#عاجل_وكيلة أمين عام الأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن حول ليبيا: لو يحدث تغير سوف ننشأ حكومة موازيه
بعد أن هدأ غبار المعركة الدامية في العاصمة الليبية، انتاب الفريقان المتحاربان شعور متباين، إذ رأى الموالون لعبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» أنهم نجحوا في «صد العدوان» عن طرابلس، فيما قال المؤيدون لخصمه فتحي باشاغا رئيس حكومة «الاستقرار»، إن «الأمور لم تسر معهم على ما يرام»
لكن ما بين رد فعل كل من الجبهتين، طرح ليبيون محايدون تساؤلات عدة تتعلق بمشروع باشاغا في إدارة مهام حكومته من طرابلس، وهل خسر الأخير معركته في دخول العاصمة التي يحضر لها منذ منحه الثقة البرلمانية في مارس (آذار) الماضي؟ وذهب حسن الصغير، وكيل وزارة الخارجية السابق بالحكومة الموازية في شرق ليبيا، إلى أن «نهاية باشاغا لا تعني استمرار الدبيبة؛ كل ما في الأمر أن بديل الدبيبة لن يكون فتحي»
بعض الذين يرون أن باشاغا خسر معركة دخول طرابلس يشيرون إلى أن حكومته التي سبق لها الإعلان عن اتخاذها مدينة سبها (جنوباً) مقراً لعقد اجتماعها من هناك، لم تُقدم على ذلك لعلمها أن طرابلس هي «بيت الحكم»، لذا حاولت مرتين دخولها لكنها فشلت، فاتجهت إلى مدينة سرت بـ(وسط البلاد)
وبرهن خصوم باشاغا، على أنه «بعد فشله للمرة الثالثة في دخول العاصمة لم يجد سبيلاً إلا بعقد اجتماع لحكومته في مدينة بنغازي الواقعة تحت سيطرة قوات «الجيش الوطني» أسوةً بما فعلته الحكومة الموازية السابقة برئاسة عبد الله الثني، التي ظلت على حالها معزولة لسنوات في مدينة البيضاء
وبواسطة تقنية الفيديو عقد باشاغا اجتماعاً في مقر ديوان مجلس الوزراء بمدينة بنغازي، بحضور نائبيه عن المنطقة الشرقية علي القطراني، والمنطقة الجنوبية سالم معتوق الزادمة وعدد من الوزراء
واستهل باشاغا، المكلف من مجلس النواب، بالترحم على أرواح الضحايا الذين سقطوا في المعركة الدامية التي شهدتها طرابلس مطلع الأسبوع الجاري، بين الميليشيات المسلحة
وفي الاجتماع، الذي وصفه المكتب الإعلامي لحكومة «الاستقرار» بـ«الاستثنائي»، أثنى باشاغا على أعضاء حكومته «لحرصهم على مواصلة عملهم رغم كل الصعوبات في سبيل تنفيذ خطط الحكومة من أجل تذليل كل الصعاب وحلحلة المختنقات وتقديم الخدمات اللازمة للمواطنين في جميع المدن والمناطق الليبية»
بموازاة ذلك، بدا أن حجم الدمار الذي لحق بطرابلس، بالإضافة إلى عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا في الاشتباكات الدامية أحدث هزة في بنيان التحالفات المؤيدة لباشاغا، وهو ما عكسه التحذير الصادر عن سكان منطقتي الغيران وسيدي مبارك في مدينة مصراتة (غرب ليبيا) بإمهال باشاغا 24 ساعة لإخلاء المواقع التي تشغلها ميليشيات تابعة له
وحمّل سكان المنطقتين، باشاغا، «كامل المسؤولية عمّا يقوم به (المرتزقة) من أفعال مخلّة بالمروءة؛ وعن كل الفتن التي قد تقع بين (ثوار المدينة) وأهلها من أجل الوصول إلى السلطة»
وانتهوا في بيانهم، قائلين لباشاغا: «نحذّرك من مغبة ما حدث وعدم تقديرك لأهلك وجيرانك وكل أهل المدينة من جلبك للمرتزقة وإدخالهم بين المدنيين الأبرياء»