عبدالحى عطوان يكتب : فخامة الرئيس.. وماذا بعد ؟ 

عبدالحى عطوان يكتب : فخامة الرئيس.. وماذا بعد ؟ 

(هل من عدة قرارات حاسمة )

فخامة الرئيس.. وماذا بعد؟ هل من عدة قرارات حاسمة تصدر خلال الساعات القادمة، لتوقف موجة الغلاء التى ضربت أركان البلاد من شرقها إلى غربها فى الفترة الأخيرة، خاصة فى أسعار اللحوم والدواجن والبيض والزيت وخلافه ،والتى تتزايد بشكل قفزات سريعة وكبيرة يصعب السيطرة عليها ،وقد فاقت قرة المصريين على الإحتمال وفاقت قدرة الحكومة عن إيجاد حلول أو التبرير، و قدرة البرلمان عن المحاسبة أو الرقابة ،وأكتفا بطلبات الإحاطة الفنكوشية التى هاجوا وماجو بها أمام وزير التموين ،

ومما لاشك فيه والحقيقة التى باتت دامغه أن الأزمة كبيرة جداً وكارثية تفوق قدرة الجميع على الإحتمال ،لذلك لأبد أن تكون نقطة البداية من عند فخامتكم، لأننا تعودنا دائماً تدخلكم فى الأزمات الكبرى فى الوقت المناسب بإتخاذ عدد من القرارات والإجراءات الحاسمة، وليكن على رأسها

_إيقاف الذبح لمدة شهر كامل بجميع مجازر الجمهورية،

_ وكذلك منع ذبح الإناث نهائياً تحت أى بند أو مسمى وتطبيق القانون الرادع فى ذلك،

_بالإضافة إلى وقف ذبح البتلو فوراً

_والأهم أيضاً منع نقل المواشي من محافظة لأخرى

وهذا مافعله الرئيس الأسبق السادات عام 1990 عندما حدثت زيادة فى أسعار اللحوم ولم تكن وقتها بهذا الفجر مثل اليوم ولا بهذة بالكارثة،

أيضاً يأتى دور الحكومة فى تكليف البنك الزراعى بالقيام بواجبه تجاه الفلاحين، بأحياء مشروع تربية البتلو والحيوانات والدواجن من خلال قروض بدون فوائد أو فوائد محدوده وكذلك تسهيل الإجراءات أمام فتح الإستثمار للقطاع الخاص فى الإنتاج الحيوانى من خلال المزارع الخاصة بالإضافة إلى دعم و تسهيل الإستيراد من خلال ضخ اللحوم المستوردة لتعيد للسوق توازنه، وتقليل و كسر سلسلة وصول السلعة للمستهلك و التى تبدأ بالمستورد ثم المزارع ثم التاجر ثم الجزار وأن تكون فقط من المستورد إلى الجزار من خلال آلية تقودها المحافظة لتقليل هامش الأرباح لكل حلقه و التى تضاف الى سعر الكيلو الذى وصل اليوم إلى قائم بمبلغ ١١٥ جنيه ،

أيضاً يأتى دور الحكومة والأهم فى الوقت الحالى والذى أراه أنا أحد الحلول السحرية بوضع تسعيرة أسترشادية ولا نتغنى بأننا دولة تتبع النظام الرأسمالي الحر الذى يمنع الدستور فيها التسعير، لأن أحد آليات الإنضباط فى الدول الرأسمالية الحرة الضمير الحى، والقانون الصارم الذى لا يمكن تجاوزه ولعلنا جميعا ندفن رؤؤسنا فى الرمال إذا تغنينا أننا نملك الضمير ولا نتلاعب بالقانون فنحن شعب متدين شكلياً يجيد الوعظ والمواعظ، والتحدث بالدين حتى فى الرياضه لكن عند السلوك فالغالبية من المصريين من يحتكرون أصنافاً ليس لديهم الضمير ،ولا يخضعون لتطبيق القانون، لأنهم فوق القانون ويجيدون ثغراته والتربح منه ولا تعنيهم الدولة بقدر ما تعنيهم إمتلاء خزائنهم ولو جاءت على جثة الفقراء التى أصبح شراء كيلو لحمة بمشتملاته يمثل لهم حلماً بعيد المنال

أيضاً يأتى دور الدولة لمواجهة هذا الإنفجار والمتوقع تزايده كلما أقترب شهر رمضان الكريم متمثلاً فى توفير ودعم الأعلاف المستوردة خاصة للدواجن حتى تقلل من فرص إرتفاع أسعار اللحوم الحمراء، وهنا يطل على مخيلتى سؤال هام ؟ جيوش العاملين بالمراكز البحثية وعلى رأسهم المركز القومى للبحوث واساتذة الجامعات ماذا يفعلون ؟ أليس لديهم القدرة فى إنتاج سلالات من القمح والاعلاف ذات قدرة إنتاجية أعلى مثلما يحدث مع قمح اوكرانيا التى أكتشفنا انها ثلث سلة غذاء العالم وهى دولة صغيرة مساحياً

وأخيراً .. نحن لا ننكر دور وتأثير الأزمات العالمية على الأزمات الداخلية بل ندرك جيدا ما مررنا به من تأثير جائحة كورونا ثم الحروب وأرتفاع أسعار سلالسل الإمداد والنقل وخلافه على إرتفاع الأسعار بنفس القدر لا نستطيع ان ننكر على المواطن أستغاثته وضجره وصراخه ونطالبه برفع قدرته على التحمل من أجل وطن أمن سالم يأوينا لكن القفزات المتزايدة بشكل عشوائي كل ساعة فى الفترة الأخيرة تؤكد أن هناك شيئاً ما خطأ!! وهذا ما يؤكده عدم القدرة على المواجهة أو عدم إتخاذ الإجراءات الحاسمة والصحيحة من قبل وزارة التموين والتى كنت أتوقع بعد 158 طلب إحاطة للبرلمان أن يتغير فوراً أو تتغير سياساته ولكن الكارثة تمخط الجبل فولد فأراً فلا حدث هذا أو ذاك !! فقط أصدر الوزير الهمام قراراً ببيع الخبز للذين ليس لديهم بطاقة تموين مما يدل على أنه برلمان فاقد لكيانه وآلياته وطلبات الاحاطه هذة مصطنعة والوصف الأفضل لها فنكوشيه والدليل على ذلك أيضاً طلبات الإحاطة التى تلت ذلك خاصة أمام وزير النقل

وفى النهاية فخامة الرئيس ..نحن ندرك مدى وطنيتك وحبك للبلاد والعباد وأنك رئيس وطنى من طراز فريد جاء فى أوقات عصيبه غير محظوظه وليست مثل كل الأوقات التى تولى فيها رؤساء سابقين، حمل على أكتافه كل الأزمات والكوارث السابقه على مدار 30 عاماً بالإضافة الى الأزمات العالمية التى قللت فرص الحظ من البرنامج الطموح لجعل مصر دولة عالمية من خلال التحديث والبناء والتشيد والصحة والتعليم … لكن أفعلها الآن بعدد من القرارات الحاسمة قبل فوات الأوان نحن فى مرحلة حرب تحتاج إلى قرارات حرب تغيير الحكومة وتغيير بعض السياسات وإتخاذ بعض الإجراءات التدبيرية والإحترازية يجعلنا نخرج من عنق الزجاجه سالمين ،