الدكرورى يكتب عن تربية الكلاب ” جزء 3″
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
تربية الكلاب ” جزء 3″
ونكمل الجزء الثالث مع تربية الكلاب، وبعض أنواع الكلاب تتسم بحاسة شم قوية، ولهذا تدرب على مهام أخرى كالكشف عن المخدرات والمفرقعات والديناميت والنمل الفارسي والغرقى بالماء بالأعماق، ويمكن البحث عن المفقودين في الزلازل والحرائق وبعض الكلاب يمكنها التنصت على الأصوات التي لا يسمعها الإنسان بأذنيه، ونجد اليوم بعض المترفين ممن يفخرون بتقليد الغرب نجدهم يشترون الكلاب بأغلى الأثمان، ويضعونها في بيوتهم، وترافقهم في مجالسهم، ولا شك أن هذا الأمر لا يجوز، وقد جاء عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أنه قال ” لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها كلها ” رواه الترمذي والنسائى.
فبعض هذه الأسر تراها تنفق المال الكثير في تنظيف هذه الكلاب، وإطعامها وعلاجها بينما تراها تبخل على نفسها أن تدفع هذا المبلغ في كفالة يتيم أو أسرة فقيرة، فليحذر هؤلاء الناس أن يحبط من أعمالهم كل يوم قدر قيراط من الأجر، إلا ما استثناه الشرع وهو كلب ماشية أو صيد أو زرع، فإنه لا حرج في اتخاذ هذه الأنواع من الكلاب بشرط أن لا توضع داخل البيوت، وإنما خارجها لأن الملائكة لا تدخل بيتنا فيه كلب أو صورة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله “المنزل الذى يكون في وسط البلد لا حاجة أن يتخذ الكلب لحراسته، فيكون اقتناء الكلب لهذا الغرض في مثل هذه الحال محرما لا يجوز.
وينتقص من أجور أصحابه كل يوم قيراط أو قيراطان” فالواجب على المسلم التسليم لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في اتباع الأوامر واجتناب النواهي، فقال الله تعالى فى كتابة العزيز فى سورة الأحزاب ” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ” وإن موضوع مس الكلاب وملاعبتهم ينقض الوضوء ولا صلاة بغير وضوء لقول النبى صلى الله عليه وسلم ” لا صلاة لمن لا طهور له” وهذا هو البلاء العظيم والمنكر الخطير، فالصلاة عمود الإسلام، من حفظها فقد حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، من تركها كفر لقول النبي صلى الله عليه وسلم “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر”
وهذا يعم الرجال والنساء، ويقول صلى الله عليه وسلم ” بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة فلا يجوز للمؤمن التساهل بهذا الأمر ولا للمؤمنة، ولا يجوز للرجل فعلها في البيت، بل يجب الخروج إلى المساجد، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم “من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر وجاءه رجل فقال يا رسول الله، أنا رجل أعمى ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم قال فأجب فلم يرخص له النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعمى ليس له قائد يلائمه، فكيف بحال الصحيح البصير؟ وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال.
“لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم” وهذا يدل على عظم الأمر، فالواجب علينا هو العناية بالصلاة والمسارعة إليها في المساجد، والحذر من التكاسل عنها والتثاقل، فإن الكسل عنها والتثاقل من صفات أهل النفاق نعوذ بالله من حالهم، ثم من المعلوم أن الله سبحانه خلق الثقلين لعبادته، والعبادة لابد فيها من العلم، والإنسان لا يعرف العبادة التي كلف بها إلا بالتعلم والتفقه في الدين، والله يقول ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” فما هي العبادة التي لا بد أن تتعلمها، ولابد أن تتفقه فيها؟ هي كل ما شرعه الله وأحبه لعباده من صلاة وزكاة وصوم وغير ذلك.