اعترِفُ أنِى قد وُلِدتُ على يديه فِى بدء
للشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى- الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف
وسعيتُ وحدِى نحو بابُه أطرُقُه، والقلبُ يخفُق فِى كُلِ حِينٍ لِلِقائُه، واليومُ أُولد مِن جدِيد فِى ميلادِى لِوُجُودِهِ… والعُمرُ يمضِى بِغيرِ حسبٍ يُختصر، يعثُر علىّ بين أضواءِ الشِمُوع بِكُلِ همسٍ دائِرة
أمكُث طويلاً فِى إنتِظارُه بين رفاتِ الكُتب، أمسُك قصِيدة بِلا إنتِهاء، يختلِجُ صدرِى بِكُلِ نشوة تُختمر… يرتاحُ قلبِى مع حبيبٍ لا أرى أحداً سِواه، يبتهِجُ جسدِى لِمُبتغاه، ترانِى أُنثى عاشِقة
وطفقتُ أكتُب ثُمّ أكتُب بِغيرِ رهقٍ أو كلم، ونسيتُ بعضاً مِن كلامٍ يُختزل، وربطتُ شعرِى إلى الوراء كمِثلِ طِفلة تُبتهج… ورشفتُ قهوة فِى وله، ونظرتُ نحوُه راحِلة، أبعُد قليلاً ثُمّ أقرُب، يجِدُنِى دوماً هائِمة
أأعشقُه؟ دار السُؤال فعلِمتُ أنِى غارِقة، ونهلتُ مِنه بِغيرِ شبعٍ يُجتزأ، وغرقتُ وحدِى فِى السِطُور بِغيرِ بدءٍ يُنتهى… ووجدتُ حالِى كمِثلِ أُنثى تعشقُ، ومضِيتُ وحدِى فِى خجل، وبنيتُ بيتاً لا يُناظِرُه شبه
لو دار عُمرِى إلى الوراءِ لبقيتُ صوبُه راجِفة، لو زادَ رقمِى مِن بعد عام لأخترتُ أبقى جِوارُه، لو بعُد عنِى لمشيتُ خلفُه راجِية… تلمحُه عينِى فإخترتُ حُضنُه لِإنتحِر، لا أمل لِى سِوى الذِهاب لِبابِ بيتُه مُستسلِمة
يُنادِى قلبِى فِى كُلِ وقت يُعتصر، ما حلّ بِى بِغيرِ فِهمٍ أو نبس، فكُلُ عُذرٍ لِقُربِى مِنه يُختلق، ورقصتُ وحدِى فِى الخلاء بِكُلِ شوقٍ ووله… ترانِى أُنثى تُلقِى عصاها بِكُلِ شوقٍ يُفتعل، أرقُص صبِية تزدادُ وهجاً لامِعة
أعترِفُ أنِى قد وُلِدتُ على يديه فِى بدء، وكبُرتُ معه سِنينَ عُمرِى بِغيرِ كِبرٍ يُنمحى، قد فاض دمعِى فِى إبتِعادُه بِغيرِ سببٍ يُغتفر… ألهث ورائُه فِى عِناد، ألهُو أمامُه فِى شتات، ويجُوبُ بصرِى فِى المكانِ مُبعثرة
أُدنيه مِنِى فِى دلال ثُمّ أضحك فِى إرتباك، لعلُه يفهم مِن سُكات، ورفعتُ رأسِى فِى ثبات، أرجُوه مُهلة فِى البقاء… وطلبتُ يمكُث أيام عِدة فِى إعتِناء، أعددتُ نفسِى لِلقاء، يقتاتُ قلبِى الهمهمة
تُغوينِى عينُه فِى إرتِجاف، تكوينِى نظرة حائِرة، تُرعِدُنِى لفتة مارِقة، تُرعِشُنِى لمسة واحدة… أُعطِيُه أمراً ثُمّ أنسى باكِية، فتركتُ نفسِى ناسِية، أجلِس أمامُه مُتفجِرة، كمِثلِ طِفلة مُحررة
ينظُر تِجاهِى بِغيرِ كِبر، يرمِقُنِى نظرة فاحِصة، يرتجِفُ جسدِى فِى إفتِتان، أقرُبُه مِنِى هامِسة، يُطفِئ شِمُوعِى دافِئة… يدُورُ حولِى فِى المساء، يسأل سُؤال بِلا جواب، يُنسينِى نفسِى مشتتة، يعبُرنِى بِلا همهمة
يُولِدُنِى أُنثى فِى أعماقِى، يتذّكرُ كُلَ أعيادِى، واليومُ فِى عيد ميلادِى، يقترِبُ كثيراً مِن بابِى، يُبقينِى نِجمة فِى سمائُه… يُغمِرُنِى بِحُبُه ولمساتُه، تُفتِنُنِى صوتَ ضِحكاتُه، تُدهِشُنِى كُلّ أفعالُه، يُسلِبُنِى عقلِى واقِفة