الدكرورى يكتب عن المختار بن أبى عبيد الثقفى “جزء 10”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
المختار بن أبى عبيد الثقفى “جزء 10”
ونكمل الجزء العاشر مع المختار بن أبى عبيد الثقفى، وبعد ذلك، سار جيش مصعب بن الزبير إلى الكوفة لقتال المختار، فحوصر المختار في قصره لأربعة أشهر، ثم أراد من أصحابه أن يخرجوا للقتال معه خارج أسوار القصر، فرفضوا، ولم يعد أمام المختار من خيار سوى الخروج من القصر لمقاتلة محاصريه، فاغتسل وتحنط ثم وضع الطيب على رأسه ولحيته وخرج في تسعة عشر رجلا للقتال، وكان منهم السائب بن مالك الأشعري، فقاتل حتى قتل، وقد قتله أخوان يدعى أحدهما طرفة والآخر طرافا ابنا عبد الله بن دجاجة من بني حنيفة، ثم قطعت كفه، وسمرت بمسمار إلى جانب المسجد، وقطع رأسه.
وقد كان مقتله في الرابع عشر من رمضان سنة سبع وستين من الهجره، وله من العمر سبع وستون سنة، وقد دُفن المختار بعد مقتله في داره وكان قبره مخفي وتختلف الروايات عن شخصية من اكتشف موضعه حيث يروي البعض بان من اكتشفه كان آية الله العظمى السيد محمد مهدي بحر العلوم، فقد وجد صخرة مكتوب عليها بالخط الكوفي هذا قبر المختار بن أبي عبيد الثقفي الآخذ بثارات الحسين، وفيما يروي آخرين ان الشيخ عبد الحسين الطهراني عندما رمم قبور آل البيت في العراق، فحص عن مرقد المختار في أنحاء الكوفة واشار إليه السيد رضا محمد بحر العلوم بانه في الزاوية الشرقية بجنب الحائط القبلي.
من مسجد الكوفة فامر الطهراني بحفر الموضع فظهرت صخرة منقوش عليها هذا قبر المختار بن أبي عبيدة الثقفي وتم اجراء تعميرات على موضع القبر، وقد قيل لابن عمر رضى الله عنهما، إن المختار يزعم أن الوحي يأتيه فقال “صدق ، قال الله تعالى فسبحانه وتعالى يقول ” وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم” وروى ابن أبي حاتم، عن عكرمة قال قدمت على المختار فأكرمني وأنزلني حتى كان يتعاهد مبيتي بالليل، قال، فقال لي اخرج فحدث الناس، قال، فخرجت فجاء رجل فقال ما تقول في الوحي ؟ فقلت، الوحي وحيان، قال الله تعالى ” بما أوحينا إليك هذا القرآن ” وقال تعالى ” وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا”
قال، فهموا بي أن يأخذوني، فقلت ما لكم وذاك، إني مفتيكم وضيفكم، فتركوني، وإنما أراد عكرمة أن يعرض بالمختار وكذبه في ادعائه أن الوحي ينزل عليه، وروى الطبراني، من طريق أنيسة بنت زيد بن أرقم، أن أباها دخل على المختار بن أبي عبيد فقال له يا أبا عامر لو سبقت رأيت جبريل وميكائيل، فقال له زيد، حقرت وتعست، أنت أهون على الله من ذلك، كذاب مفتر على الله ورسوله، وقال الإمام أحمد، أن الحجاج بن يوسف دخل على أسماء بنت أبي بكر الصديق، بعدما قتل ابنها عبد الله بن الزبير، فقال لها، إن ابنك ألحد في هذا البيت، وإن الله أذاقه من عذاب أليم، وفعل به وفعل.
فقالت له كذبت، كان برا بالوالدين، صواما قواما، والله لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه سيخرج من ثقيف كذابان الآخر منهما شر من الأول وهو مبير، هكذا رواه احمد، وقد ذكر العلماء أن الكذاب هو المختار بن أبي عبيد، وكان يظهر التشيع ويبطن الكهانة، ويسر إلى أخصائه أنه يوحى إليه، ولكن ما أدري هل كان يدعي النبوة أم لا ؟ وكان قد وضع له كرسي يعظم، ويحف بالرجال ويستر بالحرير، ويحمل على البغال، وكان يضاهي به تابوت بني إسرائيل المذكور في القرآن، ولا شك أنه كان ضالا مضلا، أراح الله المسلمين منه بعدما انتقم به من قوم آخرين من الظالمين.