السيدة رملة بنت أبى سفيان “جزء 2”

الدكرورى يكتب عن السيدة رملة بنت أبى سفيان “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

السيدة رملة بنت أبى سفيان “جزء 2”

ونكمل الجزء الثانى مع السيدة رملة بنت أبى سفيان، وأما عن أقرب القبائل نسبا لقريش هم بقية فروع قبيلة كنانة حيث أن قريشا عمارة من عمائر قبيلة كنانة وفرع منها، ثم تأتي بعدهم في القرابة لقريش قبيلة بني أسد وقبيلة عضل، ثم تأتي بعدهم قبيلة هذيل وهكذا، وروي عن ابن عباس رضى الله عنهما، أن النضر كان في سفينة فطلعت عليهم دابة من دواب البحر يقال لها قريش فخافها أهل السفينة فرماها بسهم فقتلها وقطع رأسها وحملها معه إلى مكة، وقيل لغلبة قريش وقهرهم سائر القبائل كما تقهر هذه الدابة سائر دواب البحر وتأكلها وقيل أخذا من التقريش وهو التجميع سموا بذلك لاجتماعهم بعد تفرقهم وقيل لقرشهم عن حاجة المحتاج وسد خلته وقيل من التقاريش وهو التجارة.

وكانت قريش قبل سكنها مكة المكرمة أصرافا متفرقين في ظاهر مكة ضمن قبيلة بني كنانة، وكانوا معروفين باسم بني النضر حتى جمعهم، وأسكنهم بها قصي بن كلاب، ولهذا يقال لقصي قريش الأصغر ومجمع قريش وهو قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وقد أسكن قريشا مكة بعدما أخرج منها قبيلة خزاعة، وبني بكر من قبيلة كنانة، وبني صوفة وهو الغوث بن مر أخو تميم جد قبيلة تميم، وذلك بمعونة من معه من بني النضر بن كنانة وبمعونة أخيه من أمه رزاح بن ربيعة العذري القضاعي، وبنو أمية هم إحدى فروع قبيلة قريش الكنانية ، وكانوا من أهم الأفخاذ ذات السيادة والنفوذ في مكة، وهم أول أسرة مسلمة حاكمة في تاريخ الإسلام.

فقد حكموا الدولة الأموية وعاصمتها دمشق، وأسسوا لهم دولة في الأندلس عاصمتها قرطبة، وهم بنو أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة، بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد تزوج النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، السيدة أم حبيبة في العام السابع من الهجرة النبوية المشرفة، وكان زواجه منها صلى الله عليه وسلم تكريما لها على ثباتها في دين الله تعالى، فكم من امرأة تتبع زوجها في كل حركة وسكنة في حياته، تفعل الخير بفعله، وتكف عن الشر بِكَفه، ولكن هذه المرأة المهاجرة بدينها وولدها لم يزعزعها ألم الفراق بينها وبين زوجها وعائلها.

في بلد يبعد آلاف الأميال عن بلدها، وإنما حاولت بكل ما أوتيت من قوة أن تثني زوجها عن تغيير عقيدته إلى عقيدة التوحيد، لكنه أصرّ وتولى، فصبرت وشكرت، فكافأها الله بزواجها من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وجعلها أمّا للمؤمنين، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنأى عما يحدث لأصحابه أينما كانوا، فقد كان القائد الأول للمسلمين صلى الله عليه وسلم، يتابع أحوال الجميع، وإنه مسئول يتفقد رعيته، ولم تكن أحوال المسلمين المهاجرين إلى الحبشة لتخفى عليه، فقد كان يتابعها بشكل دائم، وقد وصلت إليه صلى الله عليه وسلم أخبار السيدة الكريمة الشريفة أم حبيبة وما لاقت من مصاعب ومتاعب، وكيف صبرت وثبتت وتمسكت بالإسلام، رغم كل ما مرت به من أحوال.

فكانت مواساة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لها أن طلب الزواج منها، وتقول السيدة أم حبيبة رضي الله عنها، فأرى في النوم كأن آتيا يقول يا أم المؤمنين، ففزعت، فأوّلتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتزوجني، فقالت فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن، فإذا جارية له يقال لها أبرهة، كانت تقوم على ثيابه ودهنه، فدخلت عليّ فقالت إن الملك يقول لكى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليّ أن أزوجكه، فقالت بشرك الله بخير، قالت يقول لك الملك وكِّلى مَن يزوّجك، فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته، فكان هذا الزواج تعويضا لها عما لاقته رضي الله عنها، من عنت ومشقة، ومكافأة لها من الله سبحانه وتعالى.