الدكرورى يكتب عن التبرج فى الشريعة الإسلامية ” جزء 3″
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى
التبرج فى الشريعة الإسلامية ” جزء 3″
ونكمل الجزء الثالث مع التبرج فى الشريعة الإسلامية، فالنساء الكاسيات العاريات هن اللاتي يلبسن لباسا لا يسترهن إما لقصره وإما لرقته وإما لضيقه والعياذ بالله حتى تبدو أحجام عورتها، هذه كاسية بالاسم عارية في الحقيقة، وأما مائلات مميلات فهن المائلات عن العفة مائلات عن الاستقامة إلى الفواحش والمنكرات، ويعني مائلات عن الاستقامة والعفة والصبر على ما أوجب الله تعالى إلى ما حرم الله من الزنا والفواحش والتهم، مميلات لغيرهن، مميلات للنساء الأخريات، يدعُنّ إلى الفساد ويعلمن النساء الفساد ويشجعن على الفساد، وقيل أن الصنف الأول هم الظلمة الذين يضربون الناس بغير حق، والثاني هن نساء كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة.
إما لأنها ثياب رقيقة أو قصيرة، اسم كسوة بلا حقيقة، مائلات عن الرشد وعن العفاف وعن الطاعة إلى الفواحش والزنا، مميلات لغيرهن، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، والبخت المائلة إبل لها سنامان، فهي، رأسها وتجعل عليه أشياء تعظمه حتى يكون كالسنم للناقة، يعني تعظم رأسها بما تجعله عليه حتى يكون كأنه رأسان مما تلبد عليه من خرق أو من أشياء أخرى، هذه علامة عليهن، وفى رواية أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” صنفان من أهل النار لم أرهما بعد رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجد ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ” رواه أحمد ومسلم.
وفي الحديث الترهيب والوعيد الشديد من فعل هاتين المعصيتين، وهما ظلم الناس وضربهم بغير حق، وتبرج المرأة وإظهارها مفاتنها وعدم التزامها بالحجاب الشرعي والخلق الإسلامي النبيل، ولا شك أن الإنسان مفطور على التستر، كما ورد في قصة آدم وزوجه حينما سارعا إلى تغطية سوآتهما، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة الأعراف ” فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة” فهذا هو الإنسان الأول المفطور على ستر العورة، وأما عن تلك الشعوب البدائية التى تعيش على الفطرة فهي على خلاف فطرة أبويها آدم وحواء عليهما السلام، ومما يدل على كذب كل من يتبع هؤلاء فى فعل تلك الشعوب البدائية أنه لا يوافقهم إلا في التعري.
ويخالفهم ويمتنع عليهم في أمورهم الحياتية الأخرى مثل الحاله الصحية والغذائية ونحو ذلك ولو كان صادقا في أن سبب تعريه هو نمط العيش الضيق الذي يملكه هؤلاء لفعل مثلهم في كل شيء، لأنهم هم الطبيعيون الذين لا يزالون على الفطرة وغيرهم شواذ، كما يزعم البعض فتلك الشعوب المتخلفة، إنما تصور حالة شاذة من البشرية المنحدرة في فطرتها وعلى ذلك، فلا يصح اعتبارها صورة للفطرة الإنسانية السوية، بل هي انتكاسة إلى الفطرة الحيوانية وتعبير عن حالة مزرية من التخلف والانحطاط في مختلف أمور الحياة، بما في ذلك أمور اللباس وغيرها، فيجب على الإنسان مراعاة المسؤولية، وأن يتقي الله تعالى ويمنع كافة من له ولاية عليهن من هذه الملابس.
فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “صنفان من أهل النار لم أرهما نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها” وهؤلاء النسوة اللاتي يستعملن الثياب القصيرة كاسيات، لأن عليهن كسوة لكنهن عاريات لظهور عورتهن لأن المرأة بالنسبة للنظر كلها عورة، وجهها ويداها ورجلاها، وجميع أجزاء جسمها لغير المحارم وكذلك الألبسة الضيقة، وإن كانت كسوة في الظاهر لكنها عري في الواقع، فإن إبانة مقاطع الجسم بالألبسة الضيقة هو تعري، فعلى المرأة أن تتقي ربها ولا تبين مفاتنها، وعليها أن لا تخرج إلى السوق وإلا وهي لابسة ما لا يلفت النظر، ولا تكون متطيبة لئلا تجر الناس إلى نفسها فيخشى أن تكون زانية.