تعرف على واقعة تنمر حدثت في عهد النبي..وماذا فعل الصحابة وكيف كان رد فعل النبي؟

تعرف على واقعة تنمر حدثت في عهد النبي..وماذا فعل الصحابة وكيف كان رد فعل النبي؟

 

سرد الدكتور السيد سعيد الشرقاوي، الداعية الإسلامي والمدرس المساعد بجامعة الأزهر، واقعة تنمر حدثت في عهد رسول الله صل الله عليه وسلم، وكيف تعامل معها النبي صلى الله عليه وسلم وعالجها الإسلام.

 

وقال الشرقاوي عبر فيديو نشره على صفحته الرسمية على الفيسبوك، أن التنمر هو سلوك عدواني يجعل الشخص مثل النمر في الطباع الشرسة والإعتداء على الآخرين والكراهية والبغضاء، وهو غالبا ما يفعله الإنسان مع الأقل منه في المكانة أو المال وغير ذلك، وهو موجود في مجتمعاتنا بكثرة لدرجة أننا كثيرًا ما نسمع عن ناس تنتحر بسبب التنمر لمرض يعانون منه أو لونهم أو شكلهم.

 

وروى الشرقاوي ما حدث مع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كان يصعد على شجرة ليأتي بسواك الأراك، وكانت ساقه دقيقة فضحك الصحابة رضوان الله عليهم، يقول الشرقاوي: “والصحابة بشر زيهم زي أي حد ممكن يخطئوا مش معصومين يعني”، فقال سيدنا النبي للصحابة: مم تضحكون؟ فقالوا من دقة ساق ابن مسعود يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لهما أثقل عند الله عز وجل في الميزان من جبل أحد، وذلك لأن العبرة عند الله سبحانه وتعالى ليست بالأجسام ولا بالأموال ولا بالشكل ولكن بالتقوى، فيقول تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.

 

وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى، حسبما يقول الشرقاوي، حين قال: لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أحمر ولا لأحمر على أبيض ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى، إذ يؤكد الشرقاوي أن التقوى هي الفيصل بين الجميع في الميزان يوم القيامة، “فتخيل لما تسخر من واحد عشان لونه أو ودانه أو أيده فيها عيب أو رجليه..أنت عارف أن ربنا خلق الإنسان دا بالعيب دا لحكمة فكأنك بتسخر من حكمة الله في هذا الخلق”، وأكد الشرقاوي أن الله سبحانه وتعالى حذر المسلمين من هذا فقال: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”.

 

وأوضح الشرقاوي أن التنابز بالألقاب هو نداء الآخرين بصفة تضايقهم أو الإشارة إليهم بها أمام الناس، مؤكدًا أن العبرة ليست بالشكل ولا بالجمال، إذ يقول النبي أنه ليأتي الرجل السمين العظيم يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة، فيقول تعالى: “فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنًا”.

 

ونصح الشرقاوي المسلمين بالتواضع وتعليم أبناءهم باحترام الكبير والصغير وعدم الإساءة إليهم بإشارة أو كلمة ولا بأي نوع من أنواع الإيزاء، فيكبر ونفسيته سوية لا يؤذي الناس في شيء، مؤكدًا أن حتى المزاح والضحك في هذه الأمور سوف يحاسب عليها العبد في الآخرة، ورب كلمة صغيرة تؤذي مشاعر الآخرين تكون سببًا في أن ينزل بها العبد إلى نار جهنم والعياز بالله، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليتكلم الكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في نار جهنم سبعين خريفًا.