ظلت أربع أعوام من الـ«ألم» والـ«أمل».. القضاء ينتصر لـ طالبة المنصورة: «أخيرا بنتي هيبقى ليها نسب»

ظلت أربع أعوام من الـ«ألم» والـ«أمل».. القضاء ينتصر لـ طالبة المنصورة: «أخيرا بنتي هيبقى ليها نسب»

 

أكثر من 4 أعوام من الألم، مرت كالدهر على الطالبة أمل عبد الحميد، فتاة المنصورة، لم تيأس خلالها أو يصيبها القنوط من استرداد حقها، ولم يغفل لها جفن طيلة هذه الأعوام باحثة عن حقها من المعتدي عليها، وحق طفلتها التي تركها جنينًا في أحشائها، فعلى الرغم من نشأتها داخل مجتمع منغلق دومًا ما يلقي بالتُهم واللوم على الضحية، صرخت «أمل» وهي تبحث عن حقها بالقانون، الحق الذي سُلب منها على يد زميلها في الثانوية العامة، المتهم بالتعرض لها والاعتداء عليها، وهو ما تسبب في حملها منه وإنجابها طفلة، ظلت طيلة هذه الأعوام دون نسب.

القضاء انتصر لـ أمل طالبة المنصورة وطفلتها

فرحة عارمة طال انتظارها، سيطرت على منزل الضحية خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما انتصر لها القضاء ورد حقها وحق طفلتها، إذ أصدرت محكمة جنح النقض الدائرة العاشرة، أول أمس، الثلاثاء، قرارا بقبول طعن النيابة العامة على براءة المتهم في القضية المعروفة إعلاميا بـ«أمل فتاة الدقهلية»، وحبسه لمدة عام مع الشغل، وذلك بعد شكوى الفتاة أن الطالب اعتدى عليها في غضون عام 2018 حال عودتها من حصة درس خصوصي وقت أن كانت طالبة في الثانوية العامة، وهو ما تسبب في حملها، وأنجابها طفلة أثبتت تحاليل البصمة الوراثية «DNA» أنها تتطابق مع المتهم.

 

دموع الفرحة انهالت من الفتاة التي طال بكاؤها حرقةً لسنواتٍ في انتظار هذا اليوم، عبرت عنها خلال «أنا كنت مستنية الحكم ده من زمان، مكنتش عاوزة حاجة غير إني أبرأ نفسي من التهم اللي قالها عليا، وإن القانون يثبت اعتدائه، مكنتش عاوزة حاجة غير إن بنت صغيرة يبقالها اسم ونسب، الحمد لله أثبتوا الواقعة وهيتحاسب والتحاليل أثبتت التطابق».

 

جلسة واحدة داخل محكمة الأسرة تنتظرها الطالبة أمل عبدالحميد، بمثابة قبلة الحياة لها ولطفلتها: «النطق في قضية النسب كان متوقف على إثبات الاعتداء، والحمد لله تم وتحاليل البصمة الوراثية «DNA» اثبتت تطابق بنتي مع المتهم، أخيرًا هيكون ليها اسم ونسب».

 

«أمل» كعب داير في بلاط المحاكم

تسترجع «أمل» مشوارها القاسي الذي بدأته، ليس فقط منذ تعرضها للحادث وهي في الثانوية العامة، بـ 2018، ولكن منذ أن قررت الإفصاح عن الواقعة في 2020 وأقوال المتهم وصور تحاليل البصمة الوراثية «DNA»، فالفتاة وجدت نفسها تحارب في جهتين، جهة إثبات حقها ونسب طفلتها، وجهة مواجهة نظرات المحيطين بها: «مش كل الناس وقفت جنبي أو دعمتني، لكن والدتي كانت معايا خطوة بخطوة إني لازم اخد حقي ومسكتش، وكنت على يقين بالله وبالقضاء اللي نصفني»

 

بعد حديث الفتاة على مواقع التواصل الاجتماعي ، وإبلاغها، إذ أمر النائب العام، حينها، وتحديدًا في سبتمبر 2020 بالتحقيق مع المتهم بمواقعة المجني عليها أمل عبد الحميد كرهًا عنها بعد ثبوت نسب الطفلة التي أنجبتها إليهما، بتطابق البصمات الوراثية للأحماض النووية المستخلصة منهم.

رحلة بحث فتاة الدقهلية عن نسب طفلتها

وتعود قصة «أمل» فتاة المنصورة، لـ 2018، بعدما اتهمت زميلها في الثانوية العامة، ويدعى «م.خ.ع»، بالاعتداء عليها قبل عقد قرانها على شخص آخر، ما نتج عنه حمل الفتاة وإنجابها لطفلة، إلى أن تدخل النائب العام حينها، عقب معرفته بالواقعة، للمطالبة بسرعة التحقيق مع المتهم، وأصدر قرارا رسميا بضبط وإحضار الطالب المتهم في القضية، لاستكمال التحقيقات، بعد ظهور نتيجة البصمة الوراثية DNA، التي بالفعل أثبتت التطابق.

 

وكانت محكمة جنح المنصورة قضت من قبل، ببراءة المتهم من تهمتي الاعتداء والخطف للمجني عليها «أمل فتاة الدقهلية»، إلا أن النيابة العامة استأنفت على الحكم أمام محكمة الاستئناف التي أيدت حكم أول درجة ببراءة المتهم، فقررت النيابة الطعن على القرار أمام محكمة النقض والتي أصدرت حكمها بإدانة المتهم وحبسه لمدة عام مع الشغل.

الحكم انتصارًا لكرامتها

وقال المحاميان السيد بدرة ومحمد يونس دفاع المجني عليها ، إن قرار المحكمة الأخير أنصف المجني عليها، لأنهها لم تكن ستتمكن من إثبات نسب الطفلة في حال براءة المتهم من التهمة المنسوبة إليه: «الحكم أعاد إلى أمل كرامتها».