الدكرورى يكتب عن السيدة رملة بنت أبى سفيان “جزء 1”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
السيدة رملة بنت أبى سفيان “جزء 1”
مع أم من أمهات المؤمنين، وزوجه كريمه شريفه عفيفه، من زوجات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وإن لزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، فضل عظيم، ومن فضائلهن هو الحديث عنهن وذكرهن في القرآن الكريم، في مواضع عديدة بوصف الزوجية، فقال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم “يا أيها النبى قل لأزواجك” وأيضا اختيارهن رضي الله عنهن جميعا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم والدار الآخرة، وكذلك الاعتناء بنصحهن ومخاطبتهن بأحسن الألقاب، ومضاعفة الأجر لهن، فقال الله سبحانه وتعالى، مخاطبا لهن فى كتابه العزيز “نؤتها أجرها مرتين” وأيضا بشارتهن بدخولهن الجنة، وفي هذا خصوصية لهن عن بقية النساء والرجال، ولأنهن كن قانتات لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
ويعملن الصالحات، وتفضيلهن على النساء بشكل عام، وقد وعد الله سبحانه وتعالى لهن بقبول عملهن، وأيضا اصطفاء الله سبحانه وتعالى لهن، فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز “واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله، والحكمه إن الله كان لطيفا خبيرا” وسوف نتكلم فى هذا المقال عن إحدى أمهات المؤمنين ألا وهى السيده رمله بنت أبى سفيان رضى الله عنها وهى أم المؤمنين أم حبيبه، وكانت رضي الله عنها ممن أسلم مبكرا من الثلة المؤمنة، وقد تزوجت عبيد الله بن جحش الأسدي وعاشا معا في مكة، فلقيا من العذاب والمشقة ما لقيه المسلمون في بداية الدعوة المكية، ولم يكن لهم بد من الخروج من مكة المكرمة وهجرة الوطن، فقد هاجرت أم حبيبة رضي الله عنها برفقة زوجها إلى الحبشة في الهجرة الثانية.
ورُزقت هناك بابنة اسمها حبيبة، وقد تكنت بها رضي الله عنها، ثم حدث ما لم يكن في الحسبان فقد تنصّر زوجها عبيد الله وهما في أرض الحبشة ومات على الكفر، وثبتت هي رضى الله عنهاعلى الإسلام، وأم المؤمنين أم حبيبة، هى السيده رملة بنت أبي سفيان الأموية القرشية الكنانية، وهى صحابية من المهاجرين والسابقين الأولين وهى زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من إخوانها هو الصحابي يزيد بن أبي سفيان، والصحابي والخليفة معاوية بن أبي سفيان، وأم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموية وكانت أمها هى السيده صفية بنت أبي العاص بن أمية، وهى عمة الصحابى وثالث الخلفاء الراشدين ذو النورين عثمان بن عفان، وقد هاجرت السيده أم حبيبة.
مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فولدت له حبيبة، وفي الحبشة رأت السيدة أم حبيبة رؤيا، ثم أصبحت واقعا جديدا لها، فتروي رضي الله عنها وتقول ” رأيت في النوم كأن عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهه، ففزعت فقلت تغيّرت والله حاله ” فإذا هو يقول حين أصبح يا أم حبيبة، إني نظرت في الدين فلم أَرى دينا خيرا من النصرانية، وكنت قد دنت بها ثم دخلت في دين محمد صلى الله عليه وسلم، ثم رجعت في النصرانية، فقلت، والله ما خير لك، وأخبرته بالرؤيا التي رأيتها، فلم يحفل بها، وأكبّ على الخمر حتى مات، وكانت السيده رمله بنت أبى سفيان سيده قرشيه، وقريش هى قبيلة كنانية خندفية مضرية عدنانية ينتمي إليها النبى صلى الله عليه وسلم.
وتنتسب قبيلة قريش إلى النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وتنتسب قبيلة قريش كما هو مجمع عليه وباتفاق النسابين إلى نبي الله إسماعيل بن النبي إبراهيم عليهما السلام، وقد جاء في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ” وقد قال ابن القيم في زاد المعاد في ما بعد عدنان من النسب ” إلى ها هنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين ولا خلاف فيه البتة وما فوق عدنان مختلف فيه، ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل، عليه السلام ” .