عاجل..الأعلى منذ 40 عامًا .. ارتفاع تاريخي لمستوى التضخم في أمريكا
حسب وكالة “بلومبرج” الأمريكية أن المؤشر الرئيسي لأسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفع الشهر الماضي إلى أعلى مستوى في 40 عامًا، وهو الأمر الذي يعكس استمرار صعود التضخم الذي يضغط على الأسر ويدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو رفع جديد في أسعار الفائدة.
وأشارت الوكالة إلى أن بيانات وزارة العمل الأمريكية كشفت ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، الذي يستثني الغذاء والطاقة، بنسبة 6.6% عن العام الماضي، مسجلاً أعلى مستوى منذ عام 1982، ومقارنةً بالشهر السابق، صعد مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 0.6% للشهر الثاني على التوالي.
وصعد مؤشر أسعار المستهلكين الإجمالي بنسبة 0.4% الشهر الماضي، وارتفع بنسبة 8.2% مقارنة بالعام السابق، فيما كانت أسعار السكن والغذاء والرعاية الطبية الأكبر من بين “العديد من المساهمين” في زيادة التضخم، بينما انخفضت أسعار البنزين.
نمو أسعار المستهلكين
وبحسب الوكالة، فإن هذه البيانات تعكس مدى اتساع التضخم المرتفع في جميع أنحاء الاقتصاد، مما أدى إلى تآكل رواتب الأمريكيين وإجبار الكثيرين على الاعتماد على المدخرات وبطاقات الائتمان لمواكبة ذلك. بينما من المتوقع أن يتراجع نمو أسعار المستهلكين في الأشهر المقبلة، وهو ما يجعل رحلة الاحتياطي الفيدرالي بطيئة للوصول إلى هدف التضخم.
ورجحت “بلومبرج” أن يدعم تقرير مؤشر أسعار المستهلكين رفعًا إضافيًا لسعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر.
ألم اقتصادي
أواخر الشهر الماضي، توقع الخبير الاقتصادي العالمي محمد العريان، إن الولايات المتحدة مهددة بمواجهة “ألم” اقتصادي كبير بسبب أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي فقد مصداقيته في محاولاته لكبح التضخم ورفع أسعار الفائدة.
ونقلت شبكة “سي.إن.بي.سي” الأمريكية عن العريان قوله إن الاحتياطي الفيدرالي فشل في كبح التضخم بالفعل خلال العام الجاري، وهذا الأمر يعكس أن الأسواق لم تعد واثقة من مسألة إمكانية تفادي ركود الاقتصاد الأمريكي في ظل تشديد السياسة النقدية.
وأضاف العريان: ” الأسواق ترى بنكاً مركزيًا يتوقع أن يتسبب في المزيد من الأضرار في الوقت الذي يحاول فيه تحقيق مستهدفه للتضخم. وجيروم باول رئيس الاحتياطي الفدرالي أشار إلى أن هناك المزيد من الألم في المستقبل مما يشير إلى احتمال كبير لحدوث ركود اقتصادي، ويبدو أن الأسواق تتفق مع تلك التوقعات إذ انعكس منحنى العائد على سندات الخزانة”.
سيناريو السبعينيات يتكرر
وبعد أيام من إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة 75 نقطة أساس للمرة الثالثة على التوالي لتصل إلى ما بين 3% و3.25%، حذر العريان من أزمة اقتصادية كبيرة سوف يشهدها العالم قريبا، وذلك بسبب ارتفاع معدلات التضخم سواء على صعيد الولايات المتحدة أو على الصعيد الدولي، واصفًا المشهد الاقتصادي الراهن الدولي بأنه يعيد للذاكرة أزمة السبعينات الاقتصادية، الذي شهد ركودًا تضخميًا مرتفعًا وزيادة في معدلات البطالة وركود في نمو الوظائف.
ونقلت شبكة “ياهو نيوز” عن العريان قوله إن محاولات البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للسيطرة على التضخم ليست كافية، مؤكدًا أن رفع أسعار الفائدة المستمر سوف يعرقل عمليات التنمية ويقلص عدد الوظائف وهو ما يعني زيادة مستمرة في أسعار السلع والمنتجات وارتفاع معدلات البطالة وتباطؤ نمو الناتج المحلي، وأخيرًا تضخم كبير مصحوب بركود اقتصادي أكبر.