الدكرورى يكتب عن نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 4″
ونكمل الجزء الرابع مع نبى الله إلياس عليه السلام، وانتهى بذلك عهد النبي إلياس عليه السلام، وقد وعاش نبى الله الياس عليه السلام في القرن التاسع قبل الميلاد، حيث أرسله الله إلى أهل بعلبك غربي دمشق حيث كان يحكمهم الملك آخاب بن عمري وزوجته إيزابيل والذي عرف عنهم الكفر والضلال وعبادة الأصنام والاوثان وقد بعث الله نبيه إلياس بعد وفاة النبي حزقيل عليه السلام، حيث أرسله الله لبني إسرائيل في بعلبك الذي كان يحكمهم آخاب بن عمري وزوجته الكافرة التي استغلت ضعف شخصية الملك وادخلت الوثانية الي بني اسرائيل، حيث جلبت معها إلهين هما بعل وعشتروت لكي يعبدوهم وربعمائة وخمسون كهانا يأكلون ويشربون معها علي نفس المائدة ويقيمون شعائر عبادة الأوثان.
وكان ذلك خلافا لدعوة نبى الله موسى لبني إسرائيل ولم تكتفي إيزابيل بما فعلت بل اخدت تضطهد الكهنة وتقتلهم، وحثت زوجها على عبادة الأصنام وكانوا يعيشون في بذخ وترف فأرسل الله إليهم نبيه إلياس يدعوهم إلى عبادة الله وتركهم عبادة الاله بعل الذي لا ينفعهم ولا يضرهم، وقد ظل نبي الله إلياس يدعوهم ولكن لم يؤمن به أحد حتى دعا الله عليهم بأن يحبس الله عنهم المطر، فاستجاب الله لنبيه وحبس عنهم المطر، فمات الزرع والاشجار وجفت الأرض وماتت الانعام والدواب واستمر انقطاع المطر عنهم ثلاث سنوات، وقد جاهد الناس جهدا شديدا وعندما تعبوا اتجهوا إلى نبى الله إلياس وطلبوا منه أن يدعو ربه بأن ينزل عليهم المطر وسوف يؤمنوا به فدعاء إلياس الله تعالى بأن ينزل عليهم المطر، فنزل المطر وأخلف بني إسرائيل وعودهم واستمروا بكفرهم وعنادهم.
وعبادتهم للأصنام وقد نشأ على يد نبى الله إلياس فتى يسمى اليسع بن أخطوب فقد علمه النبي إلياس من علمه لكي يكمل هو مسيرته، وعندما كبر إلياس ويأس من إيمان قومه بالله، دعي الله بأن يقبض روحه فامره الله ان يذهب الى كهف في صيدا جنوب لبنان، وظل هناك نبى الله إلياس سنوات، الي ان امره الله بان يركب اي شي يجيئه ولا يخاف، حتى فجاءته فرس من نار فركبها والبسه الله النور وكساه الريش، فكان يطير مع الملائكة ملكا إنسيا، سماويا أرضيا ثم قبض الله روحه، وهذه كانت الرواية الإسلامية أما عند المسيحيين فالياس هو الحي، حيث طاردته جيوش الملكة إيزابيل حتي وصل الي قرية معروفة، وحدثت له المعجزة بأن انشق الجبل وصعد هو فوقه وبقي فوق الجبل.
مدة من الزمان إلى ان صعد الى السماء على حصان يجر عجلة من نار، ولنا هنا سؤال وهو هل سيدنا الخضر وإلياس عليهما السلام مازالو أحياء حتى قيام الساعة ؟ والإجابه أنه قد اختلف الناس في أمر الخضر عليه السلام اختلافا متباينا فقد اختلفوا في اسمه ونسبه ونبوته وحياته إلى الآن على أقوال فذهب جماعة من العلماء إلى أنه حي وممن قال بذلك الإمام القرطبي والإمام النووي وابن الصلاح، والإمام العراقي في طرح التثريب وغيرهم، وذهب آخرون إلى موته، وممن قال بذلك البخاري، واختاره أبو بكر ابن العربي، والإمام ابن الجوزي في كتابه “عجالة المنتظر في شرح حال الخضر” وابن كثير في تفسيره وفي كتابه البداية والنهاية، والشنقيطي في أضواء البيان وغيرهم.
وقد استدل القائلون بحياة الخضر عليه السلام بأحاديث وآثار عن الصحابة والتابعين لم يصح منها شيء، وقال ابن كثير في البداية، وقد تصدى الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله، في كتابه “عجالة المنتظر في شرح حالة الخضر” للأحاديث الواردة في ذلك من المرفوعات فبين أنها موضوعة، ومن الآثار عن الصحابة والتابعين فمن بعدهم فبين ضعف أسانيدها ببيان أحوال وجهالة رجالها، وقد أجاد في ذلك وأحسن الانتقاد، وقال ابن كثير في تفسيره، وذكروا في ذلك أي القائلون بحياته، حكايات وآثارا عن السلف وغيرهم، وجاء ذكره في بعض الأحاديث ولا يصح شيء من ذلك، وأشهرها حديث التعزية وإسناده ضعيف، ورجح آخرون من المحدثين وغيرهم خلاف ذلك واحتجوا بقوله تعالى ” وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون “