍ ما بين القرنين العاشر والرابع عشر، إلا أنهم أكدوا أن هذا المرض في الأساس لم يكن يصيب البشر، إذ تعيش بكتيريا «اليريسينة الطاعونية» داخل مجموعات القوارض البرية في جميع أنحاء العالم، في ما يُسمى بخزانات الطاعون.