عاجل تركيا: إنقاذ مُسن بعد 75 ساعة تحت الأنقاض في أنطاكية وسيدة بديار بكر
«حتى اللحظة، لا أشعر أننى خرجت. وكأننى ما زلت تحت الركام».. بهذه الكلمات وصفت السورية دعاء حالتها بعد إنقاذها من تحت أنقاض منزلها المدمر والتى حرمتها من زوجها وأطفالها. دعاء وغيرها من الناجين لم يكن أمامهم إلا مخيمات النازحين فى شمال سوريا والتى باتت ورغم قسوة ظروف الحياة بها ملاذا آمنا ونعمة تستحق الشكر أنها لم تتهدم جراء الزلزال.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد سكان مخيم دير البلوط قوله: «كان الزلزال مرعبا لكن السكان شكروا ربهم على خيمهم بعدما شاهدوا ما حدث حولهم». وتظل الأوضاع أكثر قسوة فى سوريا التى مزقتها الحرب، فمعظم الضحايا هم أساسا من النازحين الذين كانوا قد تركوا منازلهم ولجأوا لمنازل غير مجهزة انهارت فى النهاية فوق رؤوسهم.
ورغم نجاتهم من الكارثة إلا أن الحياة لا تعود كما كانت بعد الخروج من تحت الأنقاض فالصدمة والشعور بالذنب وآلام الفقد قد ترافق الناجين لفترات طويلة وتطلب فى كثير من الأحيان اللجوء لمختصين نفسيين.
وفى مدينة حلب التى تعد من بين الأكثر تضررا جراء الزلزال تواجه العيادات النفسية ضغطا شديدا جدا وفق موقع سكاى نيوز عربية الذى أوضح أن الكثيرين خاصة من الأطفال والفتيات يعانون من نوبات هلع وبكاء وهيستريا وغيرها من الأعراض النفسية والنفس جسدية.
وبعد أكثر من 75 ساعة تحت الأنقاض تمكنت الفرق التركية من إنقاذ رجل مسن فى أنطاكية وسيدة فى ديار بكر فضلا عن 6 مواطنين فى غازى عنتاب فيما انتهت عمليات البحث فى ولايتى كلس وشانلى أورفة.
وعلى مدار الأيام الأربعة الماضية انتشرت العديد من الصور ومقاطع الفيديو المؤثرة لبعض الأطفال الذين تم إنقاذهم فى تركيا وسوريا.
رغم البرد القارس تتمسك فرق الإنقاذ فى تركيا وسوريا ببصيص من أمل للعثور على ناجين فواصلت الفرق عملها لليوم الرابع على التوالى إلا أن الوقت بدأ ينفد بالنسبة للمحاصرين تحت الأنقاض والذين تتحكم عدة عوامل فى فرص بقائهم على قيد الحياة من بينها وضعية الشخص عند وقوع الانهيار.
ومدى توافر الماء والهواء والظروف الجوية ومستوى اللياقة البدنية والذهنية ودرجة الإصابة. وتواصل فرق الإنقاذ عملها بلا توقف طالما هناك دليل على وجود حياة تحت الأنقاض وعادة ما تلغى الأمم المتحدة جهود البحث فى مثل هذه الكوارث بعد 5 أو 7 أيام على وقوع الكارثة ويتخذ هذا القرار بعد تعذر إخراج أى أحياء لمدة يوم أو يومين.