الدكرورى يكتب عن السيدة رملة بنت أبى سفيان “جزء 6”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
السيدة رملة بنت أبى سفيان “جزء 6″
ونكمل الجزء السادس مع السيدة رملة بنت أبى سفيان، وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهن من العطر، فقالت، فلما كان الغد جاءتني بعود، وورس، وعنبر وزبّاد كثير، فقَدمت بذلك كله على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يراه عليّ وعندي فلا ينكره، ثم قالت أبرهة فحاجتي إليك أن تقرئي على رسول الله صلى الله عليه وسلم منّي السلام، وتعلميه أني قد اتبعت دينه، قالت ثم لطفت بي وكانت التي جهّزتني، وكانت كلما دخلت عليّ تقول لا تنسي حاجتي إليك، قالت، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته كيف كانت الخطبة، وما فعلت بي أبرهة، فتبسم، وأقرأته منها السلام، فقال صلى الله عليه وسلم ” وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ”
وعن إسماعيل بن عمرو بن سعيد، قال قالت أم حبيبة ” رأيت في النوم عبيد الله زوجي بأسوأ صورة وأشوهها ففزعت وقلت، تغيرت والله حاله، فإذا هو يقول حيث أصبح، إني نظرت في الدين، فلم أرى دينا خيرا من النصرانية، وكنت قد دنت بها، ثم دخلت في دين محمد صلى الله عليه وسلم، وقد رجعت، فأخبرته بالرؤيا، فلم يحفل بها وأكب على الخمر، قالت، فأريت قائلا يقول، يا أم المؤمنين، ففزعت، فأولتها أن رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يتزوجني، وذكرت القصة بطولها، وهي منكرة، وعن عكرمة، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال عن الآيه الكريمه “إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت” قال، نزلت فى أزواج النبى صلى الله عليه وسلم، خاصة.
وقيل أن السيده رمله زارت أخيها معاوية فتوفيت في دمشق فدفنت في مقبرة الباب الصغير، إلا أن أغلب المصادر قالت بأنها توفيت في المدينة المنورة سنة أربعه وأربعين من الهجره، فى زمن خلافة أخيها معاوية بن أبى سفيان ودفنت بالبقيع، وعن عوف بن الحارث قال، سمعت السيده عائشة رضى الله عنها تقول ” دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت، قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك، فقلت غفر الله لك ذلك كله وحللك من ذلك، فقالت، سررتني سرك الله، وأرسلت إلى أم سلمة، فقالت لها مثل ذلك ” وكانت السيده رمله بعد زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظلت مخلصة له ولدينه ولبيته، فيروى أن أبا سفيان بن حرب والد السيدة أم حبيبة.
قد جاء من مكة إلى المدينة طالبا أن يمد النبي صلى الله عليه وسلم هدنة الحرب التي عقدت في الحديبية، فلم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء إلى ابنته أم حبيبة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فأراد أن يجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم فطوته دونه، فقال يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني، أو بي عنه؟ قالت، بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت امرؤ مشرك نجس، فلم أحب أن تجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو سفيان يا بنيه، لقد أصابك بعدي شر، فقالت بل هداني الله للإسلام، وأنت يا أبتى سيد قريش وكبيرها، كيف يسقط عنك الدخول في الإسلام، وأنت تعبد حجرا لا يسمع ولا يبصر؟ فقام من عندها.
وكانت رضي الله عنها مع غيرتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحب أن تشاركها فيه أختها عزة بنت أبي سفيان، فقد سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، همّ أن يتزوج دُرة بنت أم سلمة، فعن زينب بنت أبي سلمة أن أم حبيبة قالت، قلت يا رسول الله، انكح أختي بنت أبي سفيان، قال ” وتحبين ” قلت نعم، لست لك بمخليه، وأحب من شاركني في خير أختي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن ذلك لا يحل لى” قلت يا رسول الله، فوالله إنا لنتحدث أنك تريد أن تنكح دُرّة بنت أبي سلمة، قال صلى الله عليه وسلم ” بنت أم سلمه ” فقلت نعم، فقال ” فوالله لو لم تكن فى حجرى ما حلت لى، إنها لأبنة أخى من الرضاعه، أرضغتنى وأبا سلمه ثويبه، فلا تعرضن على بناتكن ولا أخواتكن ” .