نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 7″

الدكرورى يكتب عن نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبى الله إلياس عليه السلام ” جزء 7″

ونكمل الجزء السابع مع نبى الله إلياس عليه السلام، وأن إلياس هو إدريس وإدريس هو إلياس، فيقول ابن كثير الدمشقي في قصص الأنبياء أن إلياس، قال البخاري ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس واستأنسوا، في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس بن مالك في الإسراء أنه لما مر به عليه السلام أي بإدريس قاله له مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ولم يقل، كما قال آدم وإبراهيم مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قالوا فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له إلياس، وهذا ما ذهب إليه الضحاك بن مزاحم وحكاه قتادة بن دعامة ومحمد بن إسحاق، وقد رجح ابن كثير الدمشقي أنهما مختلفان وأن إلياس ليس هو إدريس، فقال والصحيح أنه غيره كما تقدم، وقد جاء في تاريخ الطبري عن ابن إسحاق.

ما ملخصه إن إلياس لما دعا بني إسرائيل إلى نبذ عبادة الأصنام، والاستمساك بعبادة الله وحده رفضوه ولم يستجيبوا له، فدعا ربه فقال ” اللهم إن بني إسرائيل قد أبوا إلا الكفر بك والعبادة لغيرك، فغيّر ما بهم من نعمتك” فأوحى الله إليه أنا جعلنا أمر أرزاقهم بيدك فأنت الذي تأمر في ذلك، فقال إلياس “اللهم فأمسك عليهم المطر” فحُبس عنهم ثلاث سنين، حتى هلكت الماشية والشجر، وجهد الناس جهدا كثيرا، ولمَّا دعا عليهم اختفى عن أعينهم وكان يأتيه رزقه حيث كان فكان بنو إسرائيل كلما وجدوا ربح الخبز في دار قالوا هنا إلياس فيطلبونه، وينال أهل المنزل منهم شر وقد أوي ذات مرة إلى بيت امرأة من بني إسرائيل لها ابن يُقال له اليسع بن خطوب به ضر فآوته وأخفت أمره، فدعا ربه لابنها فعافاه من الضر الذي كان به.

واتبع إلياس وآمن به وصدقه ولزمه فكان يذهب معه حيثما ذهب وكان إلياس قد أسن وكبر، وكان اليسع غلاما شابا ثم إن إلياس قال لبني إسرائيل إذا تركتم عبادة الأصنام دعوت الله أن يُفرج عنكم فأخرجوا أصنامهم ومحدثاتهم فدعا الله لهم ففرج عنهم وأغاثهم، فحييت بلادهم ولكنهم لم يرجعوا عما كانوا عليه ولم يستقيموا فلما رأى إلياس منهم دعا ربه أن يقبضه إليه فقبضه ورفعه، ويذكر بعض المؤرخين أنه عقب انتهاء مُلك نبى الله سليمان بن داود عليه السلام وذلك في سنة تسعمائة وثلاثه وثلاثون قبل الميلاد انقسمت مملكة بني إسرائيل إلى قسمين، القسم الأول يخضع لمُلك من سلالة النبى سليمان عليه السلام وهو أول ملوكهم رحبعام بن سليمان، والقسم الثاني كان يخضع لأحد أسباط أفرايم بن جوزيف واسم ملكهم جربعام.

وقد تشتت دولة بني إسرائيل بعد سليمان عليه السلام بسبب اختلاف ملوكهم وعظمائهم على السلطة، وبسبب الكفر والضلال الذي انتشر بين صفوفهم وقد سمح أحد ملوكهم وهو أخاب لزوجته بنشر عبادة قومها في بني إسرائيل، وكان قومها عبادا للأوثان فشاعت العبادة الوثنية، وعبدوا الصنم الذي ذكره القرآن الكريم وأسمه “بعلا” فأرسل إليهم نبيه إلياس عليه السلام، والنبى إلياس المذكور في القرآن الكريم، واحد من الشخصيات التاريخية المختلف عليها، فسمة تشابهات بينها وبين شخصيات أخرى، وسمة قصص وأساطير نسجت حول سيرة الرجل، الذى كرمه القرآن بذكره، لكن تبقى سيرته غامضة تماما عند الكثيرين، وإن هناك بعض الباحثون يعتقدون بأن شخصية النبى إلياس عليه السلام.

تتشابه إلى حد كبيرمع شخصية النبى الخضر عليه السلام الذى ذكرت قصته مع النبى موسى عليه السلام في القرآن الكريم، وذلك يهودا اللاوى اعتقدوا أن النبى إيليا أو إلياهو هو “الخضر” باللغة العربية، وهو الاسم الشائع بدلا من الاسم المعرّب إلياس وإلياهو، من وجهة نظر يهودا اللاوى، وفي العراق يحظى الخضر اهتمام لافت أيضا، وهو يُعرف هناك باسم “خضر إلياس”، في تعبير عن ارتباط محتمل بالقصة الواردة في اليهودية “التلمود” وهناك مقام شهير للخضر يقع على ضفاف نهر دجلة في جانب الكرخ، ويخصص العراقيون يوما للاحتفال به هو أول يوم خميس من شهر فبراير من كل عام، ويُعرف بعيد خضر إلياس، حيث توقد فيه الشموع وترمى مع غروب الشمس في مياه نهر دجلة طلبا لتحقيق الأماني.