كذب المنجمون ولو صدفوا ” جزء 2″ 

الدكرورى يكتب عن كذب المنجمون ولو صدفوا ” جزء 2″ 

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

كذب المنجمون ولو صدفوا ” جزء 2″ 

ونكمل الجزء الثانى مع كذب المنجمون ولو صدفوا، وتعتبر قراءة الكف من إحدى الطرق المنتشرة في العالم للتنبؤ بالمستقبل وهي إحدى أقدم الطرق التي كانت منتشرة في ثقافات الشعوب القديمة، والتي تفترض أن قارئ الكف يستطيع الوصول إلى معلومات، عن مستقبل الشخص وصفاته وطباعه، وذلك من خلال تتبع خطوط وتعرجات كف اليد وبناء على تقسيم اليد إلى مناطق يعتقد القارئ أنها خطوط تدل على صفات معينة، وتعتبر قراءة الكف من الأمور الزائفة بالمنظور العلمى وأنه لا وجود لأبحاث تؤكد صحة ما يزعمه قارئ الكف، وتعتبر قراءة الكف في وجهة نظر الإسلام هى نوعا من التنجيم لهذا كان تعلم قراءة الكف من الأمور المحرمة شرعا

وقد جاء ذكر تحريمها في أكثر من موضع في أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والقرآن الكريم، فمنها ما كان تحذيرا من سؤال المنجم عن أي شيء لمعرفة ما سيحصل وهو ما قاله صلى الله عليه وسلم في نص الحديث الشريف ” من أتى عرافا فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة” وينطبق هذا الحديث على من أتى العراف أو قارئ الكف أو المنجم بأى وسيلة كانت ولكنه لم يصدقه فلن تقبل صلاته أربعين يوما، وأما من أتى قارئ الكف أو العراف وسأله وصدقه فقد اعتبره الإسلام كافرا، وذلك لما جاء عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد قال ” من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم”

لأن من صدّق المنجم والعراف فقد أشرك بالله تعالى، الذي قال في كتابه الكريم بأنه وحده من يعلم الغيب وما سيكون في المستقبل، وذلك في قوله تعالى ” قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله ” وبهذا يكون حكم تعلم قراءة الكف أمرا منكرا ومحرّما، وعلى المسلمين الحذر من إتيان أى وسيلة من وسائل التنجيم حتى لو على سبيل المزاح، وأما عن عقوبة قارئ الكف فإنه إذا كان من يسأل عرافا أو كاهنا أو حتى قارئ كف ولم يصدقه لا تُقبل صلاته أربعين يوما، ومن صدّقه كان مشركا بالله وكافرا، فما عقوبة من ينجم ويقرأ الكف ويدعي معرفته الغيب كالساحر والكاهن والعراف، وفي بيان هذا الأمر يرى الإمام أبو حنيفة أن العراف أو الساحر.

هو مشرك بالله وكافر ومرتد عن دين الله عز وجل، وبهذا تكون عقوبته هي القتل، وقد استدل بذلك بما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه أمر بقتل كل ساحر وكاهن فقد قال رضى الله عنه ” اقتلوا كل ساحر وفرقوا بين كل ذي محرم من المجوس وانهوهم عن الزمزمة فقتلنا في يوم ثلاثةَ سواحر” وأما إذا تاب واستغفر وترك ما يقوم به ابتغاء مرضاة الله فإن الله يغفر توبة العبد فهو التواب الرحيم بعباده، وقد جاء هذا الوعد في قوله تعالى ” قل يا عبادى الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ” وهكذا فإن كل هذا بدعة، وكل هذا منكر لا صحة له، فصاحب الفنجان وقراءة الكف ورمي الودع وضرب الودع أو الحصى.

كله من تعاطي علم الغيب، كله باطل، ومنكر ولا صحة له، وهو دجل وكذب وافتراء، كونهم يدعون علم الغيب بأشياء أخرى غير هذا كذب، وإنما يعتمدون على ما تقول لهم أصحابهم من الجن، فإن بعضهم يستخدم الجن ويقول ما تقول له الجن، فيصدُقون ويكذبون، يصدقون في بعض الأشياء التي اطلعوا عليها في بعض البلدان أو استرقوها من السمع، ويكذبون في الغالب والأكثر، ويتحيلون على الناس حتى يأخذوا أموالهم بالباطل، وهكذا الإنس الذين يخدمونهم يكذبون أيضا ويفترون ويقولون هذا كذا وهذا كذا وهم كذبة، وإنما يأكلون أموال الناس بالباطل، وإن علم الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، فهذا كله باطل وإن تكرر حدوث ما يخبر به هؤلاء مثل أن يخبروا عن إنسان فعل كذا أو فعل كذا وهم قد شاهدوه في مناطق أخري.