تربية الكلاب ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن تربية الكلاب ” جزء 2″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

تربية الكلاب ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثانى مع تربية الكلاب، فلو لم يكن الكلب نجسا لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بتطهير الإناء الذي شرب فيه بهذه الكيفية من التطهير والمبالغة فيه، ولنعلم جميعا، أن العلماء قد اكتشفت أن الكلاب تتسبب فى مرض داء الكلب، وهو مرض فيروسي ينتقل إلى الإنسان بواسطة لعاب الكلب، وتتسبب العدوى بداء الكلب بعشرات الآلاف، من الوفيات سنويا معظمها في آسيا وأفريقيا، وليس داء الكلب هو المرض الوحيد الذي تتسبب به الكلاب، فالأكياس المائية في الرئة كذلك مرض تتسبب به الدودة الشريطية الشوكية التي تتواجد في فضلات الكلاب، وتحدث العدوى للإنسان بتناوله طعاما مُلوثا بفضلات الكلاب الحاملة لبيوض هذه الدودة.

وتكمن خطورة هذا المرض في طول مكوثه في الجهاز التنفسى دون أعراض ملفتة، كما أن علاجه غالبا ما يكون بالتدخل الجراحى لإزالة هذه الأكياس التي إن طال بقاؤها في الجسم قد تنفجر داخله، فاقتناء الكلاب والاحتكاك المباشر بها سبب في أمراض عدة منها الكَلب والأكياس المائية وغيرها، حيث يصعب على من يُربي الكلب أن يتحرز من ملامسته ويمنع وصول لعابه أو فضلاته وانتقال ما فيها إليه، وأما الأمر في الحديث الشريف بغسل الإناء الذي شرب منه الكلب بالتراب ذلك يعود لأن فيروس الكلب الذي يحمله الكلب متناه في الصغر، مما يجعله يلتصق بجدار الأواني، والتراب يمتلك القدرة على امتصاصها.

كما ثبت أن التراب يحتوي على مواد قاتلة للجراثيم، وأن النهي عن تربية الكلاب جاء في التربية التي تكون لغير حاجة، لما للكلاب من مضار صحية أو ما قد يترتب عنها من إخافة وإزعاج للمارة والجيران، أما تربيتها للصيد والحراسة وغيرها من الحاجات كالكشف عن المخدرات وتتبع الآثار، وهو ما تقوم به الكلاب البوليسية فإن هذا جائز لأنه يحقق مصلحة للفرد والمجتمع، والإسلام قائم على رعاية المصلحة واجتلابها، ودرء المفاسد واجتنابها، وبهذا يتأكد أن النهي الشرعى عن شيء لا يكون إلا لعلة أو سبب فيه مضرة بالإنسان وإيذاء له جسديا، أو روحيا، أو فكريا، وقد اكتشف العلم أن أمراضا كثيرة، وهي ست وثلاثون حتى الآن.

يكون الكلب هو واسطة نقل العوامل الممرضة لها، وليس من طريقة للتخلص من هذه الأمراض إلا أن نتخلص من الكلاب نفسها، إلا أن هناك مرضا خطيرا جدا هو مرض الكلب الشهير، الذي يؤدي إلى التهاب دماغى مميت، خلال خمسة أيام من ظهور الأعراض وهو مرض قاتل، والمسافة سريعة جدا، وهى خمسة أيام كما قالوا بهذا العلماء والأطباء، وقد تنتقل بعض هذه الأمراض عن طريق الحيوانات الأخرى، كالقطط مثلا، ولكن قيل أن النسبة أكثر الحيوانات هى سبعة، ثلاثة، أو خمسة بالمائة، إلا الكلب اثنتان وتسعون في المائة، وهى نسبة نقل الأمراض عن طريق الكلب، اثنتان وتسعون في المئة، وإن عادة ما يتم وصف هذا الحيوان بالوفاء.

ويطلق عليه لقب أفضل صديق للإنسان، وذلك لمقدرته العالية على تذكر صاحبه ولو بعد انقطاع طويل عنه، وتوجد منه سلالات كثيرة مختلفة الطباع والمهمات، منها كلب الصيد وكلب الحقول وكلب الرعاة وكلب الحراسة والكلب البوليسي، وكلب مرافقة المكفوفين وكلب الزلاقات، الذي يستعمل لجر العربات على الجليد، ويستعمل الإنسان الكلاب في الحراسة والصيد وجر العربات، وكانت تستخدم في الحرب للحراسة وحمل الرسائل، وهناك الكلاب المدربة التي تقود العميان والصم في الشوارع والعمل المنزلي كتنبيه الصم لجرس الهاتف أو الباب أو قيادة الأعمى للتجول داخل البيت أو عبور الشارع، وبعض أنواع الكلاب تتسم بحاسة شم قوية.