السيدة رملة بنت أبى سفيان “جزء 4”

الدكرورى يكتب عن السيدة رملة بنت أبى سفيان “جزء 4”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

السيدة رملة بنت أبى سفيان “جزء 4″

ونكمل الجزء الرابع مع السيدة رملة بنت أبى سفيان، وقد أثنى عليه الصحابة الكرام فقال فيه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، ما رأيت أحدا بعد عثمان بن عفان، أقضى بحق من صاحب هذا الباب، وكان عندما قَرُب أجل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، خطب بالناس، موصيا أمته، وأهل بيته، وكان رضي الله عنه في احتضاره يضع خده على الأرض، ثم يقلب وجهه ويضع الخد الآخر، وهو يبكي ويقول ” اللهم إنك قلت في كتابك العزيز “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء” اللهم فاجعلني فيمن تشاء أن تغفر له، ثم يقول، هو الموت لا منجي من الموت، وإن الذي نحاذر بعد الموت أدهى وأقطع”

وقال رضي الله عنه ” اللهم أَقِل العثرة، وأعف عن الزلة، وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك، فإنك واسع المغفرة، ليس لذي خطيئة مهرب إلا إليك، ثم أغمي عليه، ولما أفاق قال لأهله ” اتقوا الله فإن الله تعالى يقي من اتقاه، ولا يقي من لا يتقي، ثم مات رضي الله عنه، وكان ذلك في دمشق، في شهر رجب سنه ستين من الهجره، وأما عن السيده رمله بنت أبى سفيان فقد كان أخوها أيضا هو يزيد بن أبي سفيان الأموي القرشي، وهو أبو خالد، وكان صحابي جليل من فضلاء الصحابة وقد استعمله النبي صلى الله عليه وسلم، على صدقات بني فراس من قبيلة كنانة وكانوا أخواله، وهو أحد القادة الذين ارسلهم الخليفة أبو بكر الصديق لفتح بلاد الشام.

ويقال له يزيد الخير، وقد كان يزيد من العقلاء الألباء والشجعان المذكورين، وشهد حنين فقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم، أعطاه من غنائم حنين مائة من الإبل وأربعين أوقية فضة وهو أحد الأمراء الأربعة الذين ندبهم أبو بكر الصديق لغزو الروم، وعقد له أبو بكر ومشى معه تحت ركابه يسايره ويودعه ويوصيه وما ذاك إلا لشرفه وكمال دينه ولما فتحت دمشق أمّره عمر عليها، وقال إبراهيم بن سعد، كان يزيد بن أبي سفيان على ربع، وأبو عبيدة على ربع، وعمرو بن العاص على ربع، وشرحبيل بن حسنة على ربع، يعني يوم اليرموك، ولم يكن يومئذ عليهم أمير، وأمَّره أبو بكر الصديق لما قفل من الحج سنة اثنتي عشرة أحد أمراء الأجناد، وأمَّره عمر بن الخطاب، على فلسطين.

ثم على دمشق لما مات معاذ بن جبل، وكان استخلفه فأقره عمر، ومات هذه السنة في الطاعون أبو عبيدة بن الجراح الفهري القرشي أمين الأمة، ومعاذ بن جبل الخزرجي الأنصاري سيد العلماء، والأمير المجاهد شرحبيل بن حسنة حليف بني زهرة، وابن عم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الفضل بن العباس الهاشمي القرشي، والصحابي الجليل الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي، وأبو جندل بن سهيل بن عمرو العامري القرشي، وأما عن السيده رمله فهي أم حبيبة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

واختلف في اسمها فقيل هي رملة وقيل هند، وكانت أمها هى السيده صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وصفية هي عمة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وكانت عمتها هي السيده أم جميل أروى بنت حرب التي ذكرت في القرآن الكريم بوصف حمالة الحطب، وهى زوجة أبو لهب عم النبى صلى الله عليه وسلم، وهي أم المؤمنين وزوج النبي صلى الله عليه وسلم، فقد تزوجها بعد وفاة زوجها عبيد الله بن جحش بن رئاب الأسدي ولها منه ابنتها حبيبة، قيل ان زوجها عبيد الله ارتد عن الإسلام إلى المسيحية، والصحيح من قول المحققين أن قصة ارتداده ضعيفة لا تصح، وهي في الحبشة، وأم حبيبة من بنات عم الرسول صلى الله عليه وسلم وليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها.