الدكرورى يكتب عن فأصابتكم مصيبة الموت ” جزء 5″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
فأصابتكم مصيبة الموت ” جزء 5″
ونكمل الجزء الخامس مع فأصابتكم مصيبة الموت، أو أن يموت بسبب مرضا لطاعون وهو وباء يسبب الهلاك للإنسان إذا أصيب به، وكذلك إذا مات بداء البطن، وهو عبارة عن أى مرض يصيب الإنسان في بطنه، كالإسهال، والانتفاخ، والسرطان، والنزيف الناتج عن أي حادثة، أو أن يموت غرقا، أو أن يموت بسبب الهدم، ويكون الهدم بسبب الكوارث الّتي تحصل، كالزلازل التي تدمر البيوت والأماكن، وبفعلها قد يموت الإنسان، وكالبراكين، والرياح الشديدة، أو ان تموت المرأة وهي في مرحلة النفاس بعد الولادة، أو أن يموت حرقا، أو أن يموت بذات الجنب، وهو عبارة عن ورم يظهر في ناحية الجنب من البطن.
أو أن يموت نتيجة إصابته بمرض السّل، أو أن يموت وهو يجاهد في الدفاع عن ماله ونفسه ودينه، أو أن يموت وهو يرابط في سبيل الله تعالى، والرباط هو الدفاع عن حمى المسلمين، وحراسة أماكنهم من هجوم الأعداء، مع التحلي بالأخلاق الكريمة في ذلك، كالأمانة، أو أن يموت على فعل عمل صالح يريد به وجه الله تعالى، ومن هذه الأفعال هو صلة الأرحام، والصلاة، والصيام، وإخراج الصدقات، وقراءة القرآن الكريم، والإكثار من ذكر الله تعالى، والإحسان إلى الوالدين، فالإنسان الذي يكثر من الأعمال الصالحة في حياته الدنيا، يوفّقه الله سبحانه وتعالى للموت عليها، أو أن يموت قتلا على يد إمام ظالم وجائر، من خلال قوله الحق، ودعوته إلى الصلاح.
أو أن يموت وهو في طريقه لأداء طاعة أو عبادة، كذهاب الإنسان إلى المسجد، وهنا وجب التنبيه إلى أهمية تجديد النية باستمرار، وإن حسن الخاتمة هو من أعظم ما يطمح كل مسلم للوصول إليه، فالأعمال بخواتيمها، وقيمة عمل كل إنسان في حسن خاتمته، وهي وصية الأنبياء لمن بعدهم، فيقول الله سبحانه وتعالى ” ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ” ولكي يفوز الإنسان بحسن الخاتمة، فإن عليه اتباع الوسائل والأسباب التي تؤدي إليها، وإن هذه الأسباب هى إخلاص النية لله تعالى، وابتغاء مرضاته في كل الأفعال والأقوال، وكذلك اتقاء الله سبحانه وتعالى في السر والعلن.
وذلك باتباع ما أمرنا به، والابتعاد عما نهانا وحذرنا منه، مع الاستمرار على هذا الأمر، والحرص عليه في كل الأوقات والأحوال، وأيضا الحرص على تأدية الصلوات الخمسة المفروضة على وقتها، وكذلك عدم ارتكاب ما عظم من الذنوب والكبائر، واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وملازمتها، واتباع ما كان يفعله المهاجرين والأنصار، ومن كان يتبعهم في فعلهم، وكذلك الحرص على تقديم الخير والمنفعة للناس، وقضاء حوائجهم، والسعي لتيسير مصالحهم، والبعد عما يؤذي الناس، ويسبب لهم الشر، والبعد عن ظلمهم والجور عليهم في المال أو النفس أو العرض، وكذلك التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء، والإلحاح فيه.
وكذلك التحلي بالأخلاق الحسنة، كالسخاء، والجود، وطيب النفس ولينها، ولزوم الاستقامة، وذلك بأداء الأعمال الصالحة، مع الحرص على أدائها دائما، وقد ثبت في القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى، قد أعطى البشارة لعباده المستقيمين، وكذلك إحسان الظن بالله تعالى والثقة الجازمة به، بأنه يغفر الذنوب برحمته وعفوه ورضاه، ولذلك يقول الله عز وجل فى كتابه الكريم فى سورة آل عمران ” ولئن قتلتم فى سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون” وكذلك القتل في سبيل الله أو الموت، فالآية الكريمة تقول “ولئن قتلتم فى سبيل الله أو متم” وهذا يعني أو متم في سبيل الله، وسبيل الله تعالى كثير، فالجهاد على رأسه، والدعوة إلى الله عز وجل.