نبى الله حزقيل علية السلام ” جزء 7″

الدكرورى يكتب عن نبى الله حزقيل علية السلام ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبى الله حزقيل علية السلام ” جزء 7″

ونكمل الجزء السابع مع نبى الله حزقيل علية السلام، وقوله تعالى “قالوا ياموسى إن فيها قوما جبارين” أي عظام الأجسام طوال، ويقال نخلة جبارة أي طويلة، والجبار المتعظم الممتنع من الذل والفقر، وقال الزجاج أن الجبار من الآدميين العاتي، وهو الذي يجبر الناس على ما يريد فأصله على هذا من الإجبار وهو الإكراه فإنه يجبر غيره على ما يريده وأجبره أي أكرهه، وقيل هو مأخوذ من جبر العظم فأصل الجبار على هذا المصلح أمر نفسه، ثم استعمل في كل من جر لنفسه نفعا بحق أو باطل، وقيل إن جبر العظم راجع إلى معنى الإكراه، ثم قيل كان هؤلاء من بقايا عاد ، وقيل هم من ولد عيصوا بن إسحاق، وكانوا من الروم، وكان معهم عوج الأعنق، وكان طوله ثلاثة آلاف ذراع وثلثمائة وثلاثة وثلاثين ذراعا، قاله ابن عمر.

وكان يحتجن السحاب أي يجذبه بمحجنه ويشرب منه، ويتناول الحوت من قاع البحر فيشويه بعين الشمس يرفعه إليها ثم يأكله، وحضر طوفان نوح عليه السلام ولم يجاوز ركبتيه وكان عمره ثلاثة آلاف وستمائة سنة، وأنه قلع صخرة على قدر عسكر نبى الله موسى ليرضخهم بها، فبعث الله طائرا فنقرها ووقعت في عنقه فصرعته، وأقبل نبى الله موسى عليه السلام وطوله عشرة أذرع وعصاه عشرة أذرع وترقى في السماء عشرة أذرع فما أصاب إلا كعبه وهو مصروع فقتله، وقيل بل ضربه في العرق الذي تحت كعبه فصرعه فمات ووقع على نيل مصر فجسرهم سنة، وقال الكلبي أن عوج من ولد هاروت وماروت حيث وقعا بالمرأة فحملت، والله أعلم، وأما عن قوله تعالى” إنا لن ندخلها ” ويعني البلدة إيلياء.

ويقال أريحاء حتى يخرجوا منها أي حتى يسلموها لنا من غير قتال، وقيل قالوا ذلك خوفا من الجبارين ولم يقصدوا العصيان فإنهم قالوا فإن يخرجوا منها فإنا داخلون، وأما عن قوله تعالى ” قال رجلان من الذين يخافون” قال ابن عباس رضى الله عنهما وغيره هما يوشع وكالب بن يوقنا ويقال ابن قانيا، وكانا من الاثني عشر نقيبا ويخافون أي من الجبارين، وقال قتادة أنهم يخافون الله تعالى، وقال الضحاك هما رجلان كانا في مدينة الجبارين على دين موسى عليه السلام فمعنى يخافون على هذا أي من العمالقة من حيث الطبع لئلا يطلعوا على إيمانهم فيفتنوهم ولكن وثقا بالله، وقيل يخافون ضعف بني إسرائيل وجبنهم، وأما عن “أنعم الله عليهما” أي بالإسلام أو باليقين والصلاح وأما عن “ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون”

فقالا لبني إسرائيل لا يهولنكم عظم أجسامهم فقلوبهم ملئت رعبا منكم فأجسامهم عظيمة وقلوبهم ضعيفة، وكانوا قد علموا أنهم إذا دخلوا من ذلك الباب كان لهم الغلب، ويحتمل أن يكونا قالا ذلك ثقة بوعد الله، ثم قالا وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين مصدقين به فإنه ينصركم ثم قيل على القول الأول لما قالا هذا أراد بنو إسرائيل رجمهما بالحجارة، وقالوا نصدقكما وندع قول عشرة ثم قالوا لموسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها وهذا عناد وحيد عن القتال، وإياس من النصر، ثم جهلوا صفة الرب تبارك وتعالى فقالوا فاذهب أنت وربك وصفوه بالذهاب والانتقال، والله متعال عن ذلك، وهذا يدل على أنهم كانوا مشبهة وهو معنى قول الحسن لأنه قال هو كفر منهم بالله، وهو الأظهر في معنى الكلام، وقيل أي أن نصرة ربك لك أحق من نصرتنا.

وقتاله معك إن كنت رسوله أولى من قتالنا فعلى هذا يكون ذلك منهم كفر، لأنهم شكوا في رسالته وقيل المعنى اذهب أنت فقاتل وليعنك ربك وقيل أرادوا بالرب هارون، وكان أكبر من موسى وكان موسى يطيعه، وبالجملة فقد فسقوا بقولهم لقوله تعالى “فلا تأس على القوم الفاسقين” أي لا تحزن عليهم، وإنا هاهنا قاعدون أي لا نبرح ولا نقاتل، ويجوز ” قاعدين ” على الحال لأن الكلام قد تم قبله، وأما عن قوله تعالى “قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي” لأنه كان يطيعه، وقيل المعنى إني لا أملك إلا نفسي، ثم ابتدأ فقال وأخي، أي وأخي أيضا لا يملك إلا نفسه، وقوله تعالى “فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين” يقال بأي وجه سأله الفرق بينه وبين هؤلاء القوم ؟ ففيه أجوبة فالأول بما يدل على بعدهم عن الحق، وذهابهم عن الصواب فيما ارتكبوا من العصيان.