المختار بن أبى عبيد الثقفى “جزء 1”

الدكرورى يكتب عن المختار بن أبى عبيد الثقفى “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

المختار بن أبى عبيد الثقفى “جزء 1″

المختار بن أبي عبيد الثقفى وهو قائد عسكري طالب بدم الإمام الحسين بن علي بن أبى طالب، وقتل جمعا من قتلته، ممن كان بالكوفة وغيرها أمثال عمر بن سعد، وعبيد الله بن زياد، وحرملة بن كاهل، وشمر بن ذي الجوشن، وغيرهم، وقد سيطر على الحكم بالكوفة ورفع شعار، يا لثأرات الحسين، وكان يخطط لبناء دولة علوية في العراق، وقد قُتل في الكوفة عام سبعه وستين للهجرة على يد جيش مصعب بن الزبير، وقد قتله أخوان من بني حنيفة أحدهما طرفة والآخر طراف ابنا عبد الله بن دجاجة، وقد دفن في الكوفة قرب مسجدها وكان لثورة المختار دور كبير في نشر التشيّع وتوسيع رقعته، ويعتقد المسلمون السنة أنه الكاذب الذي قصده النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في حديثه الشريف الذي قال فيه.

” إن في ثقيف كذابا ومُبيرا ” إلا أن بعض رواة الحديث من الشيعة ذهبوا إلى أن الكذاب المقصود بالحديث هو الحجاج الثقفي وليس المختار الثقفي، وهكذا فإن المقصود بهذا الحديث مختلف عليه بين طوائف المسلمين، وقد ولد المختار الثقفى عام واحد من الهجرة ويعتبر واحد من فرسان العرب وهو احد الموالين لأهل البيت صلوات الله تعالى عليهم، وقد عرف بالشجاعة والشهامة وهو من جربته الحروب، وقد قيل أنه كان المختار الثقفى من حفظة القرآن الكريم وكثير العبادة والصلاة رحيما باليتامى يغضب لربه لا يغضب لنفسه، وقد أجار مسلم بن عقيل رضى الله عنه، ونصره ووقف الى جنبه ثم اودع السجن بأمر من عبيد الله بن زياد وبعد قتل الحسين رضى الله عنه، اطلق سراحه.

فسعى الى قيام الثورة ضد الحكم الاموي وكان شعاره، يا لثارات الحسين، وكانت الثورة موفقة حيث انتصر المختار واخذ يتتبع من خرج لحرب الحسين فقتل منهم ثمانية عشر الف، وكان يقول ليس من ديننا ان نأكل ونشرب وقتلة الحسين أحياء ويقول والله لو قتلت ثلاثة ارباع قريش فأنها لاتساوي أنملة من انامل الحسين رضى الله عنه، وهكذا كان المختار يلتهب ولاءا لاهل البيت رضى الله عنهم، ويتفاعل حبا للحسين مع اعماله وسيرته حتى اخذ الثأر للحسين رضى الله عنه، وقد قيل أنه ترحم عليه ثلاثة من الائمة رضى الله عنهم، وهم الامام زين العابدين رضى الله عنه، اذ قال ” الحمد لله الذي أدرك ثأري من أعدائي وجزى الله المختار خيرا” وأيضا الامام الباقر رضى الله عنه، اذ قال لأبن المختار أبو محمد الحكم.

” رحم الله أباك ماترك لنا حقا عند احد إلا طلبه ” وأيضا الامام الصادق رضى الله عنه، عندما رأى اسحاق بن المختار في البيت الحرام فقال له ” رحم الله اباك رحم الله اباك رحم الله اباك ” ثلاث مرات، وكان بعد ان استشهد المختار وقتله مصعب بن الزبير فأنه قد دفن الجسد الطاهر في سور القصر، وهو قصر الامارة، وكان بالقرب من المسجد وبقي القبر مغمور الى ان جاء العالم السيد مهدي بحر العلوم رحمه الله بتنقيب المسجد ومعرفة أثاره ومحاربيه وقد ترجح عند السيد رحمه الله ان يدفن مسجد الكوفة بالتراب حيث كانت ارض المسجد القديمة منخفضة، وقد اصبحت ارض المسجد تطفوا على سطحها المياه الجوفية وذلك بسبب مجرى نهر الفرات فقام السيد رحمه الله بدفن المحاريب بالتراب الجديد الطاهر.

حفاظا على قدسية المسجد من التلوث الطارئ وبنى على اسس تلك المحاريب، المحاريب الجدد كما هي عليه الان، ففي ذلك الوقت من التنقيب والاستدلال على آثار المسجد من قبل السيد وجماعة العلماء عثر السيد بحر العلوم رحمه الله على القبر الشريف الذي كان معفى سابقا، فعندئذ ظهر قبر المختار في آخر الدهليز النافذ إليه تحت الارض الى خارج المسجد المؤدي الى قصر الامارة ووجدوا عليه دكة مكتوب عليها اسمه ولقبه، ثم تصدى الوجيه محسن الحاج عبود شلاش فأنشأ له حرما جديدا واسعا والحقه برواق مسلم بن عقيل رضى الله عنه جنوبا وجعل لقبره شباكا حديديا وسد باب الدهليز القديم من حجرة الزاوية في مسجد الكوفة، وأما عن المختار الثقفى فقد كان أبوه هو أبو عبيد بن مسعود الثقفي.