بـ إحدى شوارع مدينة القاهره
بقلم / محموددرويش
بـ إحدى شوارع مدينة القاهره
، العـاشرة مـساءًا توقّف التاكسي ليُعلن هـبوط شـاب فارع الطول مُكتنز البدَن كَـث اللحيّة رثّ الثياب ، شعرٌ مُموّج وبنـطال يكشف ساقيه، مـاذا بينك وبينَ الجاذبيّة لتُظهر لنا هذا الهوت شوكليت !
ونزلت منَ الجَـانب الآخَر فـتاة قمحيّة ملبنيّة حادة التموجـات جـادة المُنحنيات ، تتوشّح بالأحمر الفـتّان الذي ينضَح بثمرتينِ ناعمتينِ مُستديرتينِ على أعلى وأعتى درجات التكـُّور ، ثمرتا الخلود في تحدٍ صـارخ لبرودة الطَـقس .
نزلا معًا، أشـعلَ لنفسه سيجارًا ولهـا أُخرى، لمحت بنطاله ساقطًا مُتهاويًا ، الرُبع الأوّل من مؤخـرته واضحًا جليًا، ومن فَرط انـسدال الـترهُلات لا يـكاد يشعر بمَـحض تهوئة تقتحمه .
أومـأت له أنا وصـديقي، أشرنا له بأيدينا أن انتبه لمؤخرتك هذه .
ابتسمَ من قـلبه ومليء فـَمه، إما جـاهل أو عضو إتحاد المؤخرات القومي .
نظرت لنا الأُنثى النووية المُستفضية، عيناها غـاية الجـرأة، ضحكت كلبؤةٍ تتلذّذ بنظرات الأسود ، فلا تُدركها الغزليات ولا تُـجدي معها الجدليّات .
فهِمَت إشـاراتنا عكس ديك البراري الذي استهواه الغياب عن لُبّ الحـدث .
حـيّتنا بـابتسامة مـاكرة ، ورددناها بأُخـرى أقل مـكرًا وهمسَت لرفيقها : بوجي، غطـي ( المصلحه 😅) يا حـبيبي .
كمَن هبطَت عليه صاعقة، رفعَ بنطاله وحجبَ النور عن مُبتدأ مؤخرته.
عــاودَت الابتسام وعاودَ الخـزي، ونظرَت كأنما تُقدّم لنا درسًا في فقه توصيل الـرسائل ، لا أعلـم كيف لهذا الجُثمان أن يُدعـى بوجي وكيفَ لكاسحة الألغام هذه أن تلفت نظر محبوبها بهذه النعومة والجرأة، هنيئًا لبوجي ولمؤخرته !