أسرار تعذيب عاطل لطفلته حتى الموت بالوراق..قفشت أمها على السطح.
بجسد هزيل بالكاد يحمل صاحبته لم يتحمل وصلات التعذيب التي يمنحها الأب لفلذة كبده دون سبب ظاهري لكن ما تخفيه الصدور أجل وأكبر. لم يعبأ الرجل العشريني بصرخات الصغيرة مستجدية أبيها بمنحها فرصة لتبصر حياة لم تبدأ بعد لكنه انتزع منها كل شئ لإرضاء رجولته الواهية وشيطانه القابع بين ضلوعه.
داخل منزل بسيط بحي الوراق شمال الجيزة، ارتكب ذو الـ28 ربيعًا جريمة مؤسفة تنضم لقائمة طويلة تأبى التوقف. أنهى الأب الواقع تحت تأثير وساوسه حياة طفلته ذات الأعوام الثلاثة بوصلة تعذيب خارت معها قوى الصغيرة.
لحظات صمت تلت ضجيج صراخ الابنة ومحاولة الزوجة الثانية إثناءه عن ضربه لها معلنة صعود روح تلك الملاك إلى بارئها. جلس أسير المخدرات وجلسات المزاج يبحث السبيل لتجاوز تلك المعضلة ولسان حاله “كده هروح في داهية”.
استقر الأب على خطة خداع ترتكز على اصطحاب زوجته لجثة ابنته لأقرب مستشفى والتظاهر بأنها فقدت الوعي فجأة ليبدو الأمر “قضاء وقدر” لكن الطبيب المعالج بقسم الاستقبال اكتشف الحقيقة القاسية -تعرضت الضحية لضرب مبرح وكي بالنار والسجائر- ليدون ما توصل له بالكشف الظاهري في تقرير سلمه لنقطة الشرطة الملحقة بالمستشفى.
فور إخطاره بالواقعة، وجه العميد هاني شعراوي رئيس المباحث الجنائية لقطاع الشمال ضباط المباحث بسرعة الانتقال إلى محل سكن الطفلة المتوفاة والوقوف على ملابسات الواقعة.
لم يحتاج العقيد مجدي موسى مفتش مباحث فرقة الوراق وأوسيم، لوقت كثير لكشف هوية الجاني. التحريات ورواية الجيران أشارت بأصابع الاتهام إلى وقوف الأب وراء رحيل الصغيرة بعد وصلة تعذيب ليست وليدة اليوم بل لفترات طويلة لتصطحبه قوة أمنية بقيادة المقدم هاني مندور رئيس مباحث الوراق إلى القسم.
دلف المتهم إلى غرفة التحقيق مطأطأ الرأس خجلا على فعلة ستلاحقه وصمتها أبد الدهر محاولا الدفاع عن نفسه بإلصاق التهمة بطليقته “أم الطفلة” خائضًا في شرفها “قفشتها مع راجل تاني على السطح فطلقتها” مفجرًا مفاجأة “طول الوقت شاكك في نسب الطفلة فكنت بضربها من غيظي”.
مع انتهاء المحقق من عمله، اصطحبت مأمورية المتهم لمسرح الجريمة لإجراء المعاينة التمثيلية قبل اقتياده إلى محبسه ينتظر إحالته للمحاكمة الجنائية لحسم مصيره بينما يرقد جثمان “الملاك الصغيرة” تحت الثرى.