الدكرورى يكتب عن النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ” جزء 3″
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ” جزء 3″
النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ” جزء 3″
ونكمل الجزء الثالث مع النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قيل أنه أول من بايع الخليفة أبا بكر الصديق، يوم السقيفة من الأنصار، كما شارك بشير بن سعد في فتح العراق، وقُتل في معركة عين التمر وهو في جيش خالد بن الوليد، وكان لبشير من الولد النعمان وأبِيَّة وكانت أمهما هى عمرة بنت رواحة وهى أخت عبد الله بن رواحة، وكان لبشير بن سعد رواية لحديث نبوي واحد، رواه عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد رواه عنه ابنه النعمان بن بشير، وقد أورده الإمام النسائي في سننه، وقال أبو مخنف، وهو متهم بأنه شيعي لذا يوثقه الشيعة ولكنه متهم بالكذب عند بعض السنة، فقال أنه بعث الخليفة يزيد بن معاوية.
إلى النعمان بن بشير الأنصاري فقال له ائت الناس وقومك يتراجعوا عما يريدون فإنهم إن لم ينهضوا في هذا الأمر لم يجترئ الناس على خلافي وبها من عشيرتي من لا أحب أن ينهض في هذه الفتنة فيهلك، فأقبل النعمان بن بشير فأتى قومه ودعا الناس إليه عامة، وأمرهم بالطاعة ولزوم الجماعة وخوفهم الفتنة، وقال لهم إنه لا طاقة لكم بأهل الشام، فقال عبد الله بن مطيع العدوي ما يحملك يا نعمان على تفريق جماعتنا وفساد ما أصلح الله من أمرنا، فقال النعمان أما والله لكأني بك لو قد نزلت تلك التي تدعو إليها وقامت الرجال على الركب تضرب مفارق القوم وجباههم بالسيوف ودارت رحا الموت بين الفريقين قد هربت على بغلتك تضرب جنبيها إلى مكة.
وقد خلفت هؤلاء المساكين وهو يقصد الأنصار، يقتلون في سككهم ومساجدهم وعلى أبواب دورهم فعصاه الناس، والنعمان بن بشير بن سعد، لم يدرك الجاهلية فقد كان أول مولود ولد في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة النبوية بأربعة عشر شهرا، حيث وُلد بالمدينة المنورة بعد الهجرة للأنصار في جمادى الأول سنة إثنتين من الهجرة، فأتت به أمّه عمرة بنت رواحه تحمله إلى النبى صلى الله عليه وسلم، فحنكه وبشرها بأنه يعيش حميدا ويُقتل شهيدا ويدخل الجنة، وهكذا كان فإن النعمان بن بشير بن ثعلبة بن سعد كان صحابي جليل القدر، أنصاري خزرجي، وهو من صغار الصحابة الكرام، إذ وُلد قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بثماني سنين وسبعة أشهر.
وقال عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما، النعمان أكبر مني بستة أشهر، ومعلوم أن عبد الله بن الزبير هو أول مولود وُلد للمهاجرين بالمدينة، والنعمان هو أول مولود للأنصار بعد الهجرة، والنعمان بن بشير قد فاقت شهرته الآفاق لمكانته وعلمه وقدرته الخطابية، وإن سيرة حياته وأخباره قد وردت في أكثر من ثلاثين مصدرا، وقد أجمل سيرته الذاتية الزركلي، ومما قال النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة الخزرجي الأنصاري، هو أبو عبد الله، وهو أمير، وهو خطيب، وهو شاعر، وهو من أجلاء الصحابة، وهو من أهل المدينة، وهو الذى أرسلته السيدة نائلة بنت الفرافصة زوجة الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضى الله عنه، بقميص عثمان إلى معاوية بن أبى سفيان، فنزل الشام.
وقد شهد واقعة صفين مع معاوية بن أبى سفيان، وتولي القضاء بدمشق بعد فضالة بن عبيد سنة ثلاثة وخمسين من الهجرة، وقد تولي اليمن لمعاوية بن أبى سفيان، ثم استعمله على الكوفة تسعة أشهر، وبعد ذلك عزله معاوية ثم ولاه على حمص، وقد استمر فيها إلى أن مات الخليفه يزيد بن معاوية، فبايع النعمان ابن الزبير، وتمرد أهل حمص، فخرج هاربا، فاتبعه خالد بن خلي الكلاعي فقتله، وقد قال ابن حزم، أنه قد افتتح مروان دولته بقتله، وسيق إليه رأسه من حمص، وقيل قتل يوم مرج راهط، وقال سماك بن حرب، كان من أخطب من سمعت، له ديوان شعر مطبوع، وكانت ذريته في المدينة وبغداد، وقيل أنه قتل عام خمسة وستين من الهجرة، وابن الأثير يرى أن قتله عام أربعة وستين من الهجرة.