الدكرورى يكتب عن نبى الله حزقيل علية السلام ” جزء 10″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبى الله حزقيل علية السلام ” جزء 10″
ونكمل الجزء العاشر مع نبى الله حزقيل علية السلام، وهذا أصح ما قيل في وفاة موسى عليه السلام، وقد ذكر المفسرون في ذلك قصصا وأخبارا الله أعلم بصحتها، وفي الصحيح غنية عنها، وكان عمر نبى الله موسى عليه السلام مائة وعشرين سنة، فيروى أن يوشع بن نون رآه بعد موته في المنام فقال له كيف وجدت الموت ؟ فقال ” كشاة تسلخ وهي حية ” وهذا صحيح معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ” إن للموت سكرات ” وقوله تعالى ” فلا تأس على القوم الفاسقين” أي لا تحزن، والأسى هو الحزن، وقد روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب وغيره بأسانيدهم عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبدالله عليه السلام قال يوم النيروز أو النوروز.
هو اليوم الذى أحيا الله تعالى فيه القوم الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت، فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم، وذلك أن نبيا من الأنبياء سأل ربه أن يحيي القوم الذين خرجوا مِن ديارهم وهم الوف حذر الموت فأماتهم الله، فأوحى إليه أن صب عليهم الماء في مضاجعهم، فصب عليهم الماء في هذا اليوم فعاشوا وهم ثلاثون ألفا، فصار صب الماء في يوم النيروز سنة ماضية لا يعرف سببها إلا الراسخون في العلم، ولقد صنع نبى الله حزقيل عليه السلام مثل ما صنع نبى الله عيسى بن مريم عليه السلام فأحيا خمسة وثلاثين ألف رجل من بعد موتهم بستين سنة، ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة؟ واختارهم بخت نصر مِن سبى بني إسرائيل حين غزا بيت المقدس.
ثم إنصرف بهم إلى بابل، فأرسله الله عزوجل إليهم فأحياهم، ثم أقبل على النصراني فقال يا نصراني أفهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم؟ قال بل كانوا قبله، فقال عليه السلام فمتى اتخذتم عيسى ربّا جاز لكم أن تتخذوا اليسع وحزقيل ويعترف الإسلام بهذا النبي الذي ورد اسمه مرتين في القرآن، وتعتبر رؤى النبي حزقيل أو ذو الكفل، كما ورد في القرآن الكريم، واحدة من أهم المجلدات في العهد القديم، وقد رُمّم موقع ضريح النبي التوراتي حزقيل، الذي لطالما أظهر التنوع الديني والتعايش في العراق، ففي زمن مضى، كان هذا الموقع أهم مركز للحج اليهودي في العراق، حيث اعتاد الحجيج على التجمع حول ضريح النبي حزقيل.
بشكل رئيسي بين رأس السنة اليهودية الجديدة وهى روش هاشانا، ويوم كيبور وهو عيد الغفران، بالعبرية، وبالمقابل، يعتبر المسيحيون هذا الضريح مقدسا وكانوا يزورونه بانتظام، في حين يعتقد الحجاج الشيعة، الذين يأمّون المكان، أن الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، قد ذهب إلى هناك مرات عدة قبل وفاته وقد عاش النبي التوراتي حزقيل في القدس قبل أن يتم ترحيله من قبل نبوخذ نصر الثاني إلى الكلدية وتوفي عام خمسمائة وتسعه وستين قبل الميلاد في الكفل، بالقرب من النجف، حيث يقول التقليد أنه دفن هناك، لكن لم يتم بناء ضريحه إلا بعد عدة قرون، وهو برج مذهل على شكل مخروط بارتفاع عشرين مترا.
مزين بالمقرنصات ورسوم زخرفية من العمارة الإسلامية، تسمى كذلك أقراص العسل، ستستضيف جثمانه في القرن السابع، ويقع قبر منسوب للنبي حزقيال، كما هو معروف عند اليهود في التوراة، أو ذو الكفل، كما هو مذكور في القرآن في مدينة الكفل العراقية، حيث سميت المدينة نسبه إلى قبر “ذو الكفل” .